عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – منذ حوالي ربع قرن الاّ سنة واحدة وقبل اتفاق اوسلو ودخول السلطة الفلسطينية الى فلسطين ،نهض نفر فلسطيني مثمول لديه حسن وطني عميق بضرورة بناء اقتصاد فلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس لبناء روافع تأسيسية في الاقتصاد الفلسطيني يجري مع الزمن كسوته ليتكون الجسم الاقتصادي الفلسطيني ويكبر،وقد رأت هذه المجموعة في باديكو ،أنها تصطف مع آخرين في شركات اقتصادية وقطاعات مختلفة الى جانب غيرها ليقوم الوطن الفلسطيني ويبعث،وتقوم من خلاله الدولة الفلسطينية العتيدة.
لم يكن الطريق سهلا أو مفروشا بالتسهيلات بل كان صعبا ومعقدا ويجعل الذين بدأوا يواجهون الاحتلال في اجراءاته المختلفة التي ظلت تواصل اقتلاع الشعب الفلسطيني،ومصادرة ممتلكاته والتضيق عليه بالاستيطان والاحتلال والأحكام الجائرة.
كنت حضرت اجتماع الهيئة العامة لشركة فلسطين للتنمية هو الاجتماع الذي ربط رئيس ادارة فيه السيد منيب المصري عمان برام الله عبر الفيديو ليتحدث اعضاء الهيئة العامة هنا مع ادارة المجلس في عمان ،وهذه الطريقة تتكرر سنويا بنجاح ،ولأن فلسطين لاتقبل حديثا لايحمل لها شيئا عن حالها وعن ماتعيشه وهي تنتظر ابناءها وأبناء أمتها وأحرار العالم الوقوف الى جانب قضيتها فقد كانت باديكو التي تحمل اسم فلسطين معنية بذلك وقد انذرت الكثير من عملها لذلك ،قد كناّ نستمع الى منيب المعري وهو يرأس الجلسة ويقول:
“كما بدأنا حلمنا المفعم بالأمل والعمل والكد قبل اثنين وعشرين عاما نواصل مسيرة شركاتكم باديكو والقابضة متحدين ما يشهده الوطن من حالة اقتصادية غير مستقرة وغياب لحل سياسي ينهي الاحتلال ويضمن للمواطن الفلسطيني العيش الكريم الذي يبتغيه في دولته المستقلة .
كنت استمع لأحد المساهمين وهو يتداخل مع حديث منيب المصري ويقول لم نساهم قبل اثنين وعشرين سنة طمعا في ربح وانما استجابة لنداء وطني جسدناه في مساهماتنا في هذه الشركة التي أدت وما زالت تؤدي دورا نعتز ونفخر به.
أكثر اعضاء مجلس الادارة وحتى المساهمين هم وطنيون فلسطينيون وأصحاب فكر وتجارب وطنبية سواء من كان منهم من أمثال نضال سختيان أو نبيل الصراف وغيرهم وهناك خبراء في الادارة والاقتصاد أمثال سمير حليلة الذي أسفنا لانتقاله الى عمل آخر من موقع الرئيس التنفيذي لباديكو وأيضا زياد الترك الأمين العام والحافظ لمسيرة الشركة والحريص على موروثها .
باديكو قصة أخرى لايمكن حشرها في مربع الاقتصاد فقط وهي ليست مشروعا سياسيا أيضا ولكنها زاوجت الاقتصاد بالسياسة لتقترب من هوية الفلسطيني الذي هو أقرب الى المخلوقات السياسية منه الى أي شيئ آخر بحكم معاناته.
ونعود الى سماع منيب المعري الذي يجعل من باديكو بيانا سياسيا في كل مرة نلتقيه،وهو يحرصض المستثمرين على المزيد من التضحية ويقول:
“لم يكن حلمنا الاّ جزءا أصيلا من الحلم الفلسطيني العظيم يرتبط به ويدعم تحقيقه بأن ينعم أهلها باقتصاد مستقل زاهر يعزز دعائم الدولة الفلسطينية “
ويمضي وسط المستمعين اليه ويقول نحن اليوم نتطلع الى الاقتصاد راسخ ومتين يؤسس البنيان لمستقبل مشرق كما يحلم أبناؤنا،وحيث أن الحلم لم والأمل لم يفارق وجدان مؤسسي ومساهمي باديكو القابضة في الوطن والشتات والادارات والطواقم التنفيذية ،كذلك فان مسيرة البناء خرجت من رحم الأمنيات والتفكير والرغبات لتصبح واقعا ملموسا يشار اليه.
