عروبة الإخباري – قال وزير الداخلية غالب الزعبي إن الكلفة المرتفعة لاستضافة اللاجئين السوريين على الاراضي الأردنية “لا تشمل فقط الخدمات الايوائية والاغاثية وتوفير المستلزمات المعيشية اللازمة لهم، وإنما تعدت ذلك الى كلف اضافية افرزتها تطورات الأزمة على الصعيد الامني وتوفير الحماية اللازمة لهم طيلة اقامتهم على أراضي المملكة”.
جاء ذلك لدى لقاء الزعبي امس وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندي احمد حسين والوفد المرافق، لبحث آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة السورية وسبل مكافحة الارهاب والتطرف وعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين ودفعها للامام.
وكان الزعبي أشاد في بداية اللقاء بالدور الإنساني الذي تقوم به كندا في استقبال الآلاف من اللاجئين السوريين على اراضيها الامر الذي يسهم في تخفيف العبء الناجم عن استقبالهم في دول الجوار السوري وخاصة الأردن.
واشار بهذا الخصوص الى ان “الأردن والأردنيين يتقاسمون كل مقومات الحياة مع اللاجئين السوريين وغيرهم ممن لجأوا الى المملكة من جنسيات اخرى بحثا عن الأمن والامان ومقومات العيش الكريم”، انطلاقا من القيم الاخلاقية والانسانية والعروبية العالية التي كرستها القيادة الهاشمية الحكيمة كأساس للتعامل مع اللاجئين وضرورة اغاثتهم واستقبالهم على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة.
ونوه الوزير الزعبي الى ان “الاردن لم يعد قادرا على تحمل اعباء الازمة التي طالت مدتها ولا زالت اثارها تنعكس سلبا على جميع القطاعات الحيوية والخدمية في المملكة”، مجددا الدعوة في هذا الإطار الى ضرورة رفع مستوى المساعدات المقدمة للأردن أن يفي المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالتزاماتهم لتمكين المملكة من الاستمرار في اداء دورها تجاه اللاجئين وتخفيف حدة الاعباء التي فرضتها الازمة على مواردها المحدودة وامكانياتها الشحيحة.
وعلى صعيد آخر قال وزير الداخلية ان “الاردن من اقوى محطات المنطقة التي تعمل على مكافحة الارهاب والتطرف بمختلف أشكاله وعلى مختلف الصعد الايديولوجية والعسكرية والفكرية، ما ادى الى تحمل الأردن كلفا اضافية بشرية ومادية للحيلولة دون انعكاس آثار الإرهاب المدمرة على دول المنطقة والعالم.
من جانبه قال المسؤول الكندي إن الأردن من الدول السباقة التي تقوم بعمل مشرف تجاه اللاجئين السوريين واحتضانهم على اراضي المملكة، مؤكدا دعم بلاده للسياسات الأردنية في هذا المجال وستعمل على تقديم المزيد من الدعم للدول المتأثرة باللجوء السوري وأبرزها الأردن.
واضاف، ان سماح السلطات الأردنية للاجئين السوريين بالحصول على تصاريح عمل يعبر عن البعد الاخلاقي المميز في التعامل معهم، مشيرا الى ان بلاده تستضيف اكثر من اربعين الف لاجئ سوري وهي مستمرة في استقبال المزيد وستعمل على حث دول العالم على استضافة اعداد من اللاجئين.
ولفت المسؤول الكندي الى انه وخلال زيارته امس لمخيم الزعتري لاحظ المستوى المعيشي الكريم الذي يحياه اللاجئون اذ يتمتعون بحرية العمل والاستثمار داخل المخيم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي ومريح عز نظيره في دول اخرى.
وفي نهاية اللقاء اتفق الطرفان على عقد المزيد من اللقاءات الهادفة الى تحديد الآليات اللازمة لدعم الأردن ومساندته في تحمل اعباء الازمة وفي مختلف المجالات.