عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب- اليوم يمكن قراءة كفاءة ادارة البنك العربي من منظور المعاينة على ارض الواقع فقد خلّصت قيادة صبيح المصري للبنك العربي من ادران وتراكمات الماضي التي جرى الاهمال في دفعها وتنظيمها اولا بأول حين كسبت هذه الادارة عن طريق العمل الجاد والحرص القضايا المرفوعة في الغرب على البنك العربي لصالحها.. فقد كانت السنوات 2014- 2015 سنوات عكست فيها ادارة البنك قدراتها المتميزة في المتابعة وتوظيف القضاء في انقاذ اموال البنك مما كان يستهدفها من خطط ودعاوى .
تنظيف سجلات البنك العربي من قضايا مفتعلة ضده استهدفت سمعته اعقبها الانطلاقة به بعيدا الى افاق ارحب واكثر جدوى في حصد المزيد من المكاسب ..
ولعل الصفقة الاخيرة وهي صفقة العصر للبنك العربي بكل ما تحمله من معان ودلالات لعلها تتوج مرحلة تبدأ الان في هذا الزخم الجديد والاندفاعة المحسوبة التي طال انتظارها..
لقد عانى البنك العربي من ممارسات سابقة لم تدرس , بما يكفي كما عانى من تدخلات ومحاولات ابتزاز وتهديد بنقل مركزه اضافة الى موروث اصبح ثقيلا لم يجر التخفف منه الا بقرارات حاكمة وجريئة كان اخرها الصفقة مع الحريري حتى يعود للبنك وهجه وتتجدد انطلاقته لمزيد من الاشواط..
ولعل هذه الخطوة الان كانت في الاصل في ذهن رئيس مجلس الادارة منذ اليوم الاول لتسلمه مهامه.. لكن تعقيدات المشهد الاقليمي وتداخلاته واختلاط السياسة بالاقتصاد في منطقة ظلت تُغلّب السياسة على الاقتصاد , وتغتال الاقتصاد بالسياسة هو ما جعل التروي عند هذه الادارة هو بيت القصيد , واسلوب التعامل حتى اذا ما سخن الحديد قام من يطرقه ويحقق نتائج هذه الصفقة بما نراه من انجازات ستحقق لاحقا.
العمل المصرفي يحتاج الى جُرأة في اتخاذ القرارات , اقول جرأة مدروسة حتى لا يعتريه الصدأ ويتعطل الدوران حين لا يقوم القرار المعالج للقضايا المعلقة.
فما الذي جرى؟ ولماذا هذه الصفقة؟ وماذا تمثل؟ وهل هي معالجة لوضع قائم شكى منه البنك ام قفزة استثمارية وثمرة جرى انتظار نضجها وحصاد حان وقت قطافة..
هذه اسئلة ستكون اجاباتها غدا الاحد في اللقاء مع الصحفيين حين نسمع الى صبيح المصري حتى لا نستبق او نضع كلاما على لسان الرجل الدقيق في تعبيراته وحتى لا نقوّله ما لم يقل او نبدو ملكيين اكثر من الملك في احكامنا.
البنك العربي ليس مجرد بنك , ولا حتى مجرد اموال مخزونة في خزائن هنا او هناك انه حالة اردنية متميزة لها علاقة بالسياسة والاجتماع والاقتصاد وحتى الهوية الوطنية وله جوانب عاطفية وتراثية كما يشكل عنوانا من عناوين كفاح الفلسطينيين الاقتصادي في سبيل رفعة رسالتهم .
الذين قالوا قبل يوم الاربعاء الماضي للسيد صبيح المصري ” اذهب واعقد الصفقة إنّا معك مستثمرون ” كانوا يدركون امانته واخلاصه وقدرته على ادارة هكذا صفقة لم يسبق ان عقد مثلها في الاردن, كما انهم اكدوا على قيادته وقدرته منذ تولى رئاسة مجلس الادارة قبل عدة سنوات وقد ورث في ذلك الجيل الثالث من شومان.
المصري سيبدو في المؤتمر الصحفي الاحد القادم ظافرا وسيقدم خلاصة معركة ان اردنا الصفة او تمرينا حيّا جادا وناجحا ان اراد الاقتصاديون الذين يجفلون من كلمة معركة استعمال كلمة التمرين .
وهذه الصفقة في اعتقادي مكسب جديد للاردن الوطن الحاضن لمركز البنك العربي.. وللمستثمرين الاردنيين والعرب الذين التقوا على ادارة واحدة مميزة.
