عروبة الإخباري – يشيد مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبدالعزيز التويجري بما يتميز به الأردن من خصائص تجعله في طليعة دول العالم العربية والإسلاميّة التي يجب أن يُقتدى بها، استناداً إلى قيامها على أسس راسخة ومنطلقات واضحة، فضلاً عن أنّها تضمّ مكوناتٍ متآلفة لها ثقافات وعقائد وعرقيات متعددة انصهرت في دولة عصرية تستند إلى جذور حضاريّة ضاربة في العمق التاريخي.
ويرى التويجري، الذي شارك أمس في حفل افتتاح عمان عاصمة للثقافة الإسلامية 2017، أنّ ما يميّز الأردنّ كذلك هو ما يتوافر عليه من خصائص الاعتدال والوسطية والتسامح والانفتاح ومجاراة العصر والتجاوب مع مقتضياته ومتطلباته، فلذلك هي دولة مستقرة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهي كذلك مستقرة دينياً، وفوق ذلك هي مستقرة سياسيّاً، لأن الأساس في الاستقرار السياسي هو أن تدعم هذه العوامل متضافرةً هذا الاستقرار.
هل تتقدّم الثقافة اليوم عامل تقريب بين الأمم والشعوب والدول؟
في الحقيقة الوضع الذي تمر به المنطقة بكاملها وضعٌ مؤسفٌ ومؤلمٌ، مع أننا كنّا نتمنّى مع مطلع القرن الحادي والعشرين أن يكون حال العرب والمسلمين أفضل بكثير مما كان عليه في أواخر القرن الماضي. نحن أمّة لها تاريخ ولها حضارة ولها دين قويم، ولها إمكانات هائلة يمكن أن توظّف التوظيف السليم للنهوض بهذه الأمّة والارتقاء بها في كثيرٍ من المجالات، وما يجري اليوم هو انتكاسة مؤلمة نتمنى أن تزول في أسرع وقت.
والعمل الثقافي مهمٌّ جدّاً في ظلّ هذه التوترات والصراعات التي تدمي وتدمّر وتثير الفتن والخلافات، ليس على المستوى السياسي فقط، وإنما على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فهو الوسيلة التي نستطيع من خلالها أن ننتقل بشعوبنا إلى مستويات أفضل من التفاهم والتحاور والتعاون في إطارٍ من الأخوّة التي تجمع هذه الأمّة لما فيه الخير والصلاح.
وخلال مشاركاتي في المنتديات نبّهت إلى ذلك كثيراً، وقد ذكرتَ منتدى باكو العالمي الرابع لحوار الثقافات. ونحن اليوم في عمان لنحتفي بها عاصمةً للثقافة الإسلامية لهذا العام، وقد شاركنا قبل ذلك في مناسبات متعددة في عدد من الدول الأعضاء. ودائماً ما أؤكّد أنّ العمودين الأساسيين للنهوض بأمتنا هما التربية والثقافة، ثم تأتي العلوم لكي تصبح الأداة التي بها نطوّر حياتنا لتتواءم مع معطيات العصر ومستجداته. ولذلك فالتركيز على التربية القويمة الجيدة التي تبني العقول وترشّد السلوك وتبني المهارات والقدرات لدى الفرد، سواء كان ذكراً أم أنثى، هي الأساس الأول، ثمّ تأتي الثقافة لتعزز هذا البناء بفتح العقول واستشراف ما يستجد في هذه الحياة بناءً على الأسس الثابتة التي تبنى عليها ثقافتنا التي هي عماد هويتنا الثقافية الحضارية، فلذلك نحن لا نيأس في مواجهة هذه التحديات ونصرّ على أن يكون للثقافة مكانها ودورها الأساس في توعية الشعوب العربية والإسلامية للابتعاد عن هذه المزالق الخطيرة التي أصبحت تقسّم أبناء الأمة الواحدة إلى طوائف وإلى فرق يكره بعضها بعضاً ويعادي بعضها بعضاً ويتوجس بعضها من بعض خيفةً وتشكيكاً وغير ذلك من الأمور المدمرة للعمران والإنسان.
