عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – قالها مزهواً بالنجاح فقد اصبح المساهم الصغير والمقترض لعشرة الاف دينار في الستينات من القرن الماضي رئيسا لمجلس الادارة والمحرك الرئيس لبوصلة البنك وتوجهاته وهو يتم وصع مدماك جديد في البناء المتين للبنك العربي متمثلة في الصفقة الأخيرة المميزة.
صبيح المصري يقول” أن البنك العربي واصل أداءه القوي مرتكزا على نهجه المؤسسي الرصين وسياساته المصرفية الحصيفة حيث تمكن البنك من مواصلة نموه المستدام في مختلف مؤشراته الرئيسية”.
كانت القاعة التي استمعت لهذا الكلام مليئة بالمساهمين والمراقبين والصحفيين .. أكثر من خمسمائة حضروا الهيئة العامة ليحظوا بنتائج باهرة وهي توزع 30% على السهم وسط ترحيب شديد .. لقد جاء الاجتماع سلسا زادته الكنافة النابلسية في القاعة المجاورة حلاوة حين استعجل الحاضرون الذهاب اليها قبل انتهاء النقاش.. فالانجازات الكبيرة للبنك تغني عن الحديث وعرّاب البنك العربي أغنى المساهمين عن التفتيش والتدقيق. طالما النتائج ملموسة على حساباتهم التي جاءتها بركة البنك العربي، فقد جاء ربيعه أخضر وثماره خصبة.
عبارات الاطراء التي قدمها مراقب الشركات لم تحظ بمثلها أي شركة اردنية سواء المتعلقة منها بأهمية البنك العربي وقيمته في الاقتصاد الاردني أو تمتع البنك بالحوكمة وانضباطه لجهة الالتزامات التي يقرها البنك المركزي أو موعد انعقاد الجمعية العمومية لمساهميه.
صبيح المصري لا يحب الكلام الكثير ويعمد الى النتائج ولا يحب الزركشة في القول او حتى تقديم العمل ولذا جاء في تعبيره وهو يقدم الصورة الاخيرة لأعمال البنك قوله” لقد تجسد عمل البنك من خلال تحقيق ارباح تشغيلية بلغت 1.1 مليار دولار في حين بلغت ارباح المجموعة قبل الضريبة (791) مليون دولار.
وحين قلب الورقة الثانية من الاوراق الثلاثة التي أمامه قال “ان النتائج المالية التي حققها البنك في عام 2016 جاءت لتؤكد نجاعة الاستراتيجية التي يتبناها وينفذها البنك والتي أدت الى تدعيم قوة قاعدته الرأسمالية ولتعكس مجددا مواصلة البنك لأدائه المتميز بالرغم من بيئة العمل التي تشهد تنافسية متزايدة.
وصبيح المصري ” الذي لا ينهى عن شيء ويأتي مثله ” حض المؤمنين بالبنك العربي في كلمته الجامعة ان يشتروا من اسهمه طيبة مباركة لانه يبدأ بنفسه ويشتري ويربط مستقبله وعائلته بمستقبل البنك .. ولذا لسان حال يقول ” من ساواك بنفسه في الشراء فما ظلم ” .
وحين كان ينتبه لمن بدأ الاسئلة على النتائج باسلوب المماحكة المعروف لبعض من يحضرون ليلفتوا الانتباه بشغبهم او ليبطنوا حاجاتهم الخاصة او لأمر في نفوسهم ، ردّ عليه بانفعال مهددا بالفضح وذاكرا للدوافع التي دفعت المتداخل بالقول لن اعمل لك ما تريد (…) فبهت الذي افترى .. وسارت الجلسة بمباركة واضحة من الاغلبية واجماع على ان البنك كان وما زال مميزا في أداءه وحريصا على اموال مساهميه.
وفي الرد على سؤال حيّا صاحبه النتائج الباهرة قال المصري:” سنبقى على ثقة بقدرة البنك على تحقيق تطلعاته الاستراتيجية وتنفيذ رؤيته الطموحة من اجل الوصول الى افضل النتائج وذلك من خلال تحفيز الاستثمارات وتعزيز ادارة المخاطر وتوسيع قاعدة نشاطاته التمويلية والمصرفية على النحو الذي يكفل تنويع مصادر الدخل والحفاظ على وتيرة متصاعدة للاداء وبما يعكس مكانة البنك العربي الرائدة اقليميا وعالمياً ” .
صبيح المصري ظل دائما يدافع عن كل الذين يعملون معه ويكرمهم ويحميهم ولا يخذلهم , وحين حاولت بعض الاسئلة ان تطال حقوقهم و رواتبهم انبرى للقول ان الادارة العليا التي تعمل معه من اجل بنك عربي افضل واكثر انجازات وارباح وتطور تستحق اكثر مما تأخذ وهو سينسب لهم بمضاعفة اجورهم التي هي حق يشهد به انجازهم , وهذه في حد ذاتها دفعة معنوية عالية يسديها الرئيس للمرؤسين ترفع من معنوياتهم وتمكنهم من بذل جهد اكبر , فالرجل خبير في الادارة عارف للنزوع الانساني , متأكد من ان الحافزية حين تقوم بموضوعية وانصاف تترك ثمارها على النتائج , ولذا فانه يعتقد انه ما لم تكن الادارة العليا متفانية ومخلصة وراضية فان النتائج المحصودة لم تكن بها النجاح الباهر وبهذه الارقام الصاعدة .
لقد حافظ صبيح المصري على البنك العربي على موروثه وسمعته, فهو لم يشطب من سبقه فضلا وسمعة وانجازات وتسميات بل كرس ذلك وبنى عليه , ولعل الابرز في ذلك دعم مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية وحرصه عليها وتمكينها بافضل مما كانت عليه في زمن مؤسسها , وهو لم يغيّر من اسمها او يحرف مسارها , كما انه ابقى على التسمية ” الحريرية ” من خلال السيدة نازك الحريري حين كشف عن التحولات التي شهدها البنك والتي اشترى فيها اسهم ” الحريريون ” بشراكة واسعة وبهدوء وثقة عكست نفسها من ان الذين اكتتبوا في الشراء الجديد جاءوا باكثر مما تحتاج الصفقة باضعاف مضاعفة حين زاد الراغبون في دفعاتهم على المليار دولار بكثير .
الثقة بصبيح المصري هي ثقة بالبنك , والثقة بالبنك هي ثقة بأبو خالد , فكلاهما جبلان شامخان سارا معاً منذ سنوات .
واعتقد شخصيا ان صبيح المصري الذي اخترق الثمانين عاماً من عمره المديد هو الان اكثر رضى عن كل مسيرته في هذا الموقع الذي حاز عليه بجهد وهو رئاسة مجلس البنك العربي , فقد توج مسيرته الناجحة بالوصول الى هذا ولديه تطلع ان يظل البنك العربي الذراع الاقوى والافضل في الاقصاد الاردني , والجسر الاكثر وصولا واتصالا لاي استثمارات عربية قادمة حتى بعد القمة العربية , فالبنك الذي يشارك في مجلس ادارته شخصيات نافذة مشهود لها قادر ان يجذب الكثير من الاستثمارات والصناديق لجهة الشراكة والتفاعل والاقتراض .
الجالسون على المنصة حول صبيح المصري كانوا شخصيات مميزة في دورهم وفي العمل العام , فالرجل دائما يحسن اختيار فريق من الاقوياء لانه يؤمن دائما ان القائد يقود قادة .