عروبة الإخباري – تناول الدكتور صائب عريقات امين سر اللجنة التنفيذية في تصريح صحفي الوضع السياسي العام والمتغيرات التي بدات تحدث في المنطقة والعالم بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية.
وتحدث عن الرئيس الامريكي دونالد ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة ، والذي تسلم الرئاسة قبل 40 يوما ، فقال : اذا ما اخذنا شخصيته كرجل اعمال ودرسناها وحاولنا التعرف عليها واستقراء شخصيته الان ، وما قد يحدثه كانعكاس على رئاسته ، فذلك سيكون خطا ، لان دراسة شخصية رجل الاعمال ليست كرئيس دولة ، ومن السابق لاوانه اطلاق الاحكام في هذه المرحلة المبكرة.
لكن هناك مؤشرات حيث الفرق بين خطاب التنصيب للرئيس ترامب في 20 ينايرالماضي وخطاب الرؤساء في امريكا حيث يشكل ويرسم الفلسفة والسياسة ، وهذا الخطاب يعمل عليه فريق الرئيس لاكثر من شهرين ، والخطاب هو اسس وركائز وفلسفة وسياسات مرحلة الاربع سنوات القادمة ، واذا ما قارنا بين خطاب ترامب واطلعنا على خطابات التنصيب لكل من الرؤساء السابقين منذ الرئيس ترومن 1049 ثم ايزنهاور ، كندي سنة 1961، جونسن ، نكسون ، فورد ، كارتر ، ريغان ، بوش الاب ،كلنتون ، بوش الابن ثم اوباما ، فنجد ان العوامل المشتركة في خطابات 12 رئيس سابقين ل ترامب تشتمل على عوامل مشتركة : منها مبدا العدالة الحرية والديمقراطية والتجارة الحرة وحقوق الانسان ، التحالفات ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، الحد من انتشار الاسلحة تحت مظلة الامم المتحدة.
وكل هذه المبادئ تحدد الحلفاء وتحدد الخصوم والتحالفات ،ولكن نقاط الارتكاز في السياسات الخارجية تقوم على اساس التحالفات القوية لتمكين الديمقراطية والعدالة والبنى التحتية كطريقة حياة ، وايضا الحديث عن والسلاح والعسكر، اما ترامب فلم يذكر ذلك ، انما تحدث عن وضع امريكا بمفهوم ان حدودوها ضائعة واقتصادها يخرج الى الخارج وجيشها ينهار،ويجب اعادة بناء امريكا ، (وامريكا اولا ) ولنعيد لامريكا عظمتها ، وذلك من خلال اعادة بناء المصانع والبنى التحتية وتقوية الجيش حيث بنينا جيوش العالم على حساب جيشنا وصناعات العالم على حساب صناعاتنا.
واذا نظرنا الى تجارة امريكا الدولية ، حيث الوظائف تعتمد على التصدير، فاننا نجد ان العجز في الميزان التجاري للولايات المتحدة في نهاية 2016 وصل الى 734 بليون دولار، و تجارتها مع 15 بلد في العالم تشكل 75% من تجارة امريكا مع العالم ولا يوجد فيها بلد عربي واحد، والعجز التجاري لصالح الصين 342 مليار دولار سنويا، وتجارة امريكا مع الدول العربية مجتمعة بلغت 108 مليار دولار سنة 2016، الفائض لصالح امريكا 26 مليار دولار ، وان 22 دولة عربية تتساوى مع تجارة امريكا مع كوريا الجنوبية فقط ، حيث تبلغ 112 مليار دولار، وهنا نوضح ان الدول العربية ستعكف على التقرب من ترامب من خلال تحسين وتقوية التجارة والصناعة الامريكية حسب رؤية ومخطط ترامب، من اجل خلق وظائف في امريكا ودعم الصناعات الامريكية وزيادة حجم صادرات الولايات المتحدة ، وذلك على حساب اوروبا وروسيا .
