عروبة الاخباري _ كتب سلطان الحطاب_ أتابع حديث الرئيس التنفيذي لشركة زين السيد احمد الهناندة بين الحين والاخر حتى تعليقاته على الفيس بوك وفصائل اخرى من شبكة الانترنت , وهو موجود في الاجابة حتى عن غلاء الاسعار وله مساهمات شعبية واراء قد تختلف معها وقد تتفق , لكنه حاضر .. وهو يؤمن ان على كل ادارة حكومية او اهلية .. محلية ام برأس مال اجنبي ان تشرح نفسها وان لا تضع رأسها في الرمل حين يبدأ قصف الاسئلة وتصبح الاجابة نادرة او غائمة او مضيّعة , فالرجل يؤمن بمقولة بيّن عذرك ولا تبين تقصيرك .
شخصياً تفاجأت بالارقام التي قدمها الهناندة في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية بترا , وهي ارقام صحية وصحيحة وتدعو الى التفاؤل وتعكس وضعاً صاعداً للشركة رغم ما تعانيه من اجراءات حكومية اصابت الشجر والحجر والبشر وكل شيء , فسياسة الجباية .. وحلب الافراد والمؤسسات على أشدها ومع ذلك نفذ الهناندة وما زال ينفذ من اقطار الاجراءات الحكومية بمزيد من العمل والتوضيح , وقد اظهر المزيد من القدرة والتجلد والصبر واقدم على القول انه يربح وقدم ارقاما نافرة فيها مسافة من الصعود عما كانت عليه زين الاردن في السنة الماضية , كما وعد المزيد من الانفاق لتظل زين في المقدمة وتظل متفوقة في مجالات عديدة , فالاستثمارات الرأسمالية في الشركة تصل خلال العام الحالي الى ( 84 ) مليون دينار , تصيب تطوير شبكات الانترنت عريض النطاق وهناك خدمات اخرى سننتظره للافصاح عنها وهو يقول ان الاستثمارات في الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية بلغ ( 370 ) مليون دينار منها عام 2016 ( 68 ) مليونا .
و اراد ان يكشف لنا في جرد حساب عن الحجم العام لمجموعة استثمارات الشركة المباشرة برقم ضخم وهو ( 2.2 ) مليار دينار منذ وضعت اعمالها في الاردن .
الهناندة في عام 2016 حقق ارباحاً اكثر من العام الذي سبقه وقدم رقمين ( 483 ) عام 2016 و ( 459 ) عام 2015 , والفرق في الربح هو طرح الرقمين وذلك زيادة وهذه الفروق هي ( 5% ) .
وفي كل الاوضاع بقيت الشركة تمسك بزخم مسؤوليتها الاجتماعية ولا تلغيها او تقلل منها كما فعلت كثير من الشركات الكبرى لمجرد ان احست ان ارقام ارباحها تتراجع قليلا , فكانت ان ضحت بحصة المسؤولية الاجتماعية .
و قد سجلت الشركة زين على نفسها انها تقدم ( 5% ) من ارباحها لهذه المسؤولية , وهي تصرف في وجوه عديدة وهنا نتمنى على ادارة زين ايلاء الثقافة والابداع فرصة اوسع في هذا الباب من الانفاق .
الهناندة باسم زين الاردن وباسم فريقه لم يتردد في وصف التنافسية في سوق الاتصال الاردني بالسلبية , فقد وصلت احيانا الى درجة من الاسفاف ( هذه الصفة من عندي ولم يقلها الهناندة ) فقد اكتفى في نقده ليوجهه الى القرار الاخير برفع الضريبة ولكنه كان صريحا مع المواطن المستهلك ليشير الى الجهة التي تقف وراء ذلك ويبرئ الشركة من اي رغبة في زيادة الكلفة على المواطنين , وقد ادرك المواطنون ذلك وعبروا عن ادراكهم , اذ ظلت الحكومات دائما تريد ان تكسر الزجاج دون ان يراها احد حين تتخذ اجراءات سلبية وقاسية وتعمد الى تحميل اطراف اخرى ذلك كما كانت تفعل مع التجار في كثير من الاحيان .
يدرك الهناندة بحكم خبرته ومواطنته وحتى سنه ( نسبياً ليس كبيراً في السن ) فهو من جيل من يطوعون المشتقات الالكترونية دون معاناة , ولذا يضع عينه على التحولات الجديدة في مجموع المستخدمين الذين غادروا الوسائل التقليدية الى الانترنت و تطبيقاته , وهذا من ابرز التحديات التي يعمل عليها ويستثمر فيه لتظل زين في المقدمة وقد التقطت الضرورات ولم تلجأ الى المحظورات .
اذن ادراك التحولات وحاجة الاجيال الجديدة وطبيعة التطور والطلب على المنتج الجديد جعلت الادارة عنده تتخذ خيارات جديدة وتواجه تحديات تترتب عليها كلف مالية , ومن هنا انحاز في النقاش والتصويت واتخاذ القرار في ادارته الى اطلاق خدمات زين فايبر ودافع عن ذك بالقول ( اصبح لا بد منها ) .
