عروبة الإخباري- أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المفروض على بلاده “يعد عملا عدائيا ويشكل إهانة لأي بلد مستقل وذات سيادة”.
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأمريكية نشر تفاصيلها المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية القطرية على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس.
وفند آل ثاني في المقابلة الاتهامات الموجهة لبلاده ، قائلا “إننا لو نظرنا بتمعن إلى المطالب المقدمة إلى دولة قطر سنجد اتهامات بدعم دولة قطر للإرهاب ومطالب تتعلق بتقييد حرية التعبير وإغلاق منافذ إعلامية وطرد معارضين”.
انتهاك للقانون الدولي
وأردف :” علاوة على مطالب أخرى فيها انتهاك للقانون الدولي كالدعوة لسحب الجنسية القطرية من بعض الأفراد وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية” .
وشدد على” أن دولة قطر لن تمتثل لأي مطلب ينتهك القانون الدولي ولن تمتثل أيضا لأي إجراء يقتصر على دولة قطر وحدها وأي حل يجب أن يشمل الجميع″.
ويعد هذا أوضح تلميح لطبيعة الرد القطري على مطالب الدول الأربع المقاطعة، والذي وصفها بيان مشترك للدول الأربع أمس أنه “سلبي”، في إشارة على ما يبدو إلى طلب الدوحة من الدول المقاطعة تنفيذ طلبات موجهة لها أيضا.
إيران
وقال وزير الخارجية “إنهم يتهمون دولة قطر بأن لديها علاقات خاصة مع إيران على سبيل المثال في الوقت الذي لم يقوموا فيه باتخاذ أي إجراءات ضد إيران نفسها”.
وتابع :” لذلك فإن ما اتخذ من إجراءات ضد دولة قطر هو عمل عدائي ويتعلق بأسباب أخرى وليس بإيران”.
وأكد ” أن إغلاق قناة الجزيرة هي مسألة خارج النقاش. ولن نقوم بمناقشة أي مطلب يمس سيادة دولة قطر”.
ونفى وزير الخارجية تمويل دولة قطر لأي جماعات إرهابية مؤكدا” أنه لو تورط أي مواطن قطري في تمويل أي جماعة إرهابية فستتم محاسبته وهناك عدة حالات فردية تتم محاكمة فاعليها وقد جرى إدانتهم بالفعل”.
مفهوم الإرهاب مختلف
وحول تصريح سابق لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن أن مفهوم الإرهاب قد يختلف لدى قطر عن بعض الدول الأخرى، شدد آل ثاني على أن بلاده لازالت متمسكة بهذا الموقف.
وأردف : “لن نصنف أي جماعة بالإرهاب طالما لا يوجد دليل على تورطها في أعمال عنف وطالما أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يصنفها كذلك”.
وبشأن استضافة دولة قطر لقيادات في حركة المقاومة الإسلامية حماس في ظل تصنيف الحركة من قبل بعض الدول كإسرائيل والولايات المتحدة في قائمة الإرهاب أوضح وزير الخارجية “أن حماس ممثلة لدينا بمكتب سياسي وليس لديها أي تمثيل عسكري في دولة قطر “.
وتايع :”والقيادة السياسية الحالية للحركة موجودة في غزة وبعض قادتها في دولة قطر وهؤلاء جاءوا للمشاركة في مفاوضات المصالحة الوطنية والتي تلعب دولة قطر دور الوسيط فيها وهي مفاوضات مدعومة من جانب المجتمع الدولي وتتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة”، مؤكدا “أن دولة قطر لا تدعم حماس بل تدعم أهل غزة “.
وحول دعم دولة قطر لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها مصر جماعة إرهابية، قال وزير الخارجية القطري”إن مصر تصنفهم جماعة إرهابية لكن بالنسبة لنا في دولة قطر لا نسميهم جماعة إرهابية ودولة قطر لا تكفل هذه الجماعة ولا وجود لهم في بلدنا”.
وبين “أن الإخوان المسلمين جماعة سياسية تعمل في بلدان مثل البحرين والتي هي واحدة من الدول المحاصرة وهذا يعد ازدواجا في المعايير بأن يكون أحد المطالب تصنيفهم كجماعة إرهابية في الوقت الذي يضم فيه البرلمان البحريني أفرادا من هذه الجماعة”.
وبشأن الاتهام لقطر بدعم جبهة النصرة والتي قامت دولة قطر بالمساعدة في إطلاق سراح صحافي أمريكي محتجز لديها ، قال آل ثاني ” أن التعامل مع جبهة النصرة أو غيرها لا يعني تأييدا من قبلنا لأفكارها وبالنسبة لهذا الموضوع فقد كنا فيه مجرد وسيط دوره تسهيل الحوار معهم ولا يوجد لنا تواصل مباشر معهم”.
الدور الأمريكي
وحول دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته لهذه الأزمة قال وزير الخارجية القطري،” إن العلاقات الأمريكية القطرية قوية جدا والإدارة الأمريكية تقوم بدور كبير في حل الأزمة وهي تحاول حل هذا الصراع “.
وأضاف :”وهناك العديد من الخطوات التي اتخذت من جانبها لحث الدول المحاصرة على تقديم مطالبها وبالتالي هناك دور للولايات المتحدة في الوساطة لحل الأزمة”.
وبين أن “الرئيس ترامب تحدث هاتفيا مع أمير البلاد وأكد على ضرورة حل الأزمة ودعا إلى عدم التصعيد فيها وهذا هو موقف الولايات المتحدة بالنسبة لنا”.
استقلال قطر سبب الأزمة
وعن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نشوب هذه الأزمة، قال “نعتقد أن استقلالية دولة قطر وسياستها قد تكون وراء هذه الأزمة “.
واوضح :”كانت سياسة قطر مستقلة على الدوام وعلى الرغم من اختلافنا مع الأطراف الأخرى في الرؤى إلا أن ذلك لم يؤثر قط على الأمن الجماعي لدول الخليج ولم نسع يوما إلى استهداف أمن أي بلد خليجي لأن أمرا من هذا القبيل ستعود تبعاته على دولة قطر”.
واعتبر “أن التقدم الذي حققته دولة قطر والذي فاق الآخرين ربما كان أحد دوافع الأزمة من منطلق أن البلدان الكبرى قد يزعجها أن يقوم بلد صغير بالتأثير على دورها “.
وتابع :”لكن دولة قطر لم تفعل ذلك بل كانت فقط لاعبا فعالا على الصعيد الدولي من خلال استخدام الآليات الدولية وبصورة واضحة وعلنية وبشفافية كاملة كمحاولة منا للم شمل الشعوب بهدف تحقيق السلام في العالم”.
وأردف :” وهدفنا لم يكن أبدا إشعال الحروب في العالم بل كان سعينا الدائم هو حل المشكلات بالطرق الدبلوماسية وتوفير الأرضية المناسبة لذلك”.
وأفضى اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بالقاهرة، أمس الأربعاء، إلى تحذيرات للدوحة دون تبني خطوات تصعيدية جديدة واضحة ضدها، وإعلان تلك الدول أنها تأسف “للرد السلبي” لقطر على المطالب التي قدمت إليها.
وبدأت الأزمة، في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصارًا بريًا وجويًا، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفت الدوحة صحته، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات، وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وقدمت الدول الأربع، يوم 22 يونيو/ حزيران الماضي، إلى قطر، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، بينها اغلاق قناة “الجزيرة”.
وهي المطالب التي اعتبرت الدوحة أنها “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.(الأناضول)