عروبة الإخباري – اطلق العرضان المسرحيان “البوشية” اخراج مرعي الحليان وتأليف اسماعيل عبدالله، و”ونين غبيشة” اخراج عبدالرحمن الملا وتأليف مرعي الحليان، صرختين تعبران عن الصراع الطبقي واحتجاجات الطبقة المهمشة بوجه الاستبداد.
واستلهما في عرضهما مساء امس الاثنين ضمن فعاليات “ايام الشارقة المسرحية” في دورتها الــ27 ذلك من الموروث الشعبي متكئين على اسلوبية المسرح الاحتفالي الفرجوي الذي لا يخلو من تعبيرات طقسية.
العرض المسرحي “البوشية” الذي قدم على مسرح جمعية المسرحيين في الشارقة، يتحدث عن علاقة عاطفية تجمع بين شاب ينتمي لقبيلة معروفة ووالده زعيم ذي بأس شديد ومرهوب الجانب، مع احدى راقصات الفن الشعبي في دول الخليج العربي “السامري”، اذ يعد والد الشاب ان من العار ارتباط ابنه بهذه الفتاة، في الوقت الذي يعد الشاب الفتاة بالزواج منها وتحدي والده الا انه يسقط في اول امتحان.
المسرحية التي اتكأت على الموروث نصا وعرضا وحضور الغناء الشعبي والاهازيج وفق فيها المخرج الحليان في ادارة خروج ودخول الممثلين خلال تبدل اللوحات علاوة على خلق فضاءات وتكوينات مختلفة من خلال توزيع قطع الديكور المتمثلة في العارضات “الستاندات” المؤطرة والتي احالت المشهد الى استحضار البيوتات التراثية التي كانت سائد في تلك المرحلة علاوة على ما حملته من علامات بصرية حملت مضامين ودلالات في تشكيلاتها وتوزيعاتها الهندسية، والتي شكلت في مجموعها مع الاضاءة والاداء الحركي المنسجم والمتناسق لجوقة الغناء والاكسسوارات، سينوغرافيا اثرت العرض المسرحي.
النص المنطوق من خلال المونولوجات والديلوجات ومفردات الاهازيج والغناء والذي جاء بالمحكية الشعبية الاماراتية حمل عددا كبيرا من المضامين والاحالات الاجتماعية والسياسية اضافة الى تميز الاداء التمثيلي لجميع اعضاء المشاركين في العرض .
اما مسرحية “ونين الغبيشة” التي عرضت على مسرح معهد الفنون المسرحية بالشارقة، فقد جاءت فرجة مسرحية زاخرة بالمتعة والابهار البصري والادائين التمثيلي والحركي الرفيعين.
العرض المسرحي “ونين الغبيشة” الذي اتكأ على الحكاية الشعبية البسيطة مستحضرة حقبة زمنية قديمة من الموروث، عبر في سياقاته المنطوقة، عن احتجاجات الطبقة المهمشة لم يخل بين ثناياه من إحالات سياسية تعبر عن مناهضة الاستبداد .
وتحدث العرض عن شخصية فتاة ضريرة محرومة من البصر تدعى “غبيشة” (تصغير غبشة وتعني الفجر) الا ان قلبها يعتمر بالبصيرة تعيش مع والدتها في مجتمع قروي صغير يحكمه زعيم قبلي يتحكم في مجريات الامور فيه واحوال ناسه ومختلف سياقاتهم الحياتية حتى ما يتعلق بخصوصياتهم الشخصية كما يتلف ابارهم التي يملأ منها السقاؤن الماء ليبيعوه على اهل القرية.
وتتوالى سياقات الحكاية وتداعياتها عندما تحرض الفتاة الضريرة ذات البصيرة اهل القرية على ذلك الزعيم المستبد وتبدأ بانارة درب حريتهم لهم وحصولهم على حقوقهم ما يدفع بتصادمها مع ذلك الزعيم الذي لا يرحمها ويعمل على قطع لسانها في المشهد الختامي للعرض.
وفق المخرج الملا تقديم عرضه في لوحة فنية بصرية موسيقية حركية راقية، جاء معبرا عن رؤية إخراجية موفقة تعي جيدا كيفية توظيف مختلف تفاصيل وعناصر السينوغرافيا لتتواصل مع المتلقي مشكلة بمجملها فضاء مسرحيا يعكس مضامين العرض المسرحي.
وتجلت عناصر السينوغرافيا، في العرض الذي لم يخلو من الكوميديا الخفيفة لشخصيات تابعي الزعيم والكاريكاتورية لحراسه، بكل تفاصيلها من توزيعات لقطع الديكور المتحرك والاداءين الحركي والتعبيري الراقص والتشكيلات الحركية والجسدية مع المحافظة على “الميزانسين” علاوة على الاضاءة والاهازيج والاغاني التراثية والازياء والاكسسورات بحيث شكلت محمولات للعرض عبرت عن مدلولات ومضامين عميقة.
كما نظمت ادارة ايام الشارقة المسرحية ليلة امس احتفالا للوفود العربية المشاركة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح تخلله تقديم لوحات مسرحية والقاء قصائد شعرية وعزف وغناء.
وتختتم مساء اليوم فعاليات ايام الشارقة المسرحية في دورتها الـ27 باعلان نتائج الجوائز للعروض المسرحية.