ان فوز ترامب ادى الى بزوغ فجر وتقوية وصعود اليمين المتطرف في اوروبا كما حصل في فرنسا والمانيا وهناك انتخابات وامتحان في هولندا خلال هذا الشهر ويمكن ان يفوز اليمين المتطرف ، حيث ان المرشحه ليبان اذا فازت فقد تنسحب فرنسا من الاتحاد الاوروبي وتلغي العملة الموحدة، كذلك اعلن ترامب ترشيح شخص غير مرغوب به كسفير في الاتحاد الاوروبي وهو من ساهم في زمن الرئيس ريغان بانهيار الكتلة السوفييتية .
هناك متغيرات هائلة لا يمكن انكارها، ولكننا كطرف فلسطيني لم تنقطع اتصالاتنا مع الادارة الامريكية الجديدة على مختلف المستويات منذ 20 يناير ، حيث قام رئيس المخابرات الفلسطينية الاخ ماجد فرج بعقد لقاءات واتصالات بنظرائه في الولايات المتحدة ، ثم جاء رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية والتقى بالسيد الرئيس محمود عباس في رام الله ، ونحن كطرف فلسطيني كما قال السيد الرئيس سنتعامل مع ادارة السيد ترامب بكل ايجابية ، على برنامج خيار حل الدولتين على الحدود 67 ، خيار عملية سلام ، استيطان غير شرعي ، وان نقل السفارة الامريكية او غيرها يعني القضاء على عملية السلام، مواقفنا معروفة وواضحة جدا، ونقلت الرسائل للادارة الامريكية بشكل واضح ومحدد، نحن جزؤ من اقليم يشهد ظاهرة داعش وغيرها من الظواهر الارهابية، نحن ضد الاساءة الى الاسلام وللدين الاسلامي الحنيف نحن جزؤ لا يتجزا من الحرب على الارهاب في هذه المنطقة ، ولكن الذي يريد الانتصار على داعش وارهاب داعش عليه ان يبدا بتجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي، انه هو اعلى انواع الارهاب , لا فرق بين مجرم يقتل صحفي باسم داعش في سوريا والعراق ومجرم يحرق طفل الرضيع علي دوابشة وامه وابيه واخيه في دوما , هذه ثقافة الابارتهايد وثقافة الكراهية , نتنياهو يقول دعونا نحارب الارهاب في المنطقة , لكنه لا يحارب الارهاب بل يحاربه الجندي العربي المسلم ,الجندي العراقي والجندي السوري والاردني , والذي يقتل في محاربة داعش هو الجندي العربي والمسلم,ولا علاقة لاسرائيل في محاربة الارهاب في المنطقة كما يحاول الترويج له في الاعلام في وكالات الانباء الاجنبية خاصة , اذن نحن الان لن نستبق الاحداث بالنسبة للرئيس ترمب بل سندرس كل هذه الظواهر ونحاول تجميعها ونحللها الى عناصرها الاوليه .
نحن لسنا ضد استاناف المفاوضات على الاطلاق , نحن مع حل السلام نحن مع حل الدولتين , وخيارنا الوحيد كما قال السيد الرئيس محمود عباس هو خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67 على الحدود المتفق عليها ، دولة فلسطين وان تكون القدس الشرقية عاصمة لها , لتعيش بامن وسلام مع دولة اسرائيل على حدود 67 ووضع وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى راسها القضايا المتعلقة باللاجئين والاسرى استنادا الى قرارات الشرعية الدولية كافة ,هذا موقفنا, وهذا ثابتنا .