ما يخيف المستثمرين في الاردن او المتطلعين للاستثمار فيه هو عدم استقرار التشريعات , وهذه آفة كانت وما زالت وهي تعكس نفسها اكثر ما تعكس في غياب الاستقرار الضريبي , واستمرار الاعتقاد بتغيير الارقام في الضريبة كلما ضرب كوز الموازنة في جرة الدخل الحكومي !! .
اعتقد ان الحكومة تتصرف على طريقة ( يا خسارة بعد ان تعود قلة الاكل مات ) وهي قصة كليلة ودمنه التي تقول ان رجلا اغراه ان ينقص كل يوم من غذاء جمله حفنة , وقد رأى انه يوفر الى ان جاء يوم نهض فيه صباحا فوجد ان الجمل قد مات وقال مقولته هذه .
اذن على الحكومة اي حكومة ان تضمن ربحاً للمستثمرين لأن الشركات ليست جمعيات خيرية , ولا تخدعها الشعارات ولا حتى النشيد الوطني حين لا ينهض باحترامه الذين يعزفونه .
كان تحذير الرئيس التنفيذي واضحاً في القول بان انخفاض الربحية يعني انخفاض الاستمرار وهي لازمة طبيعية داعيا الى ضرورة الحفاظ على ريادة الاردن في قطاع الاتصالات وعلى قدرته على تصدير الخبراء والموارد البشرية وخاصة قدرة الاردنيين على تشكيل المحتوى الالكتروني ومساهماتهم الكبيرة والمتفوقة في جعل سوقهم والاسواق العربية في هذا المجال واعدة , مما يساعد على جذب الاستثمارات وصناديقها في هذا المجال وهو التكنولوجيا .
ما يجري من شغب على هذا القطاع واثخانه باجراءات وحمولات جديدة سوق يؤثر على التنافسية الاردنية خاصة ان متطلبات التنافس في عالم الغد ستكون اكبر وأقسى وباسلوب مبسط ومباشر , تحدث الهناندة في اكثر من جانب ولكن ظل كأردني يحرص على موقع الاردن في الاتصالات بما يوازي حرصه ان تكون زين من اكبر واهم المساهمين في ذلك , و من هنا جاءت جملته التقريرية ( ان زين كانت وما زالت داعمة للريادة وللابداع و المبدعين ) مشيرا بهذا الخصوص الى منصة زين الحاضنة للابداع .
وقدم في هذا المجال ارقاماً تبعده عن الغرق في الدعاية حين قال انها استضافت اي المنصة ( 600 ) فعالية وحدث خلال العام 2016 وهناك تطلع الى اتمام ( 25 ) شراكة استراتيجية في العام 2017 حتى يصل الى العدد ( 100 ) شراكة استراتيجية .
والدعم ايضا ذهب باتجاه التشجيع وشراء من شركات ناشئة بما وصل الى ( 100 ) الف دينار سنوياً , وهناك توجه بدأ تطبيقه في توسيع مظلة المنصة وفتح فروع لها في عموم المملكة , وخاصة في الجامعات الاردنية , ويوازي ذلك المزيد من الاستثمار في التدريب واتاحة الفرصة للشباب والشابات في هذا المجال وذلك بافتتاح مراكز جديدة ومنوعة.
المقابلة استقصت شراكة زين في اشراك نفسها في حسابات باسمها على مواقع التواصل الاجتماعي لتتواصل حقيقة مع المستهلكين .
وحتى يوظف الهناندة الكلام بالارقام ويكشف عن مزيد من الانجاز توقف عند التغطية ليجيب بصورة غير مباشرة على اسئلة الذين اشتكوا في الفترة الماضية من طبيعة التغطية بالقول .. ان التغطية في شبكاتها تتوسع وان الابراج تنتشر وخيمة زين لها ( 2700 ) عمود ( برج ) وهي اي هذه المظلة تشغل ( 6325 ) محطة عاملة لخدمات تبدأ من 2G الى 4G , وهي بذلك اي هذه الشبكة تغطي ( 97% ) من المساحات المأهولة بالسكان في الاردن , وهجوم الشركة الكاسح لتغطية كل الارض الاردنية المأهولة لا يقف في وجهه الّا صعوبة الطبيعة احيانا وعدم توفر الكهرباء , وهذا خارج عن رغبة زين وايضا عدم امكانية توفر مكان لنصب محطة الارسال .
الهناندة كفّى ووفى ولا اعرف لماذا فضل ان يتكلم مع الجمهور عبر وكالة الانباء وليس عبر مؤتمر صحفي ! هل بسبب ضغط الكلف ام عدم الحاجة لسماع مزيد من الاسئلة الخارجة عن الموضوع ؟ المهم هو قال ونشر التفاؤل بحال الشركة رغم الكلام الذي سمعناه من قبل حين اصاب الحكومة لوثة رفع الضرائب وقد احسسنا بالتشاؤم واعتقدنا بضغط ميزانيات الاستثمار في هذا المجال .