فالثقافة أساس، ونحن في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حريصون على أن يكون لهذه الثقافة التي هي ثقافة قوية وغنية مكانها اللائق في حياتنا في مناهج التعليم في منابر الوعظ والإرشاد في الحياة اليومية وفي وسائل التخاطب والتحاور في مجتمعاتنا على اختلاف مستوياتها ومجالاتها، ولذلك أعود فأقول إنّ الثقافة مع التربية هما الأساسان المهمان لتجاوز هذه الأزمة.
أكّدتم في كلمة افتتاح الاحتفاليّة أن «عمّان» مؤهّلة وبقوّة لكي تكون عاصمةً للثقافة الإسلاميّة، انطلاقاً من وسطيّتها وتطلّعها الإنسانيّ وشراكتها نحو خير البشرية. حدثنا عن ذلك.
المملكة الأردنية الهاشميّة تتميز بعدة خصائص تجعلها في طليعة دول العالم الإسلاميّة التي يجب أن يُحتذى بها، فهذه الدولة قامت على أسس راسخة ومنطلقات واضحة وتضمّ مكوناتٍ متآلفة لها ثقافات وعقائد وعرقيات متعددة انصهرت في دولة عصرية تستند إلى جذور حضاريّة ضاربة في العمق التاريخي، وقد تميزت بالاعتدال والوسطية والتسامح والانفتاح ومجاراة العصر والتجاوب مع مقتضياته ومتطلباته، فلذلك أقول إنّها دولة مستقرة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهي كذلك مستقرة دينياً، وفوق ذلك هي مستقرة سياسيّاً، لأن الأساس في الاستقرار السياسي هو أن تدعم هذه العوامل متضافرة هذا الاستقرار، ولذلك فنحن ننظر إلى هذا البلد، وبدون مجاملة، نظرة التقدير والاحترام ونتمنى لها أن تكون دائماً بهذا المستوى من التميّز وهي بلا شك تسير في هذا الاتجاه، لأنّ صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في خطاباته وفي قراءاته وتوجيهاته يعطي هذه الروح بإخلاص ويقدّم هذه الرؤية الواثقة التي يحترمها العالم جميعاً، وأقول هنا إنني وأنا أستمع إلى خطابات جلالته في كثير من الميادين وهو يتحدث بهذه الطلاقة والعمق والرؤية لأؤكّد أننا نحتاج دائماً إلى مثل هذا الخطاب، مثلما نحتاج إلى مثل هذه القيادة التي تبني وتعمّر وتجمع الشمل، وتسعى إلى ما فيه الخير للأردنيين وللعالم الإسلامي أيضاً وللإنسانيّة جمعاء. وقد أكّدتُ في كلمتي في حفل افتتاع فعاليات عمان عاصمة الثقافة أهميّة «رسالة عمان»، وأنا في الحقيقة من أشدّ الفخورين بها ومن الذين وقعوا عليها وأيّدوها، لأنها رسالة جامعة مانعة تبيّن حقيقة الإسلام ومنطلقاته ومقاصده السامية وتنفتح على «الآخر» وتدعوه إلى التعاون والحوار، مثلما تحثّ على احترام الكرامة الإنسانيّة وعلى التعامل في إطار العمل المشترك الإنساني الذي نجتمع جميعاً كأُسرةٍ واحدةٍ حوله، وتدعو إلى أن نعمل سويّاً لمحاربة كلّ نوازع العنصرية والعرقية والإرهاب والتطرف والإقصاء والتهميش، لكي نحقق مقاصد العمل الذي من أجله ننهض بهذه «الرسالة» رسالة الخير والسلام للعالم أجمع، خصوصاً وهي «الرسالة» التي لقيت صدىً كبيراً وقبولاً واسعاً في جميع المحافل الدولية، ولذلك فإننا نرجو أن يعود إليها كل من يريد أن ينشر قيم الخير والجمال والمحبّة في العالم، فمضامينها القيّمة مهمّة جداً في هذا السياق.
