عروبة الإخباري- فتح انشقاق رئيس “التحالف الوطني” الحاكم في العراق، عمار الحكيم، عن “المجلس الأعلى الإسلامي”، الذي كان رئيسه، وتشكيله كياناً سياسياً جديداً باسم “تيار الحكمة الوطني”؛ أبواب صراع واسع على قصور الجادرية الرئاسية وسط بغداد التي كانت تتبع نظام الرئيس الراحل صدام حسين، واستولى عليها المجلس بعد الاحتلال الأميركي عام 2003.
وكشف مصدر سياسي عراقي مقرّب من “المجلس الأعلى الإسلامي”، اليوم الإثنين، وجود خلافات عميقة بين المجلس وتيار الحكيم الجديد بشأن عائدية المنطقة الرئاسية في الجادرية، مؤكداً أن قيادات “المجلس الأعلى” عبّرت عن غضبها من قيام التيار بإزالة لافتات من المقرّات السابقة وتعليق لافتات جديدة مكتوب عليها “تيار الحكمة”.
وأشار المصدر إلى أن قيادات المجلس الأعلى المخضرمة أجرت اتصالات مكثفة بأطراف إيرانية من أجل تقديم شكوى ضد عمار الحكيم الذي استولى على مساحات واسعة من الأراضي التي تضم قصور ومنازل ومقرات في الجادرية، مبيناً أن هذه القيادات أبلغت الأطراف الإيرانية أن هذه الممتلكات تعود للمجلس الأعلى الإسلامي وليس لعمار الحكيم.
وأكّد وجود تشنج واضح بين عمار الحكيم وبعض قيادات المجلس، منهم رئيس البرلمان، همام حمودي، الذي تولى رئاسة المجلس الأعلى بدلاً عن الحكيم، ووزير النقل السابق باقر جبر صولاغ.
وفي السياق، قال القيادي في المجلس الأعلى، وزير النقل السابق، باقر جبر صولاغ، إن وفداً سياسياً، زار إيران، أخيراً، لتقديم شكوى ضد الحكيم، لافتاً إلى أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي رفض استقبال الأخير.
وأشار صولاغ، خلال مقابلة متلفزة، إلى أن الإيرانيين سبق أن قالوا لعمار الحكيم، إن خروجك من المجلس الأعلى ليس قراراً صحيحاً، وليس فيه مصلحتك، متهماً الحكيم بالتفرد في قيادة المجلس الأعلى.
وتابع إن “الحكيم قالها بصراحة، فهو يرى في نفسه قادراً على القيادة، ولا يحتاج حتى إلى مستشارين”، لافتاً إلى أن التفرد ليس الخلاف الوحيد بل هناك أشياء أخرى لا يمكن التحدث عنها لأن ليس كل ما يعرف يقال، بحسب قوله.
وجاءت مواقف باقر جبر صولاغ التصعيدية تجاه الحكيم بعد يوم واحد على تصريحات سابقة له قال فيها، إن تيار الحكمة الجديد لا يمكنه الاستيلاء على جميع الممتلكات بعدما اتفقنا معه على عدم التجاوز على المكاتب التابعة للمجلس الأعلى في بغداد والمحافظات وتسليمها للقيادة الجديدة.
جاء ذلك بعد قيام تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم برفع لافتاته على المقرات السابقة للمجلس الأعلى وادعاء عائديتها له.
بدوره، أكد عضو البرلمان، حبيب الطرفي، أن جميع مقرات المجلس الأعلى تحولت إلى مقرات لتيار الحكمة، موضحاً أن هذا الأمر تم بعد أن بايع الجميع عمار الحكيم وجدد العهد له.
وكان “المجلس الأعلى الإسلامي” الذي كان يقوده عمار الحكيم قبل أن ينشق عنه الأسبوع الماضي، قد استولى على ما يسمى بـ”مربع الحكيم” في حي الجادرية وسط بغداد، الذي يضم عشرات القصور والمنازل والمقرات التي كانت تتبع للحكومة العراقية السابقة التي انهارت إثر الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.(العربي الجديد)