عروبة الإخباري- تفاعلت أمس أزمة قطع دول خليجية علاقاتها مع قطر مع بروز مؤشرات على فشل الوساطة التركية، رغم الدعم الكبير الذي منحه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لها، فيما طلبت البحرين من الجنود القطريين المتمركزين في القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، المغادرة على خلفية الأزمة.
ووصلت أولى طلائع القوات التركية الى الدوحة أمس الاثنين للمشاركة في تمارين مشتركة ضمن الاتفاقيات المتبادلة بين دولة قطر وتركيا في هذا الشأن .
وأوضحت مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع في بيان صحافي أن القوات بدأت أولى تدريباتها العسكرية أمس في معسكر كتيبة طارق بن زياد الآلية في الدوحة وأن هذه التمارين المشتركة تستهدف رفع الكفاءة القتالية للقوتين القطرية والتركية في وضع خطط العمليات المشتركة لمحاربة التطرف والارهاب وعمليات حفظ السلام قبل وبعد العمليات العسكرية، وفي تنفيذ العمليات المشتركة والمدمجة الواسعة، حيث بدأت اولى تلك التمارين بعرض لطليعة الآليات العسكرية البرية التركية داخل الكتيبة.
تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من إقرار البرلمان التركي إرسال وحدات من القوات المسلحة التركية إلى دولة قطر وتصديق الرئيس التركي على القرار.
يذكر أن هذه التمارين المخطط لها منذ فترة تأتي ضمن اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين الدوحة وأنقرة والتي تهدف الى رفع القدرات الدفاعية لدى الجانبين من خلال التمارين المشتركة ودعم جهود مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبرزت مؤشرات مفاجئة عن بوادر صدام مباشر بين السعودية وتركيا، مع بوادر فشل مساعي أنقرة لحل الخلاف الخليجي، رغم سعي تركيا بقوة منذ البداية إلى عدم الصدام مع المملكة، ومحاولات عدم إغضابها، على الرغم من حسم دعم الأتراك ووقوفهم إلى جانب قطر.
وفي تصريحات غير مألوفة، تحدث إييت كوركماز، أحد كبار مستشاري الرئيس التركي، في برنامج تلفزيوني مساء السبت، عن دول مترامية الأطراف تحكمها قبيلة، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية، منوهاً إلى أن «دولا ضخمة وكبيرة (السعودية) تسير خلف قبيلة واحدة، وهذا أمر لا يقبله المنطق الإنساني، الربيع (ثورات الربيع العربي) يمكن أن يظهر قريباً في دول جديدة.. يجب أن يظهر أصلاً»، في تصريحات اعتبرتها وسائل إعلام تركية بمثابة «تهديد» للسعودية باحتمال قيام ثورة على طريقة «الربيع العربي» ضد الأسرة الحاكمة فيها.
وجاء هذا الموقف التركي الجديد، بعد ساعات من إعلان السعودية أنها لن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها، وأنها ليست بحاجة لمثل هذه القواعد. وقال مصدر رسمي لوكالة الأنباء السعودية (واس): «المملكة لا يمكن أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها.. المملكة ليست في حاجة إلى ذلك وقواتها المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، ولها مشاركات كبيرة في الخارج، بما في ذلك قاعدة أنجيرليك في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة». وجاء الرد السعودي بعد عرض تركي سابق من طرف الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث وعد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بدراسته. كما ترافق ذلك مع تصريحات سعودية فسرتها أنقرة تأييدا للدعوة للاستفتاء على انفصال كردستان العراق، وهو ما ترفضه أنقرة.
وطالب أمس وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الدول التي قاطعت قطر بتقديم أدلة وإثباتات تدعم ما اتهموا به الدوحة. وقال : «حل هذه المشكلة بسيط في الحقيقة؛ فهناك ادعاءات واتهامات موجهة لقطر، التي ترفضها بلغة قطعية، ونحن قلنا إن الحصار المفروض عليها غير صائب، وهذا لا يعتبر انحيازا».
ودعا جاويش أوغلو إلى تقديم تفاصيل ووثائق وإثباتات متعلقة بالاتهامات الموجهة ضد قطر، ومن ثم اتخاذ الخطوات اللازمة عن طريق الحوار والسلام والاحترام المتبادل.
من جانبها، طلبت مملكة البحرين من جنود قطريين متمركزين فيها في إطار خدمتهم في القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، المغادرة على خلفية الأزمة الدبلوماسية مع الدوحة، بحسب ما أفاد أمس الأحد مصدر مطلع على القرار.
وقال المصدر إن السلطات البحرينية أوضحت «للقائد المسؤول عن القاعدة أن على القطريين المغادرة»، مضيفا أن على هؤلاء مغادرة المملكة الخليجية خلال 48 ساعة.
وفي السياق، أشارت مجلة «فورين بوليسي» إلى أن الحصار المفروض على قطر سيؤثر على عمليات مكافحة الإرهاب، التي تنطلق من قاعدة «العديد» الجوية الأمريكية في الدوحة، مؤكدة أن لدى السعودية تاريخاً طويلاً من دعم الإرهاب.(القدس العربي)