ولولا أنني وصبيح المصري الذي ظل يعلق بكلمة مفردة واحدة أو اثنتين على الوقائع على معرفة بلغة منيب المصري لقلت أنه شاعر وهو يقرأ ما تيسر من نصوص وطنية طعم بها التقرير.
وانتقالا من لغة منيب واستشهاداتة السياسية الى لغة سمير صليلة وأرقامه الاقتصادية فاننا نقرأ في التقرير عن ادارة الشركة عام 2016 والتي توج في الحقبة العامة في شهر 5/2017 بتوزيع ارباح 5% فقط ماجاء على النحو التالي شهد تواصل التعقيدات السياسية المحيطة سواء في فلسطين أو في المنطقة بأسرها، وكان لهذه التعقيدات والتطورات أثرها الجليّ على مجمل أداء الاقتصاد الفلسطيني بما في ذلك أداء باديكو القابضة، لا سيما وأنها تمتلك استثمارات مهمة في معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية، إلا أن خبرة الشركة القابضة الطويلة في البيئة الاستثمارية الاستثنائية في فلسطين، وقدرة الشركة على التعامل مع ظروف أكثر صعوبة في كثير من الأحيان خلال العقدين الماضيين؛ مكّنها من التعامل مع تقلّبات العام 2016 بدرجة كبيرة من المرونة والحكمة، فمع نهاية العام 2016 بلغ مجموع الإيرادات الموحّدة 132.65 مليون دولار مقارنة بـ 129.82 مليون دولار في العام 2015، وارتفع مجموع الموجودات الموحّدة من820.52 مليون دولار نهاية العام 2015 إلى 842.18 مليون دولار نهاية العام 2016 أي بنسبة ارتفاع بلغت 2.6 %، فيما ارتفع مجموع المطلوبات الموحّدة إلى 305.16 مليون دولار كما في نهاية العام 2016 مقارنة مع 276.70 مليون دولار نهاية العام 2015 أي بارتفاع نسبته 10.3 %.أما بالنسبة للأرباح العائدة إلى مساهمي الشركة، فقد بلغت 19.01 مليون دولار أمريكي للعام 2016، مقارنة مع 22.30 مليون دولار أمريكي في العام 2015 أي بانخفاض نسبته 14.76 %، بالرغم من التحسن الملحوظ في أداء شركاتها العاملة في القطاع الصناعي، إلا أن نتائجها تأثرت لهذا العام، بنتائج شركة فلسطين للاستثمار العقاري، والتي كانت نتيجة لتغيير طريقة المعالجة المحاسبية، لمشاريع أنجزتها الشركة خلال العامين 2015 و 2016.مرونة وديناميكية في مواجهة التعقيداتوأضاف حليلة ان هذه النتائج التي حققتها الشركة خلال العام 2016 لم تكن قطافاً سهلاً، بل تُعدّ إنجازاً كبيراً بالنظر إلى التعقيدات السياسية وآثارها السلبية على الاقتصاد الفلسطيني خلال تلك الفترة، والتي تجاوزتها الشركة بجهد دؤوب وبمرونة عالية، ما أسهم في تخطّي الظروف السياسية والاقتصادية بالغة التعقيد، حيث شهد ذلك العام ازدياداً في وتيرة الانتهاكات والتضييقات على مختلف الصُعُد وفي كافة أرجاء الوطن، ولم تقف تداعياتها عند المستوى السياسي، بل أثّرت بشكل مباشر على أداء الاقتصاد الفلسطيني، حيث كان القطاع السياحي أحد أبرز القطاعات تراجعاً في الأداء، وقد أثّر هذا التراجع على أرباح الشركة المتأتية من هذا القطاع؛ نظراً لأن الشركة تمتلك استثمارات كبيرة في هذا القطاع. فعلى سبيل المثال، ما زالت الشركة تشغل فندق المشتل وشاليهات بلوبيتش في قطاع غزة على الرغم من الضعف المتواصل في الايرادات، وذلك التزاماً منها بالاستثمار في قطاع غزة وتقديم الخدمات الفندقية المتميزة هناك، وحرصاً على توفير فرص عمل لأهلنا في القطاع من جانب آخر.