كتب سلطان الحطاب _ عروبة الاخباري _ اصبحنا في زمن نادراً ما يكون المسؤول الكبير فيه مثقفاً او صاحب موهبة او حتى صنعة , خلاف ما كان في تاريخنا العربي حيث يكون الوزير اديباً او مثقفاً او عالماً , ولا اريد ان احشر نفسي لهذه المقالة في قوائم طويلة من الامثلة .
ولكني اكتفي بالقليل لا اذكر ان الشاعر الشهير أبي تمام كان وزيراً للاتصال في زمن الخليفة المعتصم ,و وزير ” الاعلام ” اذا جازت لي التسمية في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان الشاعر الشهير الاخطل , و كان وزراء صلاح الدين منهم الكاتب والمؤرخ والفيلسوف والقاضي .
اليوم على قلتهم فهناك مسؤولون اصحاب موهبة مثل وزير الثقافة المصري السابق فارق حسني , ومثل وزير التعليم العالي الاردني العلامة الاديب اللغوي ناصر الدين الاسد , وفي لبنان وسوريا والعراق ودول عديدة اخرى قلة من هؤلاء .
فقد كان نزار قباني سفيراً والشاعر عبد المنعم الرفاعي رئيساً للوزراء في الاردن , وكان الشاعر محمود درويش اهم شاعر على مستوى اسيا وافريقيا عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , وفي السعودية واليمن كان منهم .
اكتب هذه المقدمة الطويلة لاذكر الوزير .. وزير الاعلام العماني الدكتور عبد المنعم الحسني كوزير ومبدع في مجال التصوير وحائز على جائزة الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي ( الفياب ) وكانت الجائزة وساما رفيعا هو وسام الصداقة الفخري , وذلك نظير الجهود التي قدمها الدكتور الحسني في خدمة التصوير الضوئي محليا في سلطنة عمان وعالمياً .
وفي التقييم يعد وسام الصداقة الفخري وساما دوليا تمنحه مؤسسة الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي الفياب للاشخاص الذين ساهموا بخدمات جليلة على المستوى المعرفي والانساني في مجال التصوير الضوئي حول العالم .
وهذا الوسام كما جاء في التعريف به هو احد ارفع الاوسمه في الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي , ولعل ترجمة موهبة الفنان الدكتور الحسني تتجلى في ترجمتها في الميدان بتخريج جيل من الطلبة العمانيين الذين درسهم هذا الفن في الجامعة وهو ما اكسبه شعبيته واسعة ومتعه بخطاب متصل ومتواصل مع فئة الشباب التي تصنع التغيير دائما .
لقد تلقى الدكتور الحسني الجائزة ( الوسام ) من السيد ريكاردوبوسي رئيس الاتحاد الدولي لفن التصوير الدولي الذي قدم الى السلطنة , ليتوج بذلك مرحلة من التعاون بين السلطنة والاتحاد الدولي لفن التصوير في بلد يشكل متحفاً طبيعياً نادراً بتضاريسه ومكوناته الجغرافية والتاريخية و التي تلهم الفنان الرسام والمصور بابداع عميق لا ينضب ومن هنا كانت اللوحات التصويرية العمانية والمعارض الطافحة بالجمال والروعة .
لقد جاء هذا الوسام بمثابة فخر للجمعية العمانية للتصوير الضوئي التي اضاءها الدكتور الحسني بالاهتمام والدعم والحفر لتكون مؤهلة ان تاخذ مكانتها الوطنية في مركز السلطان قابوس العالمي للثقافة والعلوم في مجال التصوير الضوئي الذي يعد واحداً من اهم المحطات العالمية في مجال التصوير الضوئي , وهذا يعكس مدى اهتمام حكومة السلطان قابوس بن سعيد المتواصل بالفن ودوره في بناء الانسان و الاوطان .