عروبة الاخباري كتب سلطان الحطاب – وزير الاعلام في سلطنة عمان الدكتور عبد المنعم الحسني كان نجم مؤتمر وزراء الاعلام العرب المنعقد في الدورة الثامنة و الاربعين في الجامعة العربية القاهرة وقد تابعت ذلك عبر الفضائية اكسترا نيوز التي اجرت مع الوزير حوارا لإضاءة المؤتمر و دوافعه و الموقف العماني ..
في سلطنة عمان تتمتع وزارتان بوهج خاص وقدرة على عكس سياسة السلطان قابوس بن سعيد المضمخة بالحكمة و الاعتدال و الحياد الايجابي و هما وزارة الدولة للشؤون الخارجية والتي يقودها الوزيرالمخضرم يوسف بن علوي و وزارة الاعلام التي يحمل حقيبتها الوزير الشاب الدكتور عبد المنعم الحسني الذي يملك خطابا واضح المضامين له عمق انساني و بصيغة أدبية . قادر على الكسب بعيد عن التنفير مؤمن بقوله تعالى ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك “.
قرأنا لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزراء الاعلام العرب من خلال حديث الدكتور عبد المنعم الحسنى الذي تحدث عن اللقاء لفضائية اكسترا نيوز .
الوزير المتواضع تحدث بلسان الوزراء الذين شاركوه و امتدح موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي و اعاد رسم الصورة التي يحث عليها الاعلام العربي و انتشاله من الانحراف و التركيز على الدور الاساس في الدفاع عن القضايا العربية و ببعد انساني ظل بعض الاعلام العربي الذي يؤمن بسياسات الحملات يفتقد اليه .
الوزير قدم اعلام سلطنة عمان كنموذج في أن رسالتها انسانية حضارية تقدم السلام و ما هو جميل و مبشر للخير للانسان العربي و البشرية .
الرسالة الاعلامية العمانية ليست رسالة صراع وهي تقدم بوعي و ادراك و شمولية وفيها دعوة أن يبتعد الاعلام عن الصراخ و السُباب و الشتائم .. و استبدال ذلك كله بالمعلومة و في صيغة انسانية . أي لا بد من أنسنة الرسالة الاعلامية لتكون قابلة للتصديرو الاعتقاد و التقدير على المستوى الدولي ..
الوزير في المقابلة الناجحة قال أن التحدي أمامنا كإعلاميين هو كيف نقدم رسالتنا للعالم وان نعمل على انقاذ اسلامنا مما علق بصورته من تشويه وكيف ينظر العالم لنا حين لا نكون حريصين على صورة إسلامنا و على الحوار الذي يجري افتقاده في الاعلام العربي .
فلماذا ؟ لماذا لا نقدم كل ما يخدم الانسان العربي فنحن كعرب لسنا ارهابيين و يمكن ان نقول ذلك للعالم بإعلام انساني يؤمن بالحوار و على يد شباب لديهم طاقات كبيرة ..
و يرى الدكتور الحسني أن امتنا تحتاج الى اعلام يقدمها كأمة حضارية انسانية معادية لما يعادي العالم و صديقة لمن يصادق العالم هذه رسالتنا و هذا ما تعلمناه من لقاء قيادتنا ..
فمصر ارض الكنانة كما يقول الوزير تجمعنا وهي قادرة أن تضع لنا رافعة العمل لتقديم الصورة المناسبة نؤمن بدور مصر الحضاري التي تقدمنا للعالم و تقدم كل ما هو جميل فينا ..
الوزير المتخصص بالتصوير والدارس للاعلام والذي يمتلك خبرة العمل الوزاري بنجاح حرص دائما على تقديم مضامين الخطاب السلطاني الجامع في لقاء الوزراء وفي اللقاء مع الرئيس السيسي وهو يقدم أيضاً صورة عُمان واعلام عمان والصورة التي يجب ان يكون عليها الاعلام العربي بعيدا عن الغوغائية والشعبوية وسلوك الدهماء .. وان يتوخى المشاكل ولا يغرق في الوهم والاشاعات والتنافر الذي وصل حد التنابز بالالقاب وبئس الاسم والفسوق.
منذ فترة طويلة وانا اتابع النشاطات الاعلامية والثقافية والفنية التي تنجزها سلطنة عمان بوسائل عديدة وفي عواصم عديدة على رأسها القاهرة فالرسالة العمانية واضحة ولذلك فإن وسيلة خدمتها واضحة وهي رسالة انسانية سامية غير معادية او منحازة وبالتالي فإننا كمثقفين عرب نعول كثيرا على جائزة السلطان للثقافة والفنون والاداب ونرى انها تأتي في وقتها في زمن التراجع والتصحر والجدب العربي وفي زمن تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية وبث روح التطرف والغلو..
أٌكبر التجربة العمانية وأرى في نهجها أسلوب للخلاص مما لحق باعلامنا العربي من اعراض غير علمية وغير منهجية وغير معتدلة نراها ماثلة على هذه الشاشات التي تواصل اللطم والردح والتنابز وكأننا في العصر الجاهلي أو كأننا نعيش وحيدين في هذا العالم الذي سخر التكنولوجيا الاعلامية لاهداف اخرى غير التي يسخر بعض مالكي وسائل الاعلام العربي وسائلهم لها.
صرخة الوزير الحسني لا نريد ان تكون صرخة في وادي وعلينا ان نضم اصواتنا لصوته لانقاذ اعلامنا مما اصابه من لوثة وتشويه الحقت الضرر بصورتنا العربية الجامعة وبعدالة قضايانا العديدة وحتى بصورة اسلامنا الحنيف الذي سبغه البعض بصبغته التي لا علاقة لها بالتسامح او المودة او الرحمة او حفظ الحرمات او حتى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وادعو إلى تشكيل منظمة عربية اعلامية من اعلاميين عرب غير مرتبطين بمواقف مسبقة تناصر هذه الطرف او ذاك وتبتعد عن سوق الشراء المفتوح الان لكسب الانصار والاستقطاب الاعمى الذي يفقد الاعلامي الحر استقلاله وموضوعيته ويدرجه في قائمة الندب واللطم والتزيين والتقديس لاصنام قال عنها عمر ابو ريشة ذات يوم صعب:
امتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
صيحة الدكتور الحسني لا يجوز ان تذهب ادراج الرياح فلنلتقطها ونبني عليها فإن الفجر قادم ان شئنا وهذه الغيوم السوداء زائلة فوجه امتنا اكثر اشراقا حتى و إن وضعوا اطفالنا او ما زالوا يريدون ان يضعوا وجوههم تحت الركام ونموذج اطفال سوريا ماثلا فماذا تقولوا ايها الاعلاميون العرب فيما تبقى لامتكم من اثر ..