عروبة الإخباري- مع دخول معركة استعادة الساحل الأيمن من الموصل العراقية حيز التنفيذ، وما تلاها من تصريحات تركية عن أن وجهة عمليات “درع الفرات” ستكون مدينة الرقة السورية، فإن السؤال الملح هو إلى أين سيلجأ زعيم تنظيم ا”داعش” أبو بكر البغدادي بعد ذلك.
وعلى الرغم من أن الوقت لا زال مبكرا للتنبؤ بمصير تنظيم داعش وخليفته “البغدادي”، إلا أن هناك مدنا وبلدانا لازالت تمثل ملاذا آمنا بالنسبة للتنظيم قد يلجأ إليها للانطلاق منها في مرحلة جديدة، حسبما ذكر مراقبون.
المختص في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية إن “الوقت لازال مبكرا للحديث عن ذلك، لأن عمليات الموصل بالجانب الأيمن ستأخذ شهورا وربما تصل إلى نحو عام، وقد شهد المعركة تقلبات”.
واستدرك: “لكن بمشاركة هذا الحجم من القوات العراقية بمختلف تصنيفاتها في المعركة، ربما في النهاية سيضمحل تنظيم داعش ويجد نفسه مضطرا للانسحاب من الجانب الأيمن للموصل”.
وعلى صعيد التطورات في سوريا، قال أبو هنية إن “الأمور في سوريا أكثر تعقيدا، لأنه لا توجد قوات على الأرض، ومعركة الباب أثبتت أن القوات التركية غير فاعلة بهذه الصورة، إضافة إلى أن قوات غضب الفرات الكردية غير مؤهلة”.
وبالتالي، حسبما رأى الباحث الأردني، فإنه “لا ننتظر معركة قريبة في الرقة. الكل بانتظار ترامب، إذ أن هناك نظريتين هما: الاعتماد على قوات تركية، أم الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية، كلاهما وحده صعب، وتعاونها أيضا صعب”.
وأشار إلى أن “تحديد مصير التنظيم وخصوصا في الرقة السورية لازال صعبا، لأن المعركة معقدة وتحتاج إلى شهور التحضيرات، كما أنه لا توجد حتى الآن توافقات دولية وإقليمية بشأنها”.
وبشأن إمكانية انتقال أبي بكر البغدادي مع تنظيمه إلى دول أخرى، استبعد أبو هنية أن “ينتقل إلى أماكن أخرى لأن منطقة سوريا والعراق وصحراء الأنبار لا تزال فيها أماكن آمنة والتنظيم لديه الخبرة في ذلك”.
وأردف: “لكن التنظيم قادر على أن يتمدد في سيناء إلى القاهرة وينشط في مصر، وأن هناك مناطق فراغات في اليمن وليبيا رغم طرد التنظيم من سرت لكن لا يزال موجود في مناطق واسعة”.
وأكد أن “تنظيم داعش له انتشار أيضا في أفغانستان وفي آسيا الوسطى وفي غرب أفريقيا مع بوكو حرام، لكن لازال من المبكر الحديث عن مرحلة ما بعد تنظيم داعش، وقد يشهد عام 2017 تقدما للقوات العراقية، لكن في مناطق أخرى لا تزال الأمور تراوح مكانها”.
من جهته، قال الباحث في شؤون العلاقات الدولية الدكتور عمر عبد الستار إن “تنظيم داعش نشأ في ظل فوضى حدثت بالنظام الدولي بعد أن نُقضت دول بالمنطقة واحتلال العراق، إضافة للفوضى المحلية مثل اليمن، وسوريا، وليبيا”.
وأعرب عبد الستار عن اعتقاده بأن “ينتقل تنظيم داعش إلى المغرب العربي ومصر، في حال استقر المشرق العربي ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والصعود التركي السعودي، والتعامل مع النظام الإيراني الذي استغل صعود تنظيم داعش”.
وأوضح أن تنظيم داعش سيستهدف أنظمة الانقلاب العسكري ضمن الحرب الباردة، لأن وجود التنظيم في سيناء مصر وفي ليبيا، لافتا إلى أن مصر فقدت دورها الإقليمي وفقدت طبقتها المتوسطة وبقي الجيش.
وأردف الباحث العراقي: “إذا ضعف جيش مصر، فإن تنظيم داعش سيجد مكانا فيها وتنتقل مصر من عهد الدولة إلى اللادولة في فترة ما بعد ترتيب المشرق العربي، وقد يتنقل التنظيم أيضا من ليبيا إلى الجزائر، لأن نظامها من أنظمة حرب الدول البادرة”.
أما المكان الآخر، بحسب عبد الستار، فهو إقليم بلوشستان في إيران، إذا انفجرت الأمور فيه، وهو يصل إلى أفغانستان وباكستان والأخيرة محاذية للهند، معربا عن اعتقاده بأن “وجهة تنظيم داعش ستكون أيضا جنوب آسيا أو وسطها”.
وزعمت وسائل إعلام عراقية في 12 شباط/ فبراير الجاري أن زعيم تنظيم داعش، أبا بكر البغدادي، أصيب بقصف جوي على مدينة القائم المحاذية للحدود السورية من الجانب العراقي.
لكن مصادر محلية نفت في حينها تلك الأنباء بالقول: ” إن ما تم تداوله من أخبار عن إصابة البغدادي غير موثوقة، ولم يردنا أي نبأ عن ذلك”.
يشار إلى أن آخر ظهور لأبي بكر البغدادي، كان في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي في كلمة صوتية بعنوان “هذا ما وعدنا الله ورسوله”.( عربي 21)