عروبة الإخباري – استشهد صباح أمس 3 شبان فلسطينيين في باحات المسجد الاقصى المبارك، في عملية اطلاق نار، أسفرت عن مقتل جنديي احتلال. والشهداء الثلاثة هم من فلسطينيي 48 من مدينة أم الفحم. وعلى الاثر أغلق جيش الاحتلال المسجد الاقصى، ومنع صلاة الجمعة فيه لأول مرة. كما استشهد شاب رابع في مخيم الدهيشة، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال وقعت في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وكانت عملية إطلاق النار قد وقعت في ساعات الصباح عند صحن قبة الصخرة المشرّفة، وتبين من شريط فيديو انتشر في شبكات التواصل، أن جنود الاحتلال قتلوا أحد الشبان الثلاثة، دون أن يشكل “خطرا” على أحد، كما يتبين أن أحد الجنود أطلق النار ثانية على الشاب، وهو ملقى على الأرض. وقالت دائرة الاعلام في الأوقاف الاسلامية، إن جيش الاحتلال منع طواقم الاسعاف من الوصول الى الشهداء الثلاثة، كما أغلق المسجد ومنع الدخول أو الخروج منه، ولاحقا تم اخراج كافة المصلين، واغلاق المسجد كليا.
والشهداء الثلاثة هم: محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما) وثلاثتهم من مدينة أم الفحم شمال فلسطين 48.
وفي أعقاب العملية، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتصالا ببنيامين نتنياهو، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن عباس عبّر “عن رفضه الشديد، وإدانته للحادث الذى جرى في المسجد الأقصى المبارك، كما أكد رفضه لأي أحداث عنف من أي جهة كانت، وخاصة في دور العبادة”.
كما طالب أبو مازن، بإلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى المبارك امام المصلين، محذراً من تداعيات هذه الإجراءات أو استغلالها من أي جهة كانت لتغيير الوضع الديني والتاريخي للاماكن المقدسة.
وحسب البيان الصادر عن الرئاسة الفلسطينية، فإن نتنياهو، “أكد أنه لن يتم تغيير على الوضع القائم للاماكن المقدسة، كما طالب بتهدئة الأمور من قبل جميع الأطراف”.
كما أجرت الرئاسة الفلسطينية اتصالات مع الأردن من أجل إلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين.
وعلى وقع إغلاق المسجد الاقصى في وجه المصلين، فقد أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة، في الشوارع والطرقات المتاخمة والقريبة من أسوار البلدة القديمة. وأقيمت الصلاة في أكثر من مكان.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر أمس، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين من باب الأسباط، بعد الاعتداء عليه، والشيخ عكرمة صبري. وجاء الاعتقال بعد إلقاء المفتي خطبة الجمعة في المنطقة بعد منع الاحتلال المواطنين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى. وقد وقعت مواجهات عنيفة اندلعت في حارة باب حطة الملاصقة بالمسجد الاقصى، وسط اعتداء واسع على المواطنين.
وحذرت دار الإفتاء الفلسطينية من محاولة المس بالمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، الذي تم خطفه بصورة استفزازية من قبل عناصر قوات الاحتلال، وهو يؤدي صلاة الجمعة مع جموع المصلين عند بوابات المسجد الأقصى المبارك.
كما مددت محاكم الاحتلال، اعتقال ثلاثة من حراس المسجد الأقصى المبارك، إلى يوم غد. إذ كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت واحتجزت أمس 58 حارسا وموظفا في المسجد الأقصى، واقتادتهم إلى مركز توقيف وتحقيق، بعد مُصادرة هواتفهم النقالة والاعتداء عليهم. وتم لاحقا الإفراج عن غالبية المعتقلين.
من ناحية أخرى، فقد شيعت جماهير غفيرة في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، بعد ظهر أمس، الشهيد براء اسماعيل حمامدة (18 عاما)، الذي ارتقى برصاص الاحتلال صباح أمس، الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء في قرية ارطاس جنوبا. وكان حمامدة قد استشهد، خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال اثناء اقتحامها المخيم.
فقد اندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال اثناء اقتحامها للمخيم، وأطلقت قوات الاحتلال خلالها الرصاص الحي باتجاه الشبان ما ادى الى اصابة ثلاثة شبان، احدهم اصابته خطيرة، ونقلوا الى احد مشافي بيت لحم لتلقي العلاج وأعلن عن استشهاد الشاب حمامدة في وقت لاحق متأثرا بإصابته الخطيرة في الصدر.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن عصابات المستوطنين الارهابية، اعتدت على عدة بلدات فلسطينية، فقد رشقت أمس، بالحجارة سيارات الفلسطينيين قرب قرية الفرديس شرق بيت لحم. وحسب شهود عيان، فإن عصابة المستوطنين، رشقت سيارات المواطنين بالحجارة، أثناء مرورها على الشارع الرئيس، مع إشهار السلاح وتهديد المواطنين، ما أثار حالة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين، دون ان يبلغ عن اصابات.
كما أغلق مستوطنون أمس المدخل الغربي لبلدة تقوع جنوب مدينة بيت لحم. ونظموا مسيرة عربدة واستفزاز، وهددوا الفلسطينيين من الخروج من قريتهم.
قمعت قوات الاحتلال أمس مسيرة قرية كفر قدوم الشعبية الأسبوعية، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 14 عاما. وانطلقت المسيرة بمشاركة مئات من أبناء البلدة وعدد من المتضامنين الأجانب ونشطاء إسرائيليين، صوب البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي، إلا أن قوات الاحتلال المتواجدة هناك أطلقت وابلا كثيفا من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت دون وقوع إصابات في صفوف المشاركين في المسيرة.
وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي إن قوات الاحتلال اقتحمت متنزها عاما شرق القرية، واتخذته ثكنة عسكرية لقمع المسيرة. وأكد اندلاع مواجهات بين جنود الاحتلال والشبان الذين استخدموا الحجارة، وأحرقوا عشرات الإطارات قرب مستوطنة “قدوميم” المقامة على أراضي القرية.