عروبة الإخباري – تتوالى التطورات الأخيرة على مسار التسوية السورية بوتيرة صارت توحي للكثير من المتفائلين بقرب موعد الحل وزوال كرب السوريين الذين أدمت الحرب بلادهم وأثّرت في مصائرهم.
ففيما يبحث السوريون اليوم في جنيف الدستور والانتخابات وقضايا أخرى شائكة ضمن ما صار يعرف بـ”السلال الأربع” للتسوية، وهي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، يجمع فريق لا بأس به من المراقبين المتفائلين، على قرب انفراج الأزمة السورية نتيجة لأربعة عوامل أخذت تتبلور على الأرض، قد لا يبصرها سوى الأعمى.
الأزمة المحيطة بقطر، وقائمة الشروط الخليجية التي ألقى بها فريق المقاطعة على طاولة الدوحة، لم تكن تخطر للمعارضين السوريين على بال، وأدت وفقا لما يصدر من تصريحات عن أقطاب الهيئة العليا للمفاوضات إلى تصدع صفها لاختلاف ولاءاتها بين تيار مؤيد لقطر، وآخر يدعم فريق المقاطعة، بدليل تخلي بعض أقطاب الهيئة عن الرفض المطلق لأي دور لمنصتي موسكو والقاهرة في التسوية بحجة “انحيازهما المبطن للنظام”.
لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب على هامش قمة الـ”20″ الأخيرة في هامبورغ، واتفاقهما المفاجئ على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، وقبول واشنطن بالواقع، وموافقتها في سوريا على شروط موسكو الماضية في استراتيجيتها مع أنقرة وطهران.. كل ذلك بعث برسالة واضحة للمقتتلين على الأرض والمتفاوضين في جنيف: أن اتفقوا.
كما أن الهزيمة المدوية لـ”داعش” في الموصل، وتضييق الخناق عليه في الرقة، سوف يستعجل السوريين وأصدقاءهم في التسوية، فبسقوط “داعش” ستزول عقبة كأداء تحول دون وقف إطلاق النار النهائي، ما سيسهم في غربلة الزمر المسلحة التي ترعرعت في كنفه وغازلت في آن واحد المعارضة السورية وحلفاءها، إذ صارت هذه الزمر تسعى هي الأخرى إلى النأي بنفسها عن “داعش”، بل تجاهر في قتاله لحاقا بركب التسوية.
وعلى وقع هذه التطورات، أخذت عملية جنيف تسير بوتيرة أسرع، تحمل على التفاؤل، بدليل أن التوفيق لا يزال حليفها منذ استئنافها يوم أمس الاثنين.
جنيف انتزعت على ما يبدو المبادرة أخيرا من أستانا التي أرادت الأطراف الثلاثة الضامنة دفع السوريين منها عبر طريق سريع نحو التسوية، بدليل تنويه ستيفان دي مستورا اليوم بـ”التقارب المسجل في المواقف بين أطياف المعارضة واتساقها مع الخطوط الحمراء التي رسمتها دمشق، المتمسكة بوحدة الأراضي السورية وحماية مؤسسات الدولة، قبل كل شيء.