الرئيس عباس كان في اوروبا قبل ايام قليلة في جنيف (مجلس حقوق الانسان ) وكان الضيف الرئيسي في اجتماعهم السنوي والتقى مع الامين العام للام المتحدة , والتقى مع عدد من المدراء العامون للمنظمات الدولية, والتقى مع الامين العام لمنظمة الحصرية الفكرية، وهذا مؤشر بان فلسطين الان لها خصوصية وشخصية ومكانة قانونية بفعل قرار الجمعية العامة عام 2012 ان فلسطين دولة مراقب وان تكون عاصمتها القدس الشرقية, وبالتالي هي مكانتها دولة تحت الاحتلال ويحق لها الانضمام الى كل المنظمات الدولية وعددها 523 منظمة دولية ، وقد انضمت حتى الان الى 44 منظمة دولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية ، هذا مؤشر على مكانة فلسطين ، ولم تكن فلسطين معززة ومؤيدة دوليا كما هو عليه الحال الان ، 138 اعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 بالقدس الشرقيه عاصمة لها ، وتوجه قداسة البابا فرانسيس الشهر الماضي بحضور الرئيس محمود عباس بان رفع العلم الفلسطيني على سفارة دولة فلسطين داخل الفاتيكان ، وهي السفارة رقم 3 في الفاتيكان وهذه اشارة طيبة وذات مصداقية جدا ، وبناءا على طلب الرئيس عباس من البابا قام رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الولايات المتحدة بالطللب بعدم نقل السفارة الامريكية الى القدس ، وهذا ليس هين ، كما تم رفع العلم على الامم المتحدة هذه التراكمات هي التي ستقود الى انجاز الاستقلال الكامل .
بالنسبة لترامب في النهاية وكما كل الدول تسعى الولايات المتحدة الى تحقيق مصالحها ، وباعتقادي الشخصي ومن خلال تعاملي مع الادارات الامريكية المتعاقبة ، فان معيار تحالف امريكا مع اسرائيل فان هذا الحلف قائم ، اسرائيل دولة وظيفية ، تتقن القيام بوظائفها التي تكلف بها من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، وبالتالي ترامب ليس الحليف الاول لاسرائيل ، ولكن جميع الرؤساء امنوا بان حل القضية يكمن بحل الدولتين ، واول من اعلن عن ذلك هو الرئيس الامركي الابن، وقال ان قيام دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل هي مصلحة امريكية اسرائيلية عربية فلسطينية ،وعالمية ، واعتقد انه لن تحيد البوصلة عن المصالح .
ان تصريحات ترامب بان حل دولتين او دولة واحدة لا يفرق عنده ، هو امر مهم يجب ان نقف امامه ،ونحن لا نقبل خيار حل الدولة الواحدة ، واعلن جميع اركان الادارة الامريكية موقفهم مع خيار الدولتين ، وهذا ما ستكون عليه السياسة الامريكية ، تاثير نتنياهو لا يمكن التقليل منه ، فهو يحاول من خلال ادوات الاستيطان والمصادرة والقتل الوصول الى الهدف الاستراتيجي بقتل خيار حل الدولتين ، واستبداله بمبدا الدولة بنظامين ، اسرائيل من النهر الى البحر ، لها المكانة الامنية العليا، وكما ورد في وعد بلفور اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مع الحفاظ على حقوق الاقليات غير اليهودية في فلسطين ، وما يطرحه نتنياهو هو تنفيذ لما جاء في وعد بلفور بان هذه الاقليات لها الحق بالدين والسياحة والسفر ، ولكن ليس في الاستقلال ولا في اي رمز من رموز السيادة ، هو يسعى لتكريس الدولة بنظامين ، وهو النظام الحالي الابرتهايد ، والعالم ليس لديه القدرة في القرن الحادي والعشرين على قبول هذا الطرح ، لذلك فان خيار الدولتين هو خيار الشرعية الدولية والقانون الدولي ، وهو ما تتمسك به منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين .
ان اهم عنصر من عناصر الوطنية الفلسطينية الحديثة هي الوعي الفلسطيني ، هناك وعي في الوطنية الفلسطينية من ابناء شعبنا في القارات الخمس ، وعي كبير والجميع يدرك معنى الشرعية الدولية ، والقانون الدولي وما معنى ان تكون فلسطين جزؤ من مشروع عالمي لتحقيق استقلالها الناجز، نحن دولة محتلة كما كانت الكثير من الدول محتلة مثل النرويج وبلجيكا وفرنسا وكوريا والفلبين وغيرها ، فلسطين دولة محتلة ،وحتى تكسب العالم ، وعندما يطالب الرئيس عباس دول عديدة مثل بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال وايرلندا ومالطا ولوكسمبورغ يطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها ، فان قدمه صامدة على الارض ، لانه ملتزم بالقانون الدولي والشرعية الدوليه ، وهو جزؤ لا يتجزأ من العالم ، لا يستطيع الخروج عن هذه المسائل ، ان خيارنا هو خيار القانون الدولي والشرعية الدولية وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67.
