عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – بزيادة رأسمالها الى(15) مليون دينار تدخل شركة التأمين الاسلامية مرحلة انطلاقة جديدة بعد ان امتلكت منصة رأسمالية قوية.
فالشركة التي لم تعرف الجمود وظلت تطور نفسها في تشريعات ومرجعياتها الاسلامية وفي خدماتها وعروضها .. ظلت تتمتع بفكر نيّر ساعدها على ان تنهج نهجا تأصيليا وليس نهجا منقولا. فقد وضع مديرها العام الدكتور أحمد الصباغ جملة من الكتب المتعلقة بالفكر الاقتصادي الاسلامي وطريقة تكيفه مع مفهوم التأمين اذ ظل يؤمن باسلمة التأمين وانسنته وقد اتيح له من خلال تجربته الميدانية والوظيفية في الشركة في مواقع المدير العام ان يرتقي بالاداء وتطبيقاته وقد ساعد على ذلك ان في سدّة الادارة رجل اداري فذ وصاحب حكمة انه موسى شحادة ابو صفاء رئيس مجلس ادارة الشركة. وعلى رأسها الدكتور احمد الصباغ ومجلس ادارة ادرك دائما انه يقبل التحدي ويلبي رغبات كل اولئك الذين ارادوا لتأميناتهم ان تكون نظيفة .
ليس من عادتي ان احضر جلسات الهيئات العامة للشركات , ولكني وبعد اخر لقاء لي مع السيد احمد عبد الكريم ” مدير العلاقات العامة والاعلام بالبنك الاسلامي الاردني ” نصحني بحضور الهيئة العامة للبنك وللشركة فقد اردت بعد ان تلقيت شكاوي مواطنين ان ارى على ارض الواقع ماذا يجري ؟ وكيف تصادر حقوق كثير من المساهمين العامة في العديد من الشركات المساهمة العامة ويجري تجريدهم من حقهم في ارباح ظل المتنفذون يبررون حجزها او اضافتها الى بنود التمكين او الحماية او تاكيد استقرار الشركات وملاءتها .
التامين الاسلامية لم تبرر الا ما كان في مصلحة الشركة بعموم مساهميها وليس لكبارهم او المنتفذين منهم فقط , رأيت حوارا هادئا وسمعت كلاما طيبا مصدره هذه المرة المساهمين الذين اثنوا على انجازات الشركة ونتائجها وعكسوا الرضا العام الذي يشعرون به بسبب صيانة اموالهم وايضا لضمان حصاد وفير لمساهماتهم وصل الى ارقام لم تصلها الّا القلة القليلة من الشركات التي ظلت في ايد امينة .
أمس الاول في قاعة الاجتماعات في شركة التامين الاسلامية في شارع الجاردنز تابعت النقاشات وعرض جدول الاعمال , كانت السلاسة هي العنوان وقد مرّ الاجتماع هادئاً مثمراً جرى زف النتائج فيه للمساهمين الذين وعدوا بارباح عالية وبتوزرع فوري لحصصهم .
ليس المهم ان تحمل الشركة أي شركة صفة ” اسلامية ” او شعاراً اسلامياً حين يكون الهدف العدالة وحقوق الناس , فهذه الصفة الاسلامية تقوم ضرورة تكريسها من مضمونها في العدل والكيل بالقسطاس وبمراعاة حقوق المستثمرين , وقد تعكس شركة التامين الاسلامية لما تجعلها جديرة بحمل صفة الاسلامية خلاف لشركات ومؤسسات اختبئت وراء الصفة ومارست ما يشين وما يثبت ان الصفات وحدها ليست كفيلة بعكس طبيعة الاسماء , فكثيرا ما سمى العرب الملدوغ بالافعى سليما والاعمى بصيرا والاعور مكرم , وهذا كله من الاضداد والتفاؤل بالشيء , لكن ما رايته وسمعته وانا احضر اجتماع الهيئة العامة الدوري العادي وغير العادي أكد لي أن الصفة الاسلامية التصقت في تجربة شركة التامين الاسلامية بالموصوف وخدمته وقدمته كما يريد المخلصون ان يقدم..
لا اريد ان اتطرق الى الارقام الداخلية المبثوثة في تقرير مجلس الادارة او الى كلمة رئيس المجلس الموجهة والدالة فهذا متوفر وتناولته الصحف .. ولكني أريد ان أثني على النتائج وان اتوقف عند اوضاع الشركة وعند الخطط المستقبلية الواضحة التي اعلنها التقرير وهي خطط وافكار قابلة للتطبيق وقائمة من تجربة وواقع ملموس..
في انطباعي عن تقرير الشركة “التأمين الاسلامية” وعن قراءته وتداول مضمونه في الجمعية العامة احسست انني في اجتماع نموذجي حي اتمنى ان يعمم ويتكرر في شركات مساهمة عامة اخرى سواء حملت صفة الاسلامية ام لم تحمله لأن ما جرى عرضه وطريقة الحوار والاقناع تؤكد ان اموال المستثمرين مصانة وحقوقهم دائما قابلة للنمو ويستطيعون ان يحصدوا الثمار في كل موسم.
شركة التأمين الاسلامية.. نموذج لاجتماعات الهيئات العامة!!
16
المقالة السابقة