حينما اتخذت جامعة فيلادلفيا (طريق المستقبل) ثمية ودليلا لها كان في رأس طموحها مسابقة الزمن والرهان على أهميته، وليس فقط الركون على الإنجاز المتحقق مهما كان كبيرا في حينه. فيلادلفيا جامعة تدخل في سباقات مدروسة مع عصر لا يعترف بالسكون، ولا يؤمن بالركون إلى الإنجازات، بل تعرف تماماً أن التعليم الجامعي يتحرك ويتطور كل لحظة، وأن من لا يواكب سرعة العصر يبقى يدور حول نفسه.
قال عميد كلية تكنولوجيا المعلومات الدكتور محمد بطاز إنه وبعد تخطيط دام لأكثر من سنتين، ومشاورات مستفيضة مع جهات الإختصاص تم استحداث قسم هندسة الويب في العام الجامعي 2017- 2018 لمواكبة التطورات المتسارعة في المنهجيات والطرق والأدوات المستخدمة في بناء نظم وتطبيقات الويب يمنح درجة البكالوريوس. وأكد بطاز بأن الكلية فكرت بهذا التخصص الجديد بعد استطلاعات أفادت بأن الويب هو الأكثر طلبا ضمن المساقات التدريسية في الكلية.
يذكر أن كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة كانت ولا تزال سباقة في استحداث برامج أكاديمية متخصصة ورائدة تتناسب واحتياجات السوق المحلي والإقليمي، حيث كانت الجامعة الأولى في المملكة الأردنية التي استحدثت في العام الجامعي 2001- 2000 تخصص هندسة البرمجيات على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة.
وحسب عميد الكلية فإنه تم إعداد برنامج البكالوريوس في هندسة الويب وفق أحدث التوصيات للمنظمات العالمية مثل ACM/IEEE في تصميم وبناء مناهج برامج تكنولوجيا المعلومات وبعد دراسة مستفيضة لاحتياجات السوق. ويهدف البرنامج إلى إكساب الطلبة المهارات اللازمة لتمكينهم من تطوير نظم وتطبيقات الويب بإتباع الأسلوب الهندسي في دراسة متطلبات نظم الويب وتحليلها ونمذجتها وتصميمها، واختبارها لضمان الوصول إلى منتج ذي كفاءة عالية تلبي متطلبات مستخدمي النظم بفعالية تضمن سرية معاملاته ومعلوماته.
يذكر أن الويب تعد من أهم التطبيقات لشبكة الانترنت، التي يتم استخدامها بشتى الوسائل التكنولوجية من حواسيب شخصية وهواتف ذكية وأجهزة لوحية، وحتى الساعات الذكية ولشتى الأهداف. فمن البحث عن المعلومات إلى التجارة الكترونية وانجاز المعاملات الحكومية ودفع الفواتير والقيام بالمعاملات البنكية والقيام بالمراسلات عن بعد بشتى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ومتابعة الأخبار والرياضة وغيرها الكثير من تطبيقات الويب لكافة الاستخدامات.
وعلى ضوء هذه المعطيات، فإن تخصص هندسة الويب يعمل على تنمية الجانب الحرفي لدى الطلبة ويضع أسساً رصينة لتهيئة خريجين لهم القدرة على توظيف و استخدام أدوات وتقنيات مختلفة، مثل تقنيات جهة الخادم والعميل والحوسبة السحابية وقواعد البيانات واسترجاع البيانات وخدمات الويب والويب الدلالي في بناء تطبيقات الحكومة والتجارة الالكترونية والإعمال الالكترونية والتعليم الالكتروني والمعاملات البنكية.
ومن أهداف هذا التخصص تمكين الطلبة من فهم المعارف العامة في تكنولوجيا المعلومات والجوانب الأساسية لمكونات نظم وتطبيقات وخدمات الويب، واكساب الطلبة المهارات اللازمة لتمكينهم من تطوير نظم وتطبيقات ويب بإتباع الأسلوب الهندسي، وتزويدهم بالمعرفة العملية التطبيقية في الأدوات والتقنيات اللازمة. كذلك تمكين الطلبة من بناء تطبيقات الحكومة والتجارة والإعمال والتعليم الالكترونية. وجعلهم قادرين على ادارة مشاريع الويب وقيادة فرق العمل وتنظيم الوقت وتوفير الموارد اللازمة لتلك المشاريع. وتهيئة الطلبة الى مهنة ناجحة ومنتجة كمهندس ويب يلبي حاجة المؤسسات العامة والخاصة بصورة كفؤة ومهنية.