كيف ترى المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشميّة، كأنموذجين للعمل والتنسيق الفاعل في إطار المنظمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة؟
في الحقيقة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشميّة هما من الدول المؤسسة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، فقد حضرتا في المؤتمر التأسيسي في الثالث من مايو عام 1982 ، وهو المؤتمر الذي كان عقد في فاس، إذ كان جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله حريصاً على أن تظهر هذه المنظمة إلى الوجود بدعم من الدول الأعضاء التي كانت من المؤسسين، فلم يكن يتجاوز عدد هذه الدول في تلك الفترة الستة وعشرين دولة، وهي الدول التي وقّعت على ميثاق المنظمة الذي كان يسمى في ذلك الوقت بالنظام الأساس، وعندما تسلمت عملي مديراً عاماً لهذه المنظمة كان عدد الدول الأعضاء ستاً وثلاثين دولة، وقد عملت بتوفيقٍ من الله على أن أزيد من عدد هذه الدول وأن أوسع من مجال العمل الذي تنهض به المنظمة لأن لها دوراً مهماً في تنمية العالم الإسلامي في أهم المجالات التي يبنى فيها الإنسان، وقد توفقنا في استقطاب دول كثيرة، بحيث أصبح عدد الدول الأعضاء في المنظمة اليوم 53 دولة، ومنذ الفترة التي أصبحت فيها مديراً لهذه المنظمة وحتى اليوم تغيرت الصورة بشكل كبير وأصبحت مساحة العمل الذي تنهض به الدول المنضوية تحت لواء المنظمة كبيرة ومهمّة في إطار العمل الإسلامي المشترك.
وفي ما يخص العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشميّة فإنّ التعاون والتنسيق القائم بينهما يؤكّد أنهما من أهم النماذج الموجودة اليوم في العلاقات بين الدول الشقيقة في إطار العمل العربي والإسلامي المشترك، فهذه العلاقة علاقة حميمة وقوية وتاريخية وقويّة ومتعددة المجالات، واستراتيجيّة بمعنى الكلمة وتهدف إلى ما فيه خير البلدين وشعبيهما وخير العرب والمسلمين بل والإنسانية جمعاء، فهي علاقة مثاليّة وقويّة وتزداد رسوخاً بمرور الأيام.
وأنا فخور ومعتز جداً بدعم هذه الدول ومساندتها للمنظمة، وأحب أن أذكر أنّ آخر دولة انضمت حديثاً للمنظمة هي الجمهورية التركية، وهي دولة كبيرة ومهمة في العالم الإسلامي، وهي اليوم تترأس القمة الإسلامية بحكم أنّ مؤتمر القمة الإسلامي الثاني عشر عقد في إستانبول في العام الماضي، فلذلك لم يكن من المعقول أو المنطقي أن تكون الدولة التي تترأس هذه القمة الإسلامية غير عضو في الإيسيسكو، خصوصاً وأن الإيسيسكو أهم جهاز ثقافي في منظومة العمل الإسلامي المشترك. وقد توفقنا والحمد لله أخيراً في أنّها انضمت، وهناك دول ستنضم حديثاً هي جمهورية أوزبكستان وتركمستان وجمهورية ألبانيا… وأتوقع بمشيئة الله خلال السنتين القادمتين أن يزيد عدد الدول الأعضاء ليصل إلى ستٍّ وخمسين دولة.