الشعب الفلسطيني يسعى للبحث عن السلام، ويدفع الشعب الفلسطيني من دماء ابنائه ثمنا لارهاب الدولة المنظم الذي يشكل الارهاب الاسرائيلي اعلى مراتبه ، الشعب الفلسطيني يدفع بدم ابنائه باستمرار هذا الاحتلال الاسرائيلي البغيض ، وهو اكثر شعب يحرص على الامن والسلام والاستقرار الدولي ويريد السلام لكل دول المنطقة ، وفي جميع استطلاعات الراي هو مع خيار الدولتين ومع خيار الحل السلمي ، وهنا نتحدث عن جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج اينما كانوا وعددهم 12 مليون تقريبا في القارات الخمس .
منذ حزيران 67 ومن النهر الى البحر ،كان علم اسرائيل على البحر المتوسط وعلى نهر الاردن ، وهي فلسطين التاريخيه ، وبالتالي منظمة التحرير الفلسطينية بتاسيسها عام 1964 فان الهوية الفلسطينية كرست ، ميلاد منظمة التحرير كان ميلاد لاعادة دولة فلسطين الى خارطة الجغرافيا ، ولم يولد اي منا كابناء للشعب الفلسطيني الا لاعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا ، الاستيطان الى زوال ، الاحتلال الى زوال ، عمر بلدي اريحا التي اعيش فيها 10 الاف سنة ، فيها اثار كثيرة وعديدة حضارات وغزاة جاؤوا واندحروا ، كان النطوفيون هم الاساس 10 الاف سنة قبل 5500 سنة من قدوم يوشع بن نون من مصر ليحرق اريحا ، هذه هي الحقيقة على هذه الارض ، لذلك الصمود على الارض ، افضل الجامعات ، افضل مؤسسات تعليمية ، افضل مدارس ومشافي وافضل تخصصات ، خلق الوطنية الفلسطينية الجديدة بمفهوم انه وبمقدار ما يقدمه كل فلسطيني في مجال تخصصه بهدف اعادة فلسطين الى الخارطة ، هذه هي الوطنية الفلسطينية ، نريد ان يصمد ابناء شعبنا على ارضنا، وان يعمل ابناؤنا واحفادنا في ارض فلسطين، نريد البقاء .
نتنياهو ينفذ مشروع استيطاني لخلق حقائق على الارض، وهو يامل ان ينهار مشروع الدولة الفلسطينية ، اليوم هناك 51 % بين النهر الى البحر عرب فلسطينيون مسيحيون ومسلمون، وهناك 49 % يهود ، ماذا سيفعل نتنياهو؟ هو يملك القوة والسلاح والاف الدبابات والطائرات والسلاح النووي ، وكذلك يملك الدعم الامريكي في مجلسي الشيوخ والنواب، ماذا سيفعل بالشعب الفلسطيني ؟ غطرسة القوة والعمى السياسي ، ورجال السياسة ورجال القرار الذين اتخذوا من عبارة انكار الحقائق ينفي وجودها ، كان ورائها هلاك ودمار وحروب وعبثية لها اول وليس لها اخر عبر التاريخ .
