عروبة الإخباري- دعا المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا السبت كلاً من طهران وموسكو، أبرز حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة، إلى بذل “جهود طارئة” للحفاظ على وقف اطلاق النار، في ضوء التصعيد العسكري الاخير، لضمان استمرار مفاوضات جنيف.
ووجه دي ميستورا، وفق بيان عن مكتبه الاعلامي، رسائل إلى كل من وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا، ناشدهم فيها “بذل جهود طارئة للحفاظ على نظام وقف اطلاق النار” الساري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول/ ديسمبر ويتعرض لخروقات كبيرة تصاعدت وتيرتها في الايام الاخيرة.
وشدد على أن “الجهود المشتركة لايران وروسيا وتركيا لضمان (استمرار) وقف اطلاق النار، ضرورية لتحسين الظروف على الأرض والمساهمة في ضمان بيئة مساعدة لعملية سياسة مثمرة” في جنيف.
ويسري على الجبهات الرئيسية في سوريا وقف لاطلاق النار، تم التوصل اليه برعاية روسيا وتركيا. وشارك طرفا النزاع اثر ذلك في ثلاث جولات محادثات استضافتها استانا برعاية البلدين وانضمت اليهما ايران. وبحثت الجولات تثبيت وقف اطلاق النار.
واندلعت معارك عنيفة منذ الاحد بين القوات الحكومية والفصائل المقاتلة بينها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) اثر هجوم شنته في شرق دمشق، قبل ان يعلن الجيش الجمعة استعادة المواقع التي خسرها. كما تدور معارك مماثلة بين الطرفين منذ ايام في ريف حماة (وسط).
وقتل السبت 16 مدنيا في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية لدمشق، جراء قصف جوي نفذته طائرات لم يتضح اذا كانت سورية ام روسية وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعتبر دي ميستورا ان “تزايد الخروقات خلال الايام الماضية يقوض نظام وقف اطلاق النار” ويؤثر سلبا على “زخم العملية السياسية” المستمرة في جنيف.
وانطلقت الخميس جولة خامسة من مفاوضات السلام الصعبة على وقع التصعيد العسكري. والتقى دي ميستورا جميع الوفود المشاركة في المفاوضات السبت.
وتبحث هذه الجولة جدول أعمال “طموحا” من اربعة عناوين رئيسية “بشكل متواز″، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.
واوضح دي ميستورا الجمعة انه ترك للوفود حرية اختيار البند الذي ستبدأ ببحثه لكنها ملزمة ببحث كافة بنود جدول الاعمال.
واستهل دي ميستورا لقاءاته السبت مع الوفد الحكومي السوري الذي غادر من دون الادلاء بأي تصريح. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” أن الوفد قدم “ورقة حول مكافحة الارهاب”.
وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري اعلن الجمعة انه اتفق مع دي ميستورا على مناقشة هذا البند السبت انطلاقا من التطورات الميدانية.
وشن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري في مؤتمر صحافي اثر لقاء دي ميستورا السبت هجوما عنيفاً على دمشق.
وقال “من يدعي زورا وكذبا محاربته للارهاب ويطالب بمناقشة مكافحة الارهاب، يرتكب اليوم مجزرة بشعة بحق اهلنا المدنيين” في اشارة الى القصف على حمورية.
واكد تمسك وفده “بالحل السياسي” للنزاع، لكنه حذر من أن “استمرار التصعيد العسكري من النظام وحلفائه يجعل لزاما علينا ان نقوم بالدفاع عن النفس والرد بالمثل”.
ودعا الحريري المجتمع الدولي الى اتخاذ “اجراءات تحمي المدنيين وتمنع النظام وحلفاءه من استمرار الجرائم المستمرة منذ اكثر من ست سنوات”.
وبحث وفد الهيئة مع دي ميستورا لليوم الثاني على التوالي مسألة الانتقال السياسي، الذي تعده مظلة شاملة لكل العناوين الاخرى الواردة في جدول اعمال المفاوضات.
والتقى دي ميستورا السبت وفدا من منصة موسكو التي تضم شخصيات قريبة من روسيا، ووفدا من منصة القاهرة التي تضم معارضين ومستقلين.( ا ف ب)