عروبة الإخباري – شارك المخترع العماني مصطفى بن سالم بارامي في قمة القيادة الدولية في المملكة المتحدة 2017م، وذلك كقائد لفريق ضم 11 مشاركا دوليا، ولكل مشارك مشروع خاص به، قاموا بتطويره مع قائد الفريق خلال جلسات العصف الذهني، والتخطيط الاستراتيجي، ونموذج العمل التجاري، وعمل خطة تنفيذية لآلية تنفيذ المشروع مع التطرق إلى الأساسيات والمبادئ المفترض توفرها في المشروع كأن تكون حلا لمشكلة، والاستدامة، وصديقا للبيئة، والجدوى الاقتصادية، وإيجاد فرص عمل، والشغف لضمان استدامة المشروع.
وكان بارامي قد اختير كونه خريجا سابقا من برنامج القيادة الدولية لمنظمة الأمير تشارلز في 2013م، وذلك لمجموعة من المعايير أبرزها أن يكون شخصا إيجابيا، ومحفزا، ولديه وعي ذاتي عن أهمية التعاون والتفاعل مع الفريق، والقدرة على قيادة الفريق عند مواجهة أي تحديات أو صعوبات، والقدرة على الانخراط مع مختلف المشاركين من مختلف الثقافات برؤية واضحة واتصالات مباشرة، والإطلاع على الخبرات الجديدة والاستعداد للاستماع إلى الآخرين واحترام آرائهم من أجل ضمان استدامة التعلم وروح الفريق الواحد، والقدرة على التعامل مع الظروف الخاصة لكل فرد بخصوصية ودبلوماسية، وقيادة الفريق بتواضع ونزاهة وثقة وشغف، وأن تكون لقائد الفريق رؤية لمستقبل أفضل وينقلها للفريق بطريقة ملهمة ومقنعة، ولديه المرونة الشخصية ومثابر لمواجهة التحديات والتعامل معها بحكمة ودبلوماسية، والاهتمام بالقضايا العالمية وارتباطها بالجميع أينما كانوا يعيشون.
وأكد بارامي أن أغلب مشروعات أعضاء الفريق متعلقة بريادة الأعمال المجتمعية التي تعود بالنفع على مجتمعاتهم بحيث يقوم كل صاحب مشروع بوضع خطة تنفيذية خلال 12 شهرا.
وأوضح بارامي أن الأمير تشارلز استقبل المشاركين في القمة بقصر وندسور محل إقامة الأسرة الملكية في المملكة المتحدة، وتم خلال اللقاء تبادل الخبرات حول أهمية البرنامج ومدى استفادة المشاركين منه، وأهمية التعاون بين المشاركين واستثمار الوقت في ما يعود بالنفع على جميع المشاركين، وقد ثمّن الأمير الدور الذي يقوم به كل قائد فريق لتمكين المشاركين من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وكذلك عرض تجربة قائد الفريق مع المشاركين.
كما أشار إلى أن القمة استضافة العديد من المتحدثين من القيادات والشخصيات الملهمة عالميا، أبرزهم رئيس الأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان، وسيمون فراسير الذي شغل منصب الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث، وكاليش ساتيارثي الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2014م، والعديد من المتحدثين الملهمين وأصحاب التجارب الناجحة في المجالات الإنسانية، والاقتصادية، والاستدامة، والبيئية، وريادة الأعمال، والابتكار، والاختراع وغيرها.
تجارب ناجحة
واشتمل البرنامج على العديد من حلقات العمل والمحاضرات في القيادة وعرض تجارب ناجحة، وتمت إقامة برامج القمة في ماريوت وندسور وكمبرلاند لودج وندسور والذي كان أحد القصور الملكية القديمة والتي تم تحويلها في عام 1937م، بتوجيه من الملكة الأم إلى مركز وسكن لإقامة المؤتمرات.
وقد ألقى المخترع مصطفى بن سالم بارامي الكلمة الختامية باسم جميع رؤساء المجموعات والمشاركين هنأ من خلالها جميع الخريجين وقام بتقديم لوحة ورقية فاخرة التي قام بتصنيعها من سعف النخيل العماني إلى لويد دورفمان باسم جميع المشاركين ليتم رفعها إلى الأمير تشارلز رئيس المنظمة.
وقام المشاركون بمجموعة من الزيارات إلى عددٍ من المؤسسات، والمراكز البحثية، والفعاليات، والمعالم المهمة والأثرية في المملكة المتحدة أبرزها جامعة أكسفورد، ومركز دايموند لأبحاث النانو باستخدام الضوء والذي يعتبر أحد أكبر وأهم المراجع البحثية في المملكة المتحدة والعالم، والتعرف على دور المركز في التغلب على مشاكل تغير المناخ، الاستدامة، وتطور المجتمعات، كما قام المشاركون بزيارة المعالم الأثرية في لندن مثل ساعة بيج بين، قصر ويست مينستر، قصر باكينجهام، والمتحف البريطاني. وقاموا كذلك بزيارة إلى قصر وقلعة ويندسور والتي تعد أكبر وأقدم قلعة في العالم.
اختراع
ويذكر أن بارامي قد توصل إلى ابتكار في كيفية استثمار بقايا سعف النخيل وتحويله إلى الورق الفاخر مثل الرسائل المعنونة، والشهادات، وظروف الرسائل، وبطائق التعرفة والتهنئة، والأكياس الورقية، والصناديق، من سعف النخيل العمانية، حيث يقدر عدد أشجار النخيل بالسلطنة حوالي 8 ملايين نخلة وينتج عنها ما يقارب 160 ألف طن من بقايا سعف النخيل ومعظمها تحرق مما يتسبب في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها ويسبب مشاكل بيئية.
وقد التقى المخترع العماني بسعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن زاهر الهنائي السفير العماني المعتمد لدى المملكة المتحدة بمقر السفارة العمانية في لندن، وأثنى سعادة الشيخ السفير بالدور المشرف الذي يقوم به شباب السلطنة في المملكة المتحدة وغيرها من الدول وتشجيع العمانيين نحو تقديم كل ما هو مشرف للسلطنة وتمثيل السلطنة بالصورة الإيجابية. كما أن القمة القيادة الدولية تعتبر جزءا من برنامج القيادة الدولية، بدعم من «برنسس تروست انترناشيونال» إحدى مبادرات منظمة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا. حيث يتم تنظيم قمة القيادية الدولية كل سنتين في المملكة المتحدة، لتكون مظلة لأصحاب المبادرات العالمية من مختلف دول العالم في مجالات القيادة، التنمية المستدامة، والريادة، والابتكار، والبيئة، وبناء القدرات، والثقافة، والشباب، والإبداع.