ومن مهام الإيسيسكو من الأساسيّة العمل على دعم جهود الدول الأعضاء في مجال التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والتنسيق بين مؤسسات العمل الإسلامي المشترك في هذه المجالات، والمحافظة على ثوابت الحضارة العربية الإسلامية وتنمية الحوار بين هذه الدول وهذه الشعوب والانفتاح على المجتمع والتعاون معه في تحقيق ما يخدم الإنسانيّة في هذه المجالات الحيوية. وأستطيع القول إنّنا خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية استطعنا أن نرتبط بعلاقات تعاون مع أكثر من مئتي منظمة دوليّة وإقليمية وغير حكومية في جميع أنحاء العالم وفي طليعتها منظمات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمة العالمية الفرانكفونيّة ومجلس أوروبا وغيرها من المنظمات التي لها وزن ومكانة في الساحة الدولية، ومن هذه الاتفاقيات استطعنا أن ننفّذ العديد من البرامج وأن يصبح حضور المنظمة حضوراً هائلاً ومحترماً، ولذلك فنحن اليوم شركاء مع هذه المنظمات، وكما رأينا في باكو فإنّ المنتدى الذي أقيم في دورته الرابعة للحوار بين الثقافات كانت الإيسيسكو منظمة من بين الجهات التي شاركت في تنظيمه، وهي دولة أذربيجان واليونسكو ومجلس أوروبا وتحالف الحضارات والمنظمة العالمية للسياحة ومنظمة الفاو، فهذه المنظمات بالإضافة إلى الإيسيسكو هي التي نفذت هذه الفعاليات، وعلى هذا الأساس فنحن على شراكة مع كبريات المنظمات الإنسانيّة، وهو دور إنساني كبير في الحوار بين الثقافات وهو المدخل إلى التفاهم والتعايش والتعاون، ولذلك فهذه المنظمة أصبحت ولله الحمد رقماً مهمّاً في العمل الإسلامي وفي العمل الدولي ونتمنى لها المزيد من التوفيق.
إلى ماذا تردّون انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي عطّلت كثيراً من مفاصل التعاون والتقارب بين الثقافات والأديان؟!
«الإسلاموفوبيا» هي نتاج لمفاهيم خاطئة عن الإسلام ومعلومات تراكمت عبر العصور في الذاكرة الغربيّة منذ عهود الحرب الصليبية والمرحلة الاستعماريّة وأيضاً الصراع العربي الإسرائيلي، وهذه التراكمات أصبحت في الواقع تعطي هذه الصورة المشوّهة والظالمة عن الإسلام، وقبل ذلك اليمين المتطرف بفعل المنحرفين والمتطرفين من أبناء المسلمين الذين قاموا بأعمال لا تليق بالإسلام وليست من تعاليمه أو من أخلاقه في شيء، فنسبوا كلّ ذلك للإسلام وهو من ذلك كلّه براء، فهي صورة نمطيّة نُسبت إليه زوراً وظلماً، بل لقد فعلوا جرائم باسم هذا الدين، ولذلك فنحن ومنذ زمن بعيد نشطنا كمنظمة في مجال الحوار وتصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام وعن المسلمين ودخلنا في علاقات وثيقة مع العديد من المؤسسات والهيئات الغربية ومع الجامعات ومع المفكرين، إذ نعقد كلّ سنةٍ ندوات ومؤتمرات فكرية ودورات للتعريف بحقيقة هذا الإسلام السمحة المعتدلة وبيان أنّ ما يقوم به الإرهابيّون والمنحرفون إنّما هو عمل يخصّهم وحدهم ولا يخصّ الإسلام، فلا يمكن أن ينسب الإرهاب والإجرام إلى أيّ دين من الأديان كالمسيحيّة مثلاً، إو إلى أيّ ثقافة من الثقافات البريئة منه، ومن الخطأ الكبير أن نلصق ما يقوم به أيّ مسلم إلى الدين الذي ينتمي إليه، فالإرهاب جريمة ومن يقومون به لا علاقة لهم بالدين على الإطلاق.
وقد قمنا كمنظمة بنشر العديد من الدراسات والإصدارات باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية والتي توضح حقائق هذا الدين وتفنّد كلّ الشبهات والافتراءات التي يروجها المغرضون عنه، وبينّا أن ما يقوم به الإرهابيون إنّما هو عمل إجرامي يخصّ أنفسهم المريضة وانحرافهم البائن. وما نزال نسير في هذا الطريق ونلقى القبول، وهناك في الحقيقة كثير من المنصفين والأحرار في العالم الذين يعرفون حقائق الأمور، مع أنّ هناك أيضاً وبكلّ أسف الكثير من المغرضين والحاسدين والحاقدين الذين يريدون تشويه صورة الإسلام والإضرار بمصالح المسلمين.
