عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب – حين كان الدكتور محمد أبو حمور رئيس مجلس ادارة بنك الاردن دبي الاسلامي(بنك الصفوة الآن)يتحدث الى الصحفيين عن وقائع نقل الاسم الجديد وما يسحبه من استحقاقات في المتغيرات المتعلقة بالادارة والموظفين وحتى الخبرة والخطط المستقبلية والمطبوعات والمراسلات وغيرها.
كنت أذهب بعيدا في التفكير وأنا أربط ما بين سلاسة انتقال الاسم والملكية الجديدة من بنك تقليدي تجاري اشترى بنكا اسلاميا ليبقيه على حاله مع متغيرات في الاسم وكيف تم ذلك بدقة وسلاسة وموضوعية وبين تغير نقل اي سلطة في العالم العربي حتى لو كانت متواضعة وكيف أن السياسة في العالم العربي لاتتأثر بالأنظمة المصرفية أو ادارة الشركات ولا تستفيد من ذلك خلاف المجتمعات الغربية .
وسرى في ذهني مجموعة من الأسئلة قبل ان انتبه الى اعلان الدكتور أبو حمور عن اسم البنك الجديد (الصفوة)،وكيف جاء الاسم ودلالاته،فقد فكرت لماذا يحسب البنك أي بنك موازنته الى آخر، ويحيط علما الى زبائنه وسيرتهم وأعدادهم وحساباتهم في حين لاتستطيع دائرة رسمية أن تعرف عدد الخدم أو الخادمات أو العمالة الوافدة الى البلاد،وتتنافر الأرقام لتكون الفوارق بين مايقال عنها مختلفا بين الدوائر العديدة المعنية أو حتى في الدائرة الواحدة.
أعجبني تعليل الدكتور أبو حمور في اجابته على سؤالي عن دوافع بنك الاتحاد الناجح بقيادة عصام سلفيتي في شراء 62% من اسهم بنك الأردن دبي الاسلامي والتحكم بالاسم الجديد والصيرورة القادمة وجوانب عديدة هي الآن تغيرت أو برسم التغييرالذي قد يطال مواقع عديدة مع بقاء الرئيس التنفيذي الذي كانت له اسهامات كبيرة في نجاح بنك الأردن دبي الاسلامي وفي تمكينه من الحصول على جائزة مميزة أكدت على هويته الاسلامية المختلفة في بعض تسمياتها وسياقاتها عن بنوك أخرى تحمل نفس الصفة (الاسلامية).
وتعليل أبو حمور جاء مقنعا حين قال ان دوافع الاقدام على تاسيس وشراء البنوك الاسلامية والتوجه لها بصورة ملحوظة في العقدين الاخيرين مرجعه أن هذه البنوك في أنماط تعاملها لم تهتز أمام الأزمة المالية العالمية كما اهتزت البنوك الأخرى التقليدية التجارية وان جدوى الاستثمار فيها كان أنفع وأبرز لدرجة أن بنوكا غربية عالمية في الغرب فتحت نوافذ لبنوك اسلامية شاركتها أو وازتها في العمل وقد أغراها الاسلوب والنتائج واقبال أصحاب الديانة الاسلامية على تفضيل التعامل مع هذه البنوك .
وقد تحدث أبو حمور عن النتائج الجيدة للبنك قبل أن يشهر اسمه الجديد وذلك عن الربع الاول من عام 2017 وعن النتائج التي حققها البنك في تقريره عن العام 2016
الرئيس التنفيذي سامي الافغاني والذي عاش لحظة الانتقال ومهد لها واشتغل عليها بحضور الرئيس التنفيذي لبنك الاتحاد السيدة ناديا السعيد وضع هو الاخر جوانب في عمل البنك وانتقاله ومعلوما عن الصفقة التي اشار الى معلومات عنها في كتب الافصاح ولدى الجهات المعنية وأن المسائل كانت واضحة وشفافة وقابلة للمعاينة بسلاسة.
