عروبة الإخباري – قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة تكتسب اهمية بالغة لانها تأتي بظل وجود ادارة اميركية جديدة وزيادة الاوضاع السياسية في المنطقة تعقيدا.
واضاف ان الزيارة حملت بعدين اساسيين؛ سياسيا واقتصاديا، اذ تنبع اهميتها السياسية من الاحترام الذي يحظى به جلالة الملك لدى المجتمع الدولي الذي ينظر الى جلالته على انه الصوت الاكثر اعتدالا ومقدرة في تقديم الاسلام الحقيقي للغرب والتعريف به، وقوة في الدفاع عن قضايا الامة العربية وبخاصة القضية الفلسطينية.
واشار الى ان جلالة الملك، وبما يتمتع به من حضور دولي، استطاع خلال هذه الزيارة ان يلتقي بالادارة الاميركية الجديدة ابتداء من الرئيس دونالد ترمب ونائبه وعدد من اركان ادارته، اضافة الى العديد من القيادات في مجلسي الكونغرس والشيوخ، حيث وضع جلالة الملك الادارة الاميركية بصورة تطورات الاوضاع الاقليمية ولاسيما ما يتعلق بعملية السلام في المنطقة والازمة السورية وجهود محاربة الارهاب.
واكد الفايز ان جلالته شرح للادارة الاميركية كذلك، مدى خطورة التداعيات التي قد تنجم عن نقل السفارة الاميركية الى القدس والتي من شأنها ان تؤجج الصراع في المنطقة وتقلص فرص السلام وتعمل على زيادة العنف فيها وتسهم بايجاد بيئة خصبة للقوى الارهابية المختلفة، مؤكدا ان جلالة الملك استطاع خلال الزيارة ايجاد ردة فعل ايجابية لدى الادارة الاميركية الجديدة التي اكدت ان الاستيطان الاسرائيلي من شأنه ان يعيق عملية السلام في المنطقة والجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
كما اكد رئيس مجلس الاعيان، ان جلالة الملك ركز خلال اللقاء مع اركان الادارة الاميركية على ضرورة تكثيف الجهود الدولية المبذولة للقضاء على عصابة داعش المتطرفة والقوى الارهابية المختلفة، وانهاء الازمة السورية.
وشدد الفايز على ان اهم ما يميز زيارة جلالة الملك الى الولايات المتحدة، هو تأكيد الرئيس الاميركي الجديد على ان المسلمين هم ايضا ضحايا للارهاب، معتبرا ان هذا الموقف المعلن جاء على خلفية اللقاء مع جلالة الملك الذي استطاع اقناع الادارة الاميركية بان الاسلام هو الاكثر تضررا من خوارج العصر وان الارهاب لا دين له وانه يستهدف الجميع ويجب عدم ربطه بالاسلام.
وقال ان جلالة الملك هو اول زعيم عربي يلتقي الادارة الاميركية الجديدة، واستطاع بكل حكمة وحنكة ان يقدم الموقف العربي والاردني تجاه مختلف القضايا الراهنة في المنطقة وسبل واليات حلها، حيث اكد جلالته اهمية ايجاد تعاون دولي اميركي لانهاء هذه الصراعات عبر العودة الى عملية السلام، وتاكيد العديد من القيادات في مجلسي النواب والشيوخ الامريكي واركان القيادة الاميركية الجديدة على محورية دور الاردن في المنطقة وتحقيق امنها واستقرارها.
وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي للزيارة الملكية لواشنطن، بين الفايز، ان جلالة الملك نقل للادارة الاميركية تصوراته بشأن ضرورة الاستمرار في بناء شراكة حقيقة بين الاردن والولايات المتحدة الامريكية،مطالبا كذلك بزيادة المساعدات الاقتصادية للاردن، وهذا ما تم التأكيد عليه من قبل بعض اركان الادارة الاميركية للاستمرار في دعم الاردن اقتصاديا لتمكينه من الاستمرار بدوره المحوري في المنطقة كدولة راعية للسلام وتسعى الى الاستقرار وانهاء العنف.