ما يمر علينا الان في اسرائيل من قيادة تسعى الى تدمير البنى الفلسطينية ، وتدمير الهوية الوطنية الفلسطينية وخنق الشعب الفلسطيني ، واذلاله والتشكيك في قيادته صباح مساء ، عبارة ( ابو مازن ليس شريك ) تعمم عربيا ودوليا ، وفلسطينيا واقليميا وقاريا بشكل يومي ، لا لشيئ الا لتصدير التشكيك في شرعية القيادة الفلسطينية التي يراسها ابو مازن ، كل هذا وعندما اشاهد ان جندي اسرائيلي يعدم جريح عبد الرحيم الشريف في الخليل ، وتقوم المحكمة الاسرائيلية باصدار حكم بحقه لمدة سنة ونصف فقط ، فهذا اعطاء الضوء الاخضر للقتل خارج اطار القانون ، اعدامات ميدانية تتم وارهاب الدولة المنظم الذي تمارسه اسرائيل على شعبنا هدم البيوت وحصار قطاع غزة بحرا وبرا وجوا بوقوده ودواءه وغذاءه ، وفوق هذا وذاك يحاولون ان يلقوا بمسؤولية قطاع غزة خارج الاطار الفلسطيني ، القاء مسؤولية قطاع غزة على مصر ، لانه اذا القي الثقل الديمغرافي لغزة فهم يستطيعون الاستفراد في الضفة ، هكذا يفكر بينيت ، هكذا يفكر نتنياهو ، لذلك اذا اردنا ان ان يزول الاستيطان علينا بازالة اسباب الانقسام ، وتشكيل وحدة حكومة وطنية ، وقد عرض الرئيس ابو مازن على مشعل اثناء لقاء في قطر ، عرض حكومة وحدة وطنية ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وانتخابات فورية تقرر من الطرفين ، المسالة الان انه لم يطلب احد من حركة حماس ان تعترف باسرائيل ، ولكن اعضاء حكومة الوحدة الوطنية عليهم التزامات ومسؤوليات كما كل حكومات العالم ، اللعب على القضية الفلسطينية الان في غاية الخطورة ، بدا عندما قام شارون بفك الارتباط من قطاع غزة ، كان هدفه شق وفصل الضفه عن قطاع غزة ، لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني ، ادراكا منه ان لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة ، لذلك فان نقطة الارتكاز لصمودنا وبقائنا والحفاظ على وحدتنا الوطنية هو ازالة اسباب الانقسام .
واستغرب من الذين يصفوننا في خطاباتهم بطرفي الانقلاب ، هل انا طرف في الانقلاب؟ الذي قام بالانقلاب هي حركة حماس ، والمطلوب منه ازالة اسباب الانقلاب هي حركة حماس ، لقد اجريت انتخابات 2006 على قيود اوسلو ، لم ندعي اننا وصلنا الى استقلالنا الناجز ، الجميع يعرف ان انتخابات 1996 وانتخابات 2006 ، تمت بناءا على ما وقع عليه باتفاق مع اسرائيل في اوسلو، وفي الاتفاق الانتقالي عام 1995 ، وبالتالي يتم استخدم العبارات الكبيرة والشعارات العظيمة في الدين والمقاومة لتكريس هذا الانقسام البغيض ، اننا ندرك ان حماس هي جزء من حركة الاخوان المسلمين ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل ستكون لنا دولة فلسطينية مستقلة دون وحدتنا الوطنية ؟ دون ازالة اسباب الانقسام ؟ وعندما يعرض الرئيس محمود عباس حكومة وحدة وطنية ببرنامج منظمة التحرير ويقول للاخوة في حركة حماس، عندما نختلف نعود الى صناديق الاقتراع وليس الى صناديق الرصاص .
عندما تكون موسكو في دمشق ولندن في دمشق وباريس في دمشق وبكين في دمشق ، هؤلاء ليسوا في نزهة في سوريا ، لقد سقطت خارطة سايكس بيكو بعد مائة عام ، لم تعد قائمة ولا قادرة على الاستمرار ، ما يحدث في العراق وسوريا واليمن هو نتيجة لسقوط هذه الخارطة ، الان هناك خارطة جديدة قيد التكوين ، وما يقوم به الرئيس محمود عباس من جولات حول العالم من لقاءات في موسكو وواشنطن وروما وباريس وبروكسل وغيرها ، هو ليتاكد ان فلسطين على حدود 67 بعاصمتها القدس موجودة على الخارطة ، ومن اقام مؤتمر باريس ليس محمود عباس انما هو هولاند الرئيس الفرنسي ودعى 70 دولة واربع منظمات دولية في 1 يناير 2017 ليقول لابد من اقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 67 ، ولن ننتصر على داعش والارهاب بمعزل عن تجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي .
من العائق الان ان نتنياهو يقول مع من اجري السلام ؟ مع غزة ام مع الضفة ؟ اذن يجب ازالة اثار هذا الانقسام ويجب تحقيق حكومة الوحدة الوطنية فورا وبدون تردد لان هذه هي تضحيات شعبنا الفلسطيني هذه تضحيات مائة عام من الصمود واكثر ، جيل خلف جيل من الشعب الفلسطيني للحفاظ على هويته الوطنية ، على المشروع الوطني لاعادة فلسطين على الخارطة .
برغم كل معاناتنا ، لقد شرفنا الله بان كرمنا كابناء لشعب فلسطين وهذه ليست عنصرية ، لكن هناك قضية وحق ومقدسات وارض ندافع عنها وعن عروبتها وعن مقدساتها ، فصائل العمل الوطني تمثل السياسة الفلسطينية مجتمعة ، بما فيها حركتنا العملاقة فتح ، لم تولد الا لهدف اعادة فلسطين على الخارطة ، فلسطين والقدس اهم من عواصم العرب والمسلمين ، فلسطين والقدس لن تكون قربان يقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي في هذه المنطقة ، فلسطين اكبر بكثير ، اذا كان المعيار هو العالم واذا نظرنا الى خارطة العالم في الخمسة قرون الماضية فماذا نجد؟ كان هناك حرب سميت ( حرب 30 عام ) حروب دينية طاحنة في اوروبا ، اجتمعوا في ويست فاليا سنة 1648 وقرروا خارطة سار عليها العالم ، بعد حروب نابليون 1814 عقدت الدول الكبرى اجتماع في فينا ، واتفقوا على ما عرف بخارطة ميثاق فينا، وبعد الحرب العالمية الاولى سنة 1919 ، اجتمعت الدول في فيرساي، تشكلت عصبة امم وخارطة دولية جديدة ، وفي الحرب العالمية الثانية ، اجتمعوا في سان فرانسيسكو ، فنتج منظمة امم متحدة وخارطة دولية جديدة نشات عنها اسرائيل ، ومحيت فلسطين من الخارطة ، وبعد كل هذه السنوات من شطب فلسطين عن الخارطة ، وانتهاء الحرب الباردة ، خرج عن تفتيت الاتحاد السوفييتي 15 دولة جديدة ، 6 دول في يوغسلافيا لوحدها ، وانهارت المنطقة ، خارطة جديدة تشكل.
واست فاليا – فينا – فيرساي – سان فرانسسكوا ، خارطة جديدة تشكل للمنطقة وما يعيق وجود فلسطين عليها هو الانقسام الفلسطيني البغيض في قطاع غزة .
اما حول من يعمل تحت مسمى توحيد الفلسطينيين في الخارج ، فان منظمة التحرير الفلسطينة هي البيت المعنوي والسياسي ل 12 مليون فلسطيني ، وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، لا يوجد مصطلح فلسطينيوا الداخل واصطلاح فلسطينيوا الخارج ، اخوتي واخواني المنتشرون في العالم لهم الحق في ارث والدهم ، هم قصرا عاشوا في الخارج ، لا فرق بين فلسطيني يعيش في بيونيس ايرس او في الاسكا انكريدج او في اريحا وفي القدس و خان يونس ، في اي مكان في العالم ، الاجتماع في اسطنبول تحت ستار ان دور فلسطينيي الخارج تقلص ، من اعطاهم الصلاحية لتمثيل 6 مليون فلسطيني في الخارج ؟ يرفعون الشعارات البراقة ، اخواننا ايضا في الخارج ، وكانت منظمة التحرير في الخارج حتى 1993 ، لم يتم تسميتنا فلسطينيوا الداخل ، هذا كلام حق يراد به باطل وعندما تصدر قرارات عن هكذا مؤتمرات بالغاء ميثاق وقرارات اوسلوا الغاء خيار الدولتين، اذا الغت منظمة التحرير هذه الاتفاقية ، فهذا يعني شطب فلسطين عن الخارطة الدولية .