وتابع: في ذات السياق، أقدمت باديكو القابضة خلال العام 2016 على بيع حصتها في الشركة العربية للفنادق، المالكة لفندق موفنبيك في مدينة رام الله، وذلك في إطار سعيها للخروج من الاستثمارات الضعيفة، وتقليل انكشافها الاستثماري في القطاع السياحي، الذي يتميز بالحساسية الشديدة للأوضاع السياسية غير المستقرة في فلسطين والمنطقة بشكل عام، وقد ساهمت هذه الخطوة وغيرها من الخطوات في تقليل الخسائر السنوية العائدة لباديكو القابضة من هذا القطاع، وتسعى الشركة إلى التركيز على الاستثمارات الواعدة في القطاعات الأخرى، بما يضمن تحقيق نسبة عائد استثماري جيّد لمساهميها.إنجازات نوعية وجهود حثيثة لتطوير المشاريع الحالية،وشدد على أنه على الرغم من الظروف والتعقيدات آنفة الذكر، فقد حقّقت باديكو القابضة والشركات التابعة لها العديد من الإنجازات المهمة والقفزات المميّزة خلال العام 2016، حيث أقدمت الشركة على خطوة تُعدُّ تاريخية في مسار الاقتصاد الفلسطيني وذلك بإصدارها سندات قرض تجارية، للمرة الثانية بعد العام 2011، وهذه المرة بقيمة مئة وعشرين مليون دولار، وقد تمت تغطية كامل قيمة الإصدار، بمشاركة اثني عشر بنكاً ومؤسسة مالية من فلسطين وخارجها، وذلك في أكبر عملية اكتتاب خاص لسندات قرض شهدتها الأراضي الفلسطينية منذ إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد عمدت الشركة إلى الإقدام على هذه الخطوة انطلاقاً من حقيقة كون السندات من أفضل أدوات الدين التي تتناسب وطبيعة استثمارت الشركة، والتي تتّسم بكونها مشاريع تنموية متوسطة إلى طويلة المدى، وتستغرق فترة ليست بالقصيرة إلى حين البدء في تحقيق عوائد نقدية.واضاف: قد أظهر الإصدار الأخير للسندات الثقة الكبيرة التي تتمتع بها باديكو القابضة في السوق الفلسطينية، حيث شهدت عملية الاكتتاب إقبالاً كبيراً، منذ بدايتها، من قبل معظم البنوك العاملة في فلسطين، وتمت تغطية كامل القيمة الاسمية للسندات؛ والبالغة 120 مليون دولار أمريكي.واكد ان باديكو القابضة وظفت جزءاً من حصيلة الإصدار الثاني (120 مليون دولار أمريكي) في تمويل سداد السندات التي تمّ إصدارها في العام 2011، كما تم استخدام جزء إضافي من حصيلة الإصدار في تمويل دفعات القروض البنكية قصيرة الأجل؛ والتي تمّ ضخ مبالغها خلال السنوات السابقة في المشاريع التنموية، فيما سيتمّ تخصيص مبلغ 21 مليون دولار في أنشطة استثمارية في الفترة القادمة ومن ضمنها استكمال تمويل المشاريع الحالية قيد التطوير، وتوفير الدعم اللازم لها لتتمكن من الوصول إلى مرحلة الاستقرار والنضوج وبدء تحقيق دخل نقدي في المدى المتوسط.وبين: إلى جانب تركيزها على توسعة وتعزيز المشاريع الحالية وتطوير المشاريع المستقبلية؛ عكفت باديكو القابضة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مساهميها، فوزعت خلال العام المنصرم أرباح العام 2015 على مساهميها، حيث شكلت الأرباح الموزعة ما نسبته 5% من رأسمال الشركة بقيمة 12.5 مليون دولار أمريكي، وجاءت هذه الخطوة استناداً إلى قرار الهيئة العامة العادية لباديكو القابضة في اجتماعها الذي عُقد بتاريخ 17/5/2016.وتحدث حليلة عن الشركات التابعة لباديكو القابضة والتي واصلت أيضاً جهودها التطويرية والتوسعية خلال العام الماضي.