عروبة الإخباري – من الغريب بل من الصادم أن نكون في العام 2017 وفي عصر نعتبر أننا وصلنا فيه الى مراتب متقدمة من الحضارة والرقي والتطور أن نرى إعلامية شهيرة يتابعها الملايين على شاشة راقية ومهمة جداً وملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما زالت تصنف الأشخاص بحسب مهنتهم وجنسيتهم وتظهرهم كأنهم سلع معروضة أمام المتابعين.
لا أعرف بم أصف ما قامت به الإعلامية علا الفارس، أهي العنصرية الزائدة، أم الجهل المتفشي والصادم، أم جشع وبطر و show off.
فموجة من الغضب على علا فارس، بعد قيامها بنشر صور جديدة عبر حسابها لسيدات، ذكرت أنها تريد إختيار من بينهن عاملة منزلية.
وعلقت فارس على الصور ساخرة قائلة: “شو رأيكم أنا قلبي مش عارف يختار شي اليوم مطعون قلبي .. أنسوا الأناقة بشتغل عليها”.
طبعاً، أثارت هذه الصورة غضباً كبيراً، حيث اتهمت بالتشهير بهؤلاء السيدات كأنهنّ سلعة رخيصة تُباع وتشترى، كما اتهمت بالعنصرية وهذا الاتهام مستحق بجدارة.
علا بررت وليتها لم تفعل، فقد بررت ما فعلته بقولها إنّه ليس من السهل إدخال أي شخص جديد إلى بيتها، وهل الحل لمشكلتك هو عرضهن كسلع رخيصة امام المتابعين على “سناب شات” وانستاغرام؟ وهل السخرية من شخص لا يعرف شيئاً عن مصيره ولا يعرف لماذا يقف امام كاميراتها ولماذا تلتقط لهن الصور مشروعة؟!
عيب لا بل من العار أن نرى أشخاصاً خصوصاً من الجسم الإعلامي الذي يعكس صورة المجتمع ما زالوا ينظرون الى الآخر المختلف على أنه أقل مستوى منهم وأنه سلعة يمكن عرضها وشراؤها وبيعها.- راغب حلاوي
رد جمعية معهد تضامن النساء الاردني “تضامن”
بدورها سارعت جمعية معهد تضامن النساء الاردني “تضامن” في التدخل حول الموضوع وعبرت عن استهجان الإساءة للعاملات المنزليات واعتبرته شكلا من أشكال العبودية الحديثة.
وقال بيان المعهد “انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي صور لعاملات منزليات رغبة من ناشرتها مشاركة الجميع في اختيار عاملة منزلية من بينهن لتعمل لديها،
وأشارت إلى أنها “تستهجن وبشدة هذه التصرفات التي تبتعد كل البعد عن الإنسانية، وتجد فيه تعدياً ومساساً بكرامة العاملات المنزليات، وإساءة لهن وتعتبره من أشكال العبودية الحديثة. وبغض النظر عن مكان هذا الفعل سواء أكان داخل الأردن أو خارجه، إلا أنه ضرب بالكرامة الإنسانية في جذورها”.
اعتذار علا الفارس
الإعلامية علا الفارس اعتذرت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وقالت “رغم حسن النية واقتصاص جزء من الموضوع لنشر هجوم ضدي، اعتذر بعمق ما تسبب من استياء لدى البعض ومن يعرفني يعرف جيدا صدق وأصالة انتمائي للإنسان بدون النظر للعرق والجنسية، ومشوراي طوال الـ ١٤ عاما كفيل بالرد ناهيك عما هو قادم”.
وأضافت في منشور آخر “مصادرة عفوية الآخرين والدخول في نواياهم أمر مقزز، وتفسير أفعالهم بالهوى مرض قبيح، الاحترام للجميع مهما اختلف اللون أو الجنس أو الدين. لا عزاء لأولئك الذين يصطادون في مواقف الآخرين، وينبّشون في نواياهم. لك نية، ولهم ألف نية. غايتهم الإساءة وتشويه صورة الآخرين……ما بستغرب انه مش كل الناس بتحبني هذا شي طبيعي … بس بستغرب لما بشوف كمية حقد ومحاولات تشويه سمعة باي طريقة … وتزييف للحقائق وقلبها للأسف ..أكثر الأخلاق ألماً هي إجتزاء الوقائع، وقلب الحقائق، وتفسير الأفعال، والدخول في النوايا، وسوء الظن بالآخرين، وحُب الإساءة لهم”.