عروبة الإخباري- فيما تشهد واشنطن هذا الأسبوع، حراكا عربيا مكثفا، يتمثل بلقاءين رسميين منفصلين، يجمعان الرئيس دونالد ترامب، بجلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فان مباحثات جلالته مع ترامب، خلال لقائهما المرتقب بعد غد الاربعاء، سيتمحور حول العلاقات الثنائية بشكل رئيسي، والحرب ضد “داعش” والأزمة السورية، والسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بحسب بيان للبيت الأبيض.
من جانبها، أعلنت السفارة الأردنية في واشنطن، في بيان تلقت “الغد” نسخة منه، ان المباحثات بين الملك وترامب ستغطي محاور “تطوير التعاون الأردني الاميركي والشراكة الاستراتيجية”، اضافة لتناول آخر التطورات الاقليمية والدولية.
ومن المتوقع ان يتناول الزعيمان مخرجات القمة العربية، التي ترأس جلالته اعمالها في الاردن الأسبوع الماضي، والتي صدر عنها إعلان عمّان، الذي اكد على “استمرار العمل على إعادة مفاوضات فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة ورفض نقل السفارة الأميركية للقدس”.
وبحسب معلومات “الغد”، فان زيارة جلالته القصيرة، التي تبدأ غدا، ستقتصر على لقاء الرئيس وكبار المسؤولين بادارته، ولن تتخللها لقاءات مع اعضاء من مجلسي النواب والشيوخ، بعد ان كان جلالته اجرى مع اعضاء ولجان في المجلسين عدة لقاءات، في زيارته الأخيرة في شباط (فبراير) الماضي.
وفي الوقت الذي كانت تحدثت فيه تقارير اخبارية عن اجتماع ثلاثي بين ترامب والملك والسيسي، وربما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استبعد متابعون عقد مثل هذه القمة، خاصة وان السيسي سيغادر واشنطن مساء غد الثلاثاء، اي قبيل لقاء جلالته مع ترامب بيوم واحد، أما عباس، فان لقاءه مع ترامب في وشنطن فسيجري أواخر الشهر الجاري.
ولكن مسؤولا مصريا كبيرا كشف أن جلالة الملك سيلتقي السيسي خلال الزيارة.
إلى ذلك، كشف مسؤول كبير في الادارة الأميركية، ان لقاءات ترامب المنفصلة مع الملك والسيسي، ستتناول “الخطوط العريضة للنهج الأميركي نحو عملية السلام، وسيتم توفير معلومات حول ما قامت به الادارة خلال الأسابيع الأخيرة للتقدم في العملية”.
وقال المسؤول، في تصريحات صحفية قبل يومين، انه من غير المتوقع ان تكون مسألة المستوطنات في الضفة الغربية “نقطة رئيسية للبحث في هذا الوقت”، من جانب الادارة الأميركية، رغم تأكيده على ان الادارة مشاركة بعمق في الجهد الخاص بهذا الأمر، وتعمل مع الاسرائيليين والفلسطينيين على الأمر.
اما بخصوص الرئيس المصري، والذي سيلتقي ترامب اليوم الاثنين، حيث تأتي زيارته بعد توتر بالعلاقات المصرية الأميركية، وتوقف المساعدات الأميركية العسكرية لفترة زمنية، في عهد الرئيس السابق باراك اوباما، ومن ثم استئنافها ولكن ليس بالشكل المطلوب من الجانب المصري، فان المتحدث الرئاسي المصري كان اعلن من واشنطن مساء السبت أن الزيارة تهدف إلى “بدء التنسيق والتشاور مع الإدارة الاميركية الجديدة”.
واضاف ان الزيارة “تهدف ايضا لاطلاع الادارة الأميركية على أهم التطورات السياسية والاقتصادية التى تشهدها مصر، إضافة لتبادل الرؤى حول مختلف القضايا الاقليمية، وأهم التطورات الأخيرة للنزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط”. كما اشار الى ان الرئيس السيسي سيوضح موقف مصر من كافة زوايا وجوانب القضية الفلسطينية، وأنه سيطلع الرئيس الاميركي على “أفكار ورؤية مصر لاستئناف العملية السلمية والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة”.
وفيما سيلتقي الرئيس السيسي بمسؤولين من الإدارة الأميركية، فان برنامجه يتضمن لقاءات مع أعضاء ورؤساء لجان في الكونجرس، بحيث يتم “تقييم برامج المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لمصر على مدى عقود طويلة، والعمل على تطويرها وتحسينها، لتحقيق الفائدة المرغوبة منها”، بحسب ذات المتحدث.
وبحسب مصادر مطلعة، فان بحث “ادراج تنظيم الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية” أمر سيتم بحثه بين الرئيسين، وهو الأمر الذي كان ترامب وعد به خلال حملته الانتخابية، كما أن ذات المصادر أكدت أن مباحثات السيسي ستشمل ايضا الحرب على الارهاب، في سيناء، وكذلك الأزمة الليبية.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، فثمة ترقب في اميركا واسرائيل والعالم العربي، للقاءين الهامين لزعيمي الدولتين العربيتين، اللتين تعدان لاعبتين مؤثرتين رئيسيتين في المنطقة حاليا، لا سيما وأنهما العربيتان الوحيدتان اللتان تربطهما معاهدة سلام مع اسرائيل.
وكان جلالة الملك والرئيسان السيسي وعباس عقدوا اجتماعا تنسيقيا ثلاثيا على هامش قمة عمان العربية، للتنسيق والتشاور حول سبل الدفع قدما بعملية السلام. ويرى مراقبون هنا في واشنطن أن تقارب موعد لقاءي الملك والسيسي، وتوقيتهما بعيد عقد القمة العربية، يؤشر الى بداية ايلاء الرئيس ترامب اهتماما للشأن العربي.
اما حول مسألة نقل السفارة الأميركية الى القدس، فقد اكدت مصادر اميركية مطلعة، ان ترامب “لن يقدم على هذه الخطوة في المستقبل القريب، لعدة اسباب، منها ان الاسرائيليين انفسهم يخشون ويتخوفون من تداعيات هذا الفعل” على حد رأي المصادر.(الغد)