عروبة الإخباري – لايزال الإعلام الإيراني منشغلا، بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العراق، رغم مرور أيام على هذا التحرك الدبلوماسي الأول من نوعه منذ عقود.
زيارة الجبير للعراق لاقت اهتماما كبيرا وتناولها المحللون السياسيون بالكثير من النظر مؤكدين أنها قد تساعد بشكل كبير في ذوبان الجليد بين العراق والسعودية، وربما تمهد لعدم ترك بغداد بين أحضان طهران في الوقت الذي تراجع فيه تنظيم “داعش” نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها في الموصل الأمر الذي يجعل الفرصة سانحة أمام طهران لمزيد من التوغل في المنطقة وفرض سيطرة أكبر أو وصاية غير معلنة على بلاد الرافدين.
المعسكر الإيراني
في المعسكر الإيراني بدا الأمر مختلفا حيت تناثرت سحب القلق في أجواء طهران وهي التي كانت تراهن على بث الفرقة والخلاف بين “الأشقاء العرب” ليتاح لها مزيد من التوسع والتوغل في المنطقة في ظل تحالفها مع روسيا للتواجد في سوريا وتأجيج التوتر الطائفي باسم الوقوف مع النظام السوري.
هذا القلق دفع صحيفة “سياست روز” الإيرانية لوصف الزيارة بأنها دعم سعودي واضح للسنة في العراق ومحاولة لإعاقة التواجد الإيراني الشيعي وأن على إيران أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد، إضافة لما أشار إليه الكاتب السعودي محمد السلمي من أن طهران تخشى ما نشرته عدد من وسائل الإعلام الغربية مثل صحيفة “وول ستريت جورنال” التي ساقت في معرض تحليلها للموقف وجود تنسيق أمريكي خليجي لإيجاد منظومة على غرارحلف الناتو لتكون حائط صد أمام السلوك العدائي الإيراني في الشرق الأوسط ، إضافة لخوف إيران وقلقها من تقارب سعودي تركي أمريكي سوف تتحتم معه معالجة الموقف في سوريا والعراق الأمر الذي يهدد مصالح إيران وروسيا معا في سوريا ويقطع الطريق عليهما للاستفادة من الوضع القائم هناك.
موسكو تدخل على الخط
موسكو من جهتها دخلت على الخط وسط هذه الأجواء، من خلال المبادرة الروسية التي أعلنها نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف الذي أكد استعداد موسكو للوساطة بين إيران والسعودية لإنهاء الخلاف الواقع بينهما، في تصريح جاء بعد أيام قليلة من زيارة الجبير للعراق.
بوغدانوف أكد وجود اتجاه روسي وخطوات مؤكدة لاستضافة حوارات عربية إيرانية خاصة مع السعودية لتقريب وجهات النظر وفض الاشتباك حول العديد من النقاط الخلافية بين البلدين رغم تراكم الأزمات التي أصرت عليها إيران وعملت على تنميتها منذ عقود طويلة، معربا عن رفضه لمن يتهمون موسكو بالتحالف مع الشيعة ضد السنة في إشارة إلى تحالف موسكو مع إيران وسوريا.
ورغم علم الروس أن وجود إيران في سوريا ومساندة النظام السوري يعد نقطة خلافية جوهرية بين الرياض وطهران إلا أن بوغدانوف قال إن انسحاب إيران من سوريا لن يتم قبل التوصل إلى تسوية نهائية الأمر الذي دفع محللين إلى القول إن مساعي موسكو للوساطة بين الرياض وطهران ليست إلا محاولة لتشتيت الجهد السعودي ومنعه من محاصرة التواجد الإيراني في العراق وضرب التحالف السعودي الأمريكي ضد طهران وأطماعها.