هذا العمل كلّه الذي يدور في إطار «الإسلاموفوبيا» هو ضار بالسلم والأمن الدوليين، فضلاً عن أنّ القانون الدولي يجرّم الإساءة إلى الأديان أو الإساءة إلى رموز المتدينين في الإسلام وغيره من الأديان.
أشرتم إلى نشاطات تقوم بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في الأردن في إطار الاحتفاليّة. ضعنا بالصورة.
الإيسيسكو أعدّت مجموعة من الأنشطة التربوية والعلمية والثقافية التي يتم تنفيذها إن شاء الله خلال هذا العام للتعاون والتنسيق مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم في الأردن، وأيضاً سيكون لنا نشاط مع عدد من الجامعات التي هي أعضاء في اتحاد جامعات العالم الإسلامي، وهذا الاتحاد هو جهاز من أجهزة الإيسيسكو، وأنا أيضاً في الوقت ذاته الأمين العام لهذا الاتحاد. فهذا النشاط سيشتمل على هذه المجالات وسيستمر إن شاء الله حتى نهاية العام، وهي مشاركة ضرورية لأنّ البرنامج في إطاره العام بإشراف المنظمة التي لا يمكن أن تغيب عن أي عاصمة يحتفى بها في إطاره، فسيكون هناك تنسيق كامل مع هاتين الوزارتين لمتابعة تنفيذ هذه الأنشطة وسأكون إن شاء الله حاضراً في عمان في فترات قادمة ضمن هذه الاحتفاليّة المهمة ممثلاً للمنظمة، وأودّ هنا أن أشيد بالدور الكبير والمساندة التي نلقاها في المملكة الأردنية الهاشميّة في مؤسساتها المختلفة لعمل المنظمة خصوصاً في ما يهم هذا البرنامج وهو برنامج الاحتفاء بعواصم الدول العربية.
قمتم بزيارة لدائرة المكتبة الوطنيّة ومتحف الحياة البرلمانيّة، وهما شهادة حيّة على تطوّر الأردن واهتمامه المؤسسي، كيف رأيتم ذلك؟
علاقتي بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة علاقة قديمة ووثيقة وقد زرت هذا البلد الكريم مراراً، وأنا فخور بأنني عضو في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، ولا بدّ لي من أن أشيد بكل ما تقوم به المؤسسات الفكرية والجامعية هنا في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وفي هذه الزيارة أنا سعيد بأنني زرت دائرة المكتبة الوطنيّة وكذلك متحف الحياة البرلمانيّة بالتنسيق مع وزارة الثقافة، وقد سررت كثيراً بما رأيته في هاتين المؤسستين من وثائق مهمّة ومن تنظيم محكم ومن عرض مبهر ومن محافظة على التاريخ وعلى هذه الذاكرة الجميلة في جوانب مهمّة من تاريخ المملكة السياسي والثقافي والحضاري وتاريخها الوثائقي أيضاً، فهذه مبادرات مهمّة جداً وأنا سعيد للغاية بأن يكون هناك في بلدكم الكريم كلّ هذا العمل المؤسسي، لأنّ عدداً من الدول لا تملك مثل هذه المؤسسات التي توثّق هذا التاريخ وتوثق البلد في مراحل تطورها، ومن هذا المنطلق أقول إننا اليوم رأينا جانباً مهماً ومشرقاً من هذا التميّز، وهو ما ينضاف إلى ما كنت ذكرته من الخصائص التي يتميّز بها هذا البلد.
ومن واجبي هنا أن اشكر القائمين على هاتين المؤسستين لما أتاحوه من فرص للتعرف على ما يقومون به من عمل جديد ومهم، وأتمنى لهم المزيد من التوفيق في هذا العمل المهم والجديد والنوعي الذي يواكب مسيرة المملكة الأردنية الهاشميّة والتطور الحاصل في ظلّ القيادة الهاشميّة لجلالة الملك عبدالله الحريص دائماً على التقدّم والرقي والنجاح.