يخرج البنك العربي من جملة من المعارك اكثر ثقة بدوره وقراراته فقد حاولت اطراف معادية لسمعته ودوره التاريخي وفكرة تأسيسه ان تضع العصي في دواليبه يوم حاولت اغراقه في مشاكل جانبية برفع قضايا ضده في الولايات المتحدة وبعد ذلك قبلت ادارته الحالية التحدي, وعملت ليل نهار وبوسائل قضائية شريفة على استعادة قوة البنك وتجنبه الخسائر وتنظيف سمعته ودفع الاتهامات الباطلة عنه وقد نجحت والا ما كان لها ان تنبري لعقد هذه الصفقة الكبيرة والهامة.
الحريري الآن يخلي حصة 20 % من قيمة البنك العربي مقابل اكثر من مليار ومائة مليون دولار اميركي ليقوم مستثمرون جدد بضخ دماء جديدة بقيادة مايسترو البنك صبيح المصري الذي راقب المستثمرون اداءه من قبل وفي اكثر من بنك و ميدان , وقد وصفوه بانه ما ان يضع يده على التراب حتى يتحول الى تبر , وهذه الصفة راودته طوال مسيرته وحتى حين كان يتعثر كان يستبدل ذلك بالابتسامة ويمضي لا تهزه عقبة او منحنى او عاصفة عابرة فقد كان يدرك ان الذي ياتي بالمال يستطيع ان يستزيد منه بالاستثمار , ويستطيع ان يحميه ايضا , وان النقود ليست عقيمة كما ادعى بعض الفلاسفة وانما منجبة وقابلة للتخصيب .
لم اكن اعرف ان احتجاب صبيح المصري وشبه اختفائه على الرد على المكالمات او المثول المباشر في الاماكن العامة او الانقطاع عن السفر ذو الطبيعة الخاصة منذ وفاة زوجته الراحلة العزيزة عليه ام خالد , كان بسبب توليد هذه الصفقه التي بقي يعمل فيها من موقع ” القابلة ” التي لم تخل مكانها لغيرها وبقيت تقف على المولود اخذا بالمثل القائل ( اللي بحضر ولادة عنزته بتجيب توم ) .
صبيح المصري لم يغادر واصر على تسجيل هدف نظيف في جول الاستثمار لصالح البنك العربي وكانه ينجز بذلك تقاعده المؤجل لمثل هذا اليوم .
نادى المصري في الاشهر القليلة الماضية على المستثمرين الذين يثق بهم لاتمام هذه الصفقة فجاءوه من كل حدب وصوب وبسرعة , وباموال اكثر مما طلب لثقتهم به , فقد جاءوا ليشهدوا منافع لهم على كل ضامر ومن كل فج عميق , وتركوا له ان يتمم عمله وشعارهم ” لو قطعت بنا ذلك البحر من الاستثمار لقطعنا معك ولن نترك فكرتك تخبو او تتراجع ” !! .
نادى المصري اولا على اهل وطنه وبيته فالاقربون اولى بالاستثمار , وبشر عشيرته الاردنية بفوائد من ذلك فكانت حصة الاردنيين من الصفقة 70% قدموها عن طيب نفس واثبتوا ان الاقتصاد الاردني مرن وما زال يعمل بكفاءة وخاصة في المجال المصرفي .
ضرب المصري ضربة في المرمى واصاب , وانعكس ذلك على الاقتصاد الاردني كلّه , فالبنك العربي كان وما زال احد الروافع الاساسية في الاقتصاد الاردني , ومؤشر واضح على عافيته وقدرته على المتانة و التكيف وتوفير الجاذبية .
يجدد البنك العربي بهذه الصفقة انطلاقته , ويدخل سباق المسافات الطويلة التي ظل يختارها دائما ويلفت الانتباه مؤكد مكانته في الاقتصاد العربي وترتيبه الدولي بين المصارف , ويستمر في استثمار سمعته الطيبة التي عرفت عنه لدى كل المحافل المالية والمصرفية الوطنية الدولية .
امام هذه الصفقة الناجحة لا يملك الا ان تمضي هذه الادارة ذات السمعة الطيبة في البنك العربي او التي جرى اختبارها بنجاح اكثر من مرة , الاولى حين تولت المسؤولية ونحجت , والثانية الان وهي تقفز بالبنك العربي قفزة واسعة الى الامام وسط ظروف صعبة ومعقدة على مستوى الاقليم ومصارفه .
انها اي الصفقة هدية الفالنتاين للمستثمرين والمساهمين في البنك العربي , هدية تجعل شركاء البنك العربي يدركون معنى المحبة والتعاون والعمل الجماعي ..
فهنيئا لكم حبكم لمصرفكم والى الامام .