عروبة الإخباري – أعلنت الأمم المتحدة أمس أن المعارك التي دارت في مدينة الموصل العراقية بين قوات تابعة للحكومة ومقاتلي «تنظيم الدولة» تسببت في نزوح أكثر من مليون شخص، إلا أن ما يقارب من 200 ألف قد عادوا. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية في بيان أن من بين 1,05 مليون شخص فروا من المعارك عقب الحملة التي انطلقت ضد تنظيم الدولة في أكتوبر، لا يزال 825 ألفا في عداد النازحين.
وبلغ عدد سكان المدينة الواقعة على نهر دجلة شمال العراق حوالي مليوني نسمة عام 2014.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين الماضي أن القوات العراقية استعادت كامل الموصل من التنظيم المتطرف عقب عملية دعمتها دول غربية عسكريا. ولكن لا يزال الوصول إلى المدينة القديمة شبه مستحيل حيث تجري عمليات نزع للألغام. وأشار رئيس بعثة المنظمة إلى العراق توماس لوثار وايز إلى أن الأرقام الجديدة المتعلقة بأعداد النازحين تؤكد على «الأزمة الضخمة» التي تعاني منها ثاني أكبر مدينة عراقية.
ولا تزال القوات العراقية تواجه جيوبا من المقاومة من تنظيم الدولة بالمدينة بعد أربعة أيام من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر.
وقال سكان إن مروحيات تابعة للجيش العراقي حلقت فوق المدينة وأمكن سماع دوي انفجارات بينما سلطت مقاطع فيديو يزعم أنها لهجمات انتقامية ضد أشخاص اعتقلوا خلال استعادة الموصل الضوء على التحديات الأمنية في المستقبل. وقال أحد سكان حي الفيصلية في شرق الموصل خلال مكالمة هاتفية «سقطت ثلاث قذائف مورتر على حينا».
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم الحملة العسكرية العراقية إنه نفذ ضربتين جويتين في الموصل أمس الأول مما أسفر عن تدمير 22 موقعا قتاليا ونفقا. واجتاح بضع مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الموصل قبل ثلاثة أعوام وأشاعوا الرعب بعد انهيار الجيش العراقي.
ومثل انتصار العراق في الموصل أكبر هزيمة للتنظيم الذي يخضع لحصار في مدينة الرقة السورية معقله ومركز تخطيط عملياته.
ورغم أن التنظيم يتداعى فمن المتوقع أن يلجأ التنظيم لمواصلة الهجمات في الغرب والشرق الأوسط. ولا يزال التنظيم يسيطر على مناطق إلى جنوب وغرب الموصل يسكنها عشرات الآلاف من المدنيين. وقال أكبر جنرال أمريكي بالعراق في وقت سابق من الأسبوع إن قوات الأمن ستأخذ قسطا من الراحة ثم ستعيد تجهيز نفسها قبل الزحف إلى تلعفر الواقعة على بعد 65 كيلومترا غرب الموصل.
وقالت الأمم المتحدة أمس الجمعة إن التقديرات تشير إلى وجود نحو 20 ألف شخص بالمدينة التي كان يغلب على سكانها قبل الحرب (السُّنة التُّركمان والشِيعة).