ان شعب فلسطين واع، ويعي معنى ما صدر في بيان عن مؤتمر اسطنبول، انا ادرك ان عددا كبيرا ممن حضروا المؤتمر ذهبوا بنوايا طيبة ، ويريدون انهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، وانهاء الانقسام ، لقد ورد ذلك في بيانهم ، ولكن انا احذر من ان هناك محرك !! كلما تمسكت منظمة التحرير الفلسطينية باقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 والقدس الشرقية عاصمة لها وبحل عادل لقضية اللاجئين استنادا للقرار 194، كلما فلتت علينا وقامت هذه المجموعات بمهاجمة القيادة الفلسطينية .
اذا اردنا ووافقنا على ما صدر في بيان عن مؤتمر اسطنبول بالتخلي عن مبدا حل الدولتين وتبني شعار الدولة من النهر الى البحر، والمقاومة بكل اشكالها ، ما هي النتيجة ؟ هذا يعني انهم يطالبون باعادة القضية الفلسطينية الى سياسة التبعية والالحاق التي كانت سائدة في هذا الاقليم ، ويقوم غيرنا بالحديث باسمنا ، لا ، اول كلمة قالها الرئيس عباس للعالم وبما فيها الادارة الامريكية الجديدة وغيرهم ، اسمعوا منا ولا تسمعوا من غيرنا ، وهي كلمة خالدة ، لا يعني ذلك التقليل من اهمية الاقليم ، او دول الاقليم ، على العكس تماما ، هناك علاقات مميزة مع كل دول الاقليم ، اذا تحدثنا عن دول سوريا والاردن ولبنان ومصر ، فان الحدود حدودهم والامن امنهم والقدس قدسهم واللاجئ لاجئهم ، هذه مصالح ، لم نقدم ورقة في تاريخ المفاوضات ولم نتسلم ورقة من الطرف الاسرائيلي للمفاوضات ، الا وعرضناها عليهم ، واودعت في الجامعه العربية .
لا يجوز اطلاق هذه التسميات بين فلسطينيي الداخل والخارج من قبل نفر فلسطيني ، لم تستخدم ابدا هكذا مصطلحات، وكانت منظمة التحرير في الخارج وكنا نستشهد من اجل منظمة التحرير ، لاننا كنا ندرك ان هذا النسر الفلسطيني بجناحيه لا يحلق بدونهما ( الداخل والخارج )، لماذا يتم عقد مؤتمر تحت هذه المسميات؟ نحن ندرك ان هذه الطلبات التعجيزية هدفها شطب منظمة التحرير الفلسطينية وان تبقى المنظمة في الخارج ، المنظمة باقية، وبرنامجها باقي، الى اقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، ناجزة الاستقلال كاملة السيادة، ولن نقبل تحت اي ظرف من الظروف سياسة الالحاق والتبعية ، وما يريدون تقديم اوراق الاعتماد للحديث باسم فلسطين ، هذا هو هدف هذه المؤتمرات ، كل هذا المؤتمرت ، يجب ان يعيد النظر من يقوم بها ، هذا ضرب للمشروع الوطني الفلسطيني ، وضرب للهوية الفلسطينية ، يصفون القيادة الفلسطينية بالقيادة التي شاخت والمتنفذة ، انها قيادة للفصائل الفلسطينية ، قدمت الشهداء والجرحى والاسرى ، اكثر من 6 الاف اسير على راسهم احمد سعدات ومروان البرغوثي وقيادات عديدة.
لابد من عقد المجلس الوطني الفلسطيني في اسرع وقت ، ونعلن لشعبنا الفلسطيني بان الرئيس محمود عباس الان مصمم على عقد المجلس الوطني الفلسطيني في اسرع وقت ممكن ، وهذا حق من حقوق شعبنا ، وسيكون مجلس وطني للسياسات ، وستجري انتخابات لمجلس مركزي جديد ولجان للمجلس الوطني ولجنة تنفيذية جديدة ، ويصعب عقد المجلس قبل القمة العربية في 29/3 الحالي ، والمطلوب من القمة والعرب دعم الاشقاء العرب لقضيتنا ، ومطلوب منا وضع البرنامج المحدد بما فيه عقد المجلس الوطني لنؤكد على ثوابتنا في القمة العربية ، كعرب نحن مع السلام كخيار استراتيجي ،سلامنا ليس باي ثمن ، دولتين على حدود 67 والقدس العربية عاصمة لدولة فلسطين ، حل قضايا الوضع النهائي كافة ، بما فيها اللاجئين والاسرى ، رفض الاستيطان واعتباره لاغي وباطل ولا يخلق حق ولا التزام ، والوحدة الوطنية ، ومساعدة فلسطين بالانضمام الى المؤسسات والهيئات الدولية ، وتحريك الملفات من المجلس القضائي الى محكمة الجنايات الدولية .
