عروبة الإخباري – افتتح رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا فعاليات يوم اللغة العربية الذي أقامه قسم اللغة العربية في الجامعة بعنوان “دور اللغة العربية في ضبط ظاهرة العنف”، في المسرح الرئيسي في حرم الجامعة.
وقال المولا في كلمة الافتتاح “مرت عصور كانت العربية فيها لغة الحكم والعلم ولغة السياسة والحضارة والأدب، وكان أبناؤها يعتزون بها، وينهلون من معينها، ويضيفون إليها حتى تتسع لحاجات الحياة الجديدة ولألوان العلوم المختلفة”، مضيفًا “إن اللغة التي نجتمع لنحتفي بها في هذا اليوم هي نفسها التي نقلت فكر اليونان وعلومهم وحكمة الهند والصين ونظم الفرس الاجتماعية والإدارية”.
وأضاف المولا “لقد أحب أسلافنا لغتهم وآمنوا بقدرتها فقدموا لها اهتمامهم ما جعلها أكثر غنى، وأوفر قدرة، أما نحن فقد آثرنا السلامة، وخشينا من بذل الجهد، واكتفينا بأن ألقينا عجزنا على اللغة، وحملناها مسؤولية نحن أصحابها وهي بريئة منها”.
وقال عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور محمد العناني إن الاحتفال بيوم اللغة العربية “يأتي متجاوبًا مع مطلب المنظمة العالمية للتربية والتعليم “اليونيسكو” الداعي لأن يكون للغة القومية يوم واحد في السنة تسلط الأضواء فيه على أهمية الدور الذي تلعبه اللغة القومية في حياة الأفراد والجماعات ويوجه الاهتمام فيه إلى بيان الصلات الوثيقة التي تربط اللغة بالفكر والعاطفة والثقافة والوجدان”.
وقال العناني إن إعلان “منظمة اليونيسكو أن يكون يوم الحادي والعشرين من شباط يومًا دوليا للاحتفال باللغة الأم جاء تخليدًا لذكرى وفاة أربعة طلاب من جامعة دكا في بنجلادش دفاعًا عن لغتهم الأم البنغالية، ومنذ ذلك اليوم وأقطار العالم تحتفل باليوم الدولي للغة الأم”، مشيرًا إلى أن “هذا اليوم أصبح يوم عطلة رسمية في بنجلادش تلقى فيه الزهور والورود على النصب التذكاري للشباب الأربعة الذين قتلوا دفاعًا عن لغتهم الأم البنغالية”.
وقال رئيس قسم اللغة العربية الدكتور عاطف كنعان إن جامعة البترا تتشرف باستضافة “نخبة من الأساتذة الأجلاء ذوي الخبرة والمعرفة الذين تشغلهم قضايا اللغة العربية وتداولها، فلم تعد اللغة العربية هم المتخصصين فحسب إنها همّ المؤرقين جميعًا بضعف أبنائهم وتغول الإنجليزية ومظاهر العولمة اللغوية المتعددة”، مضيفًا “غايتنا أن نؤسس لخطاب علمي معرفي جديد في النظر إلى اللغة العربية إنه خطاب يتجاوز السطحية والاجترار إلى استكشاف وجوه خفية في علاقة العربية بالمجتمع، فليست اللغة العربية لغة التنزيل العزيز والشعر الفصيح فحسب إنها لغة المعرفة العلمية الدقيقة ولغة الفن الراقي الأصيل غناءً وإنشادًا وتصميميًا وعمارة وتمثيلاً”.
وتوزعت جلسات يوم العربية على جلستين الأولى بعنوان لغة العنف في أدب الأطفال تحدثت فيها الدكتور رزان إبراهيم عن الاثار الإيجابية والسلبية التي يمكن لأدب الطفل أن يشكلها في نفسية الطفل، وقالت إبراهيم “بتنا نلاحظ عليهم ميولا باتجاه سلوكيات عنيفة يمارسونها حين يجدون أنفسهم عاجزين عن تحقيق ما يريدون بطرق سلمية”، مضيفة إن هذا الأمر استدعى تخصيص جلسة تستعرض من خلالها ما يمكن أن يقدمه الأدب في هذا الجانب سلبا أو إيجابا.
فيما ناقشت الجلسة الثانية دور علم اللغة النفسي في كبح ظاهرة العنف، تحدث فيها كل من الدكتور محمد بني يونس والدكتورة منى السين من الجامعة الأردنية والدكتورة زهرية عبد الحق من جامعة الإسراء.