عروبة الإخباري – قال السفير الفلسطيني في عمان، عطا الله خيري، إن “الرئيس محمود عباس يقوم حاليا بجهود سياسية ودبلوماسية مكثفة بالتنسيق الكامل مع الأردن، والأشقاء العرب، لتهيئة أجواء استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية وفق مبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين”.
وأضاف خيري، في تصريح أمس، إن “الرئيس عباس يبذل الجهود الحثيثة لحشد التأييد الدولي للموقف الفلسطيني الهادف إلى وقف الممارسات العدوانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ونوه إلى “الأنشطة الاستيطانية المتسارعة بوصفها الأكثر خطورة على مستقبل عملية السلام وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة”، عدا “العمل على تهيئة الظروف المناسبة لإعادة الحياة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أساس مبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين”.
وأوضح سفير دولة فلسطين في عمان بأن “التحرك الفلسطيني الذي يقوده الرئيس عباس يتم بتنسيق كامل مع الاشقاء العرب، وبخاصة الأردن الشقيق رئيس القمة العربية”.
وبين أن “قرارات قمة عمان والمبادرة العربية للسلام ومبدأ حل الدولتين تشكل مرتكزات العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة”.
واشار إلى أن “الرئيس عباس يبدأ، اليوم الأحد، جولة افريقية عربية أوروبية، حيث سيشارك في اجتماعات القمة الافريقية التي ستعقد في اديس ابابا، وسيجري على هامشها العديد من اللقاءات والاتصالات مع القادة والزعماء الأفارقة تتمحور حول عملية السلام في الشرق الاوسط وممارسات وسياسات الحكومة الإسرائيلية التي تشكل العقبة الرئيسية امام تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات”.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس عباس من العاصمة الاثيوبية إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبحث آخر التطورات والمستجدات في المنطقة وسبل تحريك عملية السلام، ومن ثم سيزور تونس لإجراء سلسلة لقاءات مع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، وكبار المسؤولين التونسيين.
وقال خيري إن “التحرك الفلسطيني يستند إلى دعم وتأييد عربي وإسلامي وفرته قمة عمان العربية (عقدت في آذار(مارس الماضي)) وقمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية وبتنسيق كامل مع الأشقاء في الدول العربية”.
إلى ذلك؛ كشفت الصحف الإسرائيلية، عبر مواقعها الإلكترونية مؤخرا، عن ما يعرف “بمبادرة السلام الإسرائيلية”، والتي “ترمي إلى تحقيق حل شامل ومتعدد الأطراف للصراع العربي- الإسرائيلي بدلا من حل ثنائي بين الجانبين الفلسطيني- الإسرائيلي”، بحسبها.
وقالت تلك الصحف، ومنها صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن تلك المبادرة، وفق ما صدر من تصريحات أعضاء الحكومة الإسرائيلية، تقوم على تشكيل كيان فلسطيني مستقر ومزدهر “يتم تأمينه” عبر “التزامات دولية”.
كما تتضمن اعترافا عربيا بما يسمى “دولة الشعب الإسرائيلي وعاصمتها القدس”، وضمان “الأغلبية اليهودية الثابتة” عن طريق “الانفصال الديموغرافي” عن الفلسطينيين مع فرض السيادة الإسرائيلية على جزء كبير من أراضي الضفة الغربية، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها بفضل دعم دولي شامل.
وتدعو المبادرة الإسرائيلية إلى حل حزب الله لاستعادة استقرار لبنان والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان في حل مستقبلي مع سورية، ومحاربة “نفوذ إيران المزعزع في المنطقة ووضع حد لمشروعها النووي”، بحسب ما ورد فيها.
وزعمت تلك الصحف بأن المبادرة تستهدف “وضع حد للنزاع واستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وضمان بقاء الأنظمة العربية القائمة”.
ونوهت إلى أنه “من المخطط إيصال المبادرة الجديدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل استئناف مفاوضات السلام تحت رعايته”.
واعتبرت أن “مبادرة السلام العربية، الصادرة عن قمة بيروت العام 2002، حظيت بالقبول عبر العالم كأساس لحل الصراع، لكنها تمثل “إملاءات العرب” على الجانب الإسرائيلي، وفي حال تبنيها سيبقى عاجزاً عن تقديم رد مناسب لتلبية احتياجاته الأمنية الحيوية”، بحسبها.
ودعت إلى “تجنب أي صدامات مع الرئيس ترامب، الذي قد يجبر الحكومة الإسرائيلية على تقديم “تنازلات مؤلمة” أو يفرض عقوبات عليها في حال رفضت الالتزام بمشروع اتفاق تجري بلورته حاليا في واشنطن”.
تنسيق أردني فلسطيني لاستئناف مفاوضات السلام
16
المقالة السابقة