عروبة الإخباري – كشفت “إنديفر الأردن” عن مخرجات استقصاء أجرته خلال شهر تشرين الثاني 2016 تحت عنوان “هجرة الشركات الأردنية”، بهدف تقييم مدى رغبة رواد الأعمال الأردنيين وأصحاب الشركات المحلية واستعدادهم لنقل مقرات أعمالهم الرئيسية أو عملياتهم، أو كلاهما، إلى خارج المملكة.
ووضّح الرسم البياني المنشور أهم الأسباب التي قد تدفع الشركات للانتقال إلى دول أخرى، مستعرضاً الآراء المختلفة لرواد الأعمال الذين شاركوا في الاستقصاء، حيث يظهر الرسم أن الحاجة للوصول إلى أسواق أكبر شكّلت أحد أهم الأسباب التي قد تستدعي رواد الأعمال للتفكير بالانتقال، فقد أعرب 74% من المشاركين في الاستقصاء عن رغبتهم بالانتقال لهذا السبب. كذلك أشار بعض أصحاب الشركات إلى مجموعة من التحديات الأخرى التي تواجههم محلياً، كالضرائب المرتفعة، وعدم ثبات التشريعات التنظيمية، ومحدودية فرص الحصول على التمويل، فضلاً عن القيود المفروضة على رؤوس الأموال.
وفي تعليقها على هذه النتائج، قالت رشا منّاع، المدير التنفيذي لـ “إنديفر الأردن”: “طرحنا السؤال التالي على رواد الأعمال: “إذا أتيحت