نحن لدينا في محمكمة الجنايات الدولية ثلاثة ملفات، ولاول مرة في تاريخ المحكمة يذهب رئيس دولة ، محمود عباس ، ذهب والتقي برئيسة المحكمة وسلمها الملفات بيده ، ولا يوجد ما يمنع المجلس القضائي في المحكمة الدولية من اطلاق التحقيق القضائي المطلوب ، تم تقديم ملف الاستيطان ، ملف للاسرى وملف للعدوان على قطاع غزة في صيف 2014 ، استكملت الملفات واجبنا على الاف الاسئلة التي وجهت لنا، وانا اتحدث بصفتي رئيس اللجنة العليا لمتابعة المحكمة الجنائية الدولية التي تضم في عضويتها كل الطيف الفلسطيني ، والمتحدث الرسمي باسمها هو الاخ الدكتور غازي حمد وهو من حركة حماس، وعملنا ونعمل كفريق واحد ، لذلك انا اقول ان الوحدة الوطنية ليست مستحيلة، وحكومة الوحدة الوطنية ليست مستحيلة ، نحن لم نولد كابناء للشعب وفتح وحماس الا لاعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا، اما ان نشتت طاقتنا وذاتنا ، وراء الهلوسه والشخصنه ، فلسطيني الداخل وفلسطيني الخارج .
و من الملاحظ انه كلما تشبثنا بثوابتنا يخرج علينا مؤتمر هنا ومؤتمر هناك ، لتشتيت طاقتنا التي يجب ان توجه في الاتجاه الصحيح .
نحن الان دولة ، شخصيتنا دولة ، والقرار 67/17 منحنا هذه الشخصية القانونية ، دولة فلسطين على حدود 67 بعاصمتها القدس الشرقية ، و ان اللجنة التنفيذية هي الحكومة المؤقتة لفلسطين والمجلس الوطني هو برلمان دولة فلسطين ورئيسه هو رئيس دولة فلسطين ناجزة الاستقلال كاملة السيادة .
عبر التاريخ ومنذ ان وضعت الحركة الصهيونية يدها على فلسطين ، كانت تعمل داخل فلسطين للتفرقة والتمزيق ، ولكن الوعي الفلسطيني وصل الى اعلى مراحل الوعي السياسي ، وكل هذه المحاولات البائسة للنيل من منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد ، للنيل من الهوية الوطنية الفلسطينية وللنيل من القرار الوطني الفلسطيني المستقل ، الى فشل وزوال ، ولكن لماذا نبذر هذه الطاقة و لمصلحة من نضيع هذه الطاقة ،نحن بحاجة الى كل جهد ممكن ، وليس الى تفتيت جهودنا لاضعافنا ، الطاقة الفلسطينية يجب ان تكرس لتعزيز صمود ابناء شعبنا ، لوحدة شعبنا ايا كان مكان تواجده ، نحن 12 مليون فلسطيني ، لافرق بين فلسطيني يعيش تحت الاحتلال وفلسطيني يعيش في نيكاراجوا ، الا بمقدار ما يقدمة الى مجتمعه في مجالات تخصصه لاعادة فلسطين الى الخارطة ، الذي يقدم للمسيرة الفلسطينية هو الفلسطيني ، يقدم بعلمه ومعرفته وتبرعاته وسخائه ومعلوماته وشرحه لقضيته الفلسطينية ، في اي مكان في العالم ، هذا هو المطلوب ، والى من يقول ان فلسطينيي الخارج مستثنيين ، نسالهم كيف ولماذا مستثنيين ؟ سنعقد مجلس وطني فلسطيني و74 % من اعضاءه هم اعضاء جدد.