عروبة الإخباري – يعود الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلى منزله «فيلا هليوبوليس» في مصر الجديدة شرق القاهرة، المواجهة لقصر «الاتحادية» الرئاسي، المقر الرئاسي في مصر. لن يفصل مبارك عن قصر الحكم إلا بضعة أمتار. ومن شرفات فيلته تُمكنه رؤية القصر المنيف، وسماع دوي صافرات مواكب التأمين الرئاسية، لكن «الاتحادية» بات مقراً بعيد المنال وإن بدا قريباً. الإطلالة على القصر ربما تمنح الرئيس السابق فرصة لاستعادة ذكريات مضت.
التدابير الأمنية سبقت مبارك إلى «الفيلا الرئاسية» في هذا الحي الراقي، حيث مقر الإقامة المنتظر للرئيس السابق، الذي بات طليقاً بعد 6 سنوات من تنحيه عن الحكم، وما أعقبه من ملاحقات قضائية.
ووفق المحامي فريد الديب الذي تولى الدفاع عن مبارك وأسرته أمام المحاكم، سينتقل الرئيس السابق من مستشفى عسكري مطل على كورنيش النيل في حي المعادي إلى الفيلا في غضون ساعات.
قوات الأمن تطوق بالحواجز والمكامن محيط القصر من كل الاتجاهات، ولم يعد مسموحاً للمارة بدخول شارع حليم أبوسيف، إلا للسكان فقط أو للقادمين بناءً على إخطار مسبق من أحد السكان.
ومساء أول من أمس، انتشرت المكامن المتحركة في محيط شارعي «الخليفة المأمون» و «الميرغني»، وأغلق شارع حليم أبوسيف بالحواجز من الاتجاهين، وانتشر عشرات الضباط والجنود وآليات أمنية أمامه وقربه، حتى أنه بدا ثكنة عسكرية أكثر تحصيناً من «قصر الاتحادية» المواجه له مباشرة.
ويضم الشارع المُغلق فيلا كان يملكها نائب الرئيس، رئيس الاستخبارات العامة الراحل عمر سليمان، وقصر «العروبة» الذي كان مُخصصاً لإقامة بعض ضيوف البلاد. ويظل محيط الفيلا الأكثر تحصيناً في العاصمة المصرية، بحكم إقامة مبارك وأسرته فيها منذ عقود، حتى أنه تم تغيير خط سير مترو سطحي كان يمر قربها، وإغلاق محطة للوقود عند ناصية الشارع، كاحتياطات أمنية.
عاش مبارك سنوات في شقة في شارع متفرع من شارع الأهرام في مصر الجديدة، ولما تولى قيادة القوات الجوية قبل حرب تشرين (أكتوبر) من العام 1973 نُقل إلى شقة في شارع الحجاز، في الحي ذاته، ومنها إلى الفيلا المواجهة لقصر الحُكم، بعد توليه منصب نائب الرئيس، وظل مُقيماً فيها إلى أن أقلته طائرة عسكرية عصر 11 شباط (فبراير) 2011 من «قصر العروبة» إلى شرم الشيخ، بعدما خططت الحشود الغاضبة لحصار «الاتحادية».
الفيلا الرئاسية ذاتها كانت موضوعاً لتحقيق قضائي مع سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق، فبعد 4 شهور من إطاحة مبارك وفيما كان محتجزاً في مستشفى شرم الشيخ، ونجلاه في سجن طرة، فُتح ملف بيع شركة تتبع جهة سيادية تلك الفيلا إلى سوزان مبارك، وصدر قرار بحبسها، لكن تم إطلاقها بعدما وقعت توكيلاً قانونياً لنائب رئيس جهاز الكسب غير المشروع يتيح له رد تلك الفيلا إلى ممتلكات الدولة. في تلك الفترة كان خالد وطارق ثابت نجلا منير ثابت شقيق سوزان مبارك، يتوليان شؤونها حتى استقرار أحوال العائلة الرئاسية السابقة.
سيكون مبارك بعد انتقاله إلى بيته الأثير، محوطاً بإجراءات أمنية صارمة، وربما تتوارى أخباره عن الإعلام بعد سنوات من الانشغال بمتابعة وضعه القانوني، ليُمنح فرصة لقضاء أوقات وسط أحفاده في قصري نجليه علاء في ضاحية القطامية وجمال في التجمع عند أطراف القاهرة، ويملك الأول شقة فاخرة في شارع نهرو القريب من فيلا والده، لكنه تركها للإقامة في التجمع الأكثر هدوءاً وأمناً.(الحياة)