وعن فرص العمل للخريجين قال بطاز، بأنه وبالإضافة إلى الوظائف التقليدية في تكنولوجيا المعلومات، يهيئ برنامج البكالوريوس خريجيه لوظائف عديدة تشمل: مصمم ومطور نظم وتطبيقات الويب، ومهندس أو مدير نظم الويب مطور نظم الهواتف المتنقلة، ومطور تقنيات جهة العميل والخادم، مطور خدمات الويب، مطور نظم التجارة الالكترونية.
وعن التدريب العملي وضح بطاز بأن تخصص والويب وباعتباره من الأقسام التطبيقية التي تهدف الى تصميم وتطوير نظم وتطبيقات الويب، يولي أهمية خاصة لمادة التدريب العملي، فبالإضافة الى احتواء معظم مواد التخصص على جانب عملي او تطبيقي ففي السنة الدراسية الثالثة، وبعد أن يحصل الطالب على المهارات الأساسية والمفاهيم المطلوبة لهندسة الويب والمجالات المختلفة يوجه الى سوق العمل المتخصص لغرض التدريب والاطلاع على متطلبات سوق العمل وآلية العمل فيه والاستفادة من الخبرات العملية والتطبيقية المتوفرة في سوق العمل. ويتطلع القسم الى اقامة شراكات وعلاقات واسعة مع سوق العمل من مؤسسات رسمية وخاصة ذات الاهتمام الخاص بتكنولوجيا المعلومات عموماً ونظم و تطبيقات الويب خصوصاً حيث يتم حث الطلبة الى الاستفادة القصوى من فترة التدريب العملي من خلال التفرغ الجزئي للعمل في المؤسسات المعنية. كما وتؤهل مادة التدريب العملي الطالب على سلامة اختيار مشروع البحث في السنة التالية وبما يتلائم مع مهاراته ومتطلبات سوق العمل.
وبخصوص البحث العلمي وضح بطاز بأنه وانطلاقاً من رسالة جامعة فيلادلفيا في النهوض بالبحث العلمي، فأن قسم هندسة الويب يشجع البحث العلمي المتميز حيث إن السمات النظرية والتطبيقية للبحوث هي الصفة المميزة للبحث العلمي في القسم من خلال المجالات التالية: (الحوسبة السحابية، استرجاع البيانات و المعلومات، أمن الويب، الويب الدلالي، محركات البحث، خدمات الويب و تطبيقات الويب، قواعد البيانات وشبكات الحاسوب، ومواضيع أخرى في مجال تكنولوجيا المعلومات). ان الاهتمام بالبحث العلمي يساعد وبشكل كبير على دعم مخرجات التعلم.
يذكر أن قسم هندسة الويب يساعد الباحثين في الحصول على دعم مالي لغرض النشر ويسمح لاعضاء هيئة التدريس بالمشاركة في أو حضور المؤتمرات والندوات المحلية والدولية حيث ان 5% من ميزانية الجامعة السنوية مخصصة باتجاه دعم الباحثين من خلال صرف نفقات السفر والنشر و المراجع والمتطلبات الاخرى. و أقامة معارض مشاريع الطلبة.
وقال بطاز بأن القسم يزود الخريجين بالمؤهلات العالية من خلال الإتقان العالي لمهارات تصميم وتطوير نظم وتطبيقات الويب باستخدام احدث التقنيات والأدوات البرمجية المتوفرة . حيث يمتلك القسم هيكلا تنظيميا ممتازا يتضمن الهيئة التدريسية والفنية والإدارية ويستند على افضل واحدث المناهج واكثر المختبرات تطورا مثل مختبرات البرمجة والوسائط المتعددة ومختبرات الانترنت وغيرها، بالإضافة إلى وجود بيئة ايجابية للاسهام الفعال في دعم عملية التدريس وتنفيذ الواجبات العملية باستخدام قدرات تقنية عالية لتحقيق مخرجات التعلم مما ينعكس على مستوى وقدرات خريجي التخصص.
وعن برنامج درجة البكالوريوس وضح بطاز بأن الطالب الذي يروم الالتحاق بالبرنامج الدراسي الخاص بقسم هندسة الويب يخضع للقوانين والأنظمة المعتمدة من قبل التعليم العالي والخاص بالجامعات الخاصة، حيث يقبل الطالب الحاصل على معدل 60% (كحد أدنى) في التوجيهي لجميع الفروع ما عدا الأدبي.
موضحا أن النظام الدراسي يعتمد في قسم هندسة الويب على الساعات المعتمدة حيث أن كل سنة دراسية تتكون من فصلين دراسيين ولمدة ثلاث سنوات (كحد أدنى) حيث تغطي المادة الدراسية الجانبين العملي والنظري من خلال إعطاء محاضرات نظرية وعملية. و البرنامج الدراسي يؤهل الطالب للمباشرة بالتدريب العملي في السنة الدراسية الثالثة ومشروع البحث في السنة النهائية.