ولأن الصيغة البنكية في معاملاتها الادارية لاتستطيع الاّأن تكون واضحة وتستفيد من أي معلومة وتستهدف دائما ارضاء الزبائن وتقوم على معاينة صادقة واسئلة موضوعية تعلن اجاباتها ولذا كان الاستفتاء لعملاء البنك والذي تحدث عنه الدكتور أبو حمور واضحا.. وكلمة استفتاء هنا محببة وهي مكروهة في السياسية الى حد كبير حين تكون تستهدف القفز عن استحقاقات الانتخابات او يجري تطويعها او توظيفها لمآرب سياسية . وانتبهت أنه يتحدث عن استفتاء زبائن البنك وليس استفتاء على تجديد ولاية لحاكم او مسؤول. فلهذه نتائج معروفة ولتلك نتائج يعلمها الله .
استفتاء البنك الذي أجري مع بداية العام 2017 حين بدأت صفقة الشراء تعقد ورشتها شملت عملاء البنك وموظفين وتطرقت الى التوافق على اسم جديد للبنك وقد جاء التوافق في غالبيته على اختيار اسم “الصفوة” وأنه الانسب من بين اسماء جرى اقتراحها وقد أغرى الداعين الى الصفوة دلالة الكلمة اللغوية والاصطلاحية.
استمعنا في الساعة التي انعقد فيها المؤتمر الصحفي والذي أمطره الصحفيون بأسئلة استفسارية دقيقة الى انجازات البنك قبل تغيير التسمية ومنذ تأسيسه عام 2010 أي خلال ست سنوات وحتى الان وما حققه من تقدم في هويته ومنتجاته وخدماته المصرفية الاسلامية المبنية على تعاليم الشريعة السلامية السمحة مع المحافظة على تبني ارفع معايير الخدمة والتكنولوجيا الحديثة في التعاملات المصرفية والتي مكنت البنك من الحصول على ارفع جائزة على المستوى الوطني وهي جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز للقطاع الخاص عن فئة المؤسسسات الخدمية الكبيرة.
ولأن التغيير شكلي فقط في الاسم واجراءات محددة في نقل الملكية والمطبوعات واضافة ابعاد جديدة من الخدمة والخدمات لأن بنك الاتحاد وادارته قادرين على ذلك من خلال الهوية الجديدة للبنك حيث سيكون للمالكين رؤية داعمة في ظل التشريعات الاسلامية الخاصة ببنك “الصفوة”.
عصام سلفيتي رئيس مجلس إدارة الاتحاد والذي أنجز الصفقة في وقت سابق من العام الماضي وقد قابلته قبل اربعة أيام من اعلان الصفقة رسميا امتنع عن الادلاء بأية معلومات مكتفيا بدعوتي للحضور للاستماع هناك وقد اكتفى أن تحضر السيدة ناديا السعيد الرئيس التنفيذي لبنك الاتحاد نيابة عنه .. ودائما ظل سلفيتي ينجز خطواته العملية دون ضجيج فهو ممن يؤمنون بقضاء الحاجات بالكتمان إلا إذا احتاج الأمر الى اشهار أو افصاح كما في لغة البنوك وعندها يكون لكل حادث حديث..
ومما قاله سلفيتي أن البنك الجديد “صفوة الأسلامي” سيظل يحتفظ بنهجه والمبادئ التي سار عليها وفي حلوله ومنتجاته وقد يطورها ويوسعها ويزيد عليها مستفيدا من تطور التكنولوجيا وستزداد فروعه الخمسة والعشرين المنتشرة في عموم المملكة بفروع جديدة خلال السنوات القادمة.
اذن سنتعامل بعد اليوم مع بنك الصفوة وسيختفي الاسم القديم دبي الاسلامي بعد أردنة البنك وتوطينه بالكامل وسنرى شعارا اخر واسما أخر وربما وجوه اخرى لا تزال تلبس الملابس الشرعية كما كانت من قبل .
ولادة بنك جديد معناه رافعة جديدة للاقتصاد الاردني و” الصفوة ” لن يكون بعيدا عن مضمون الصفة التي اختارها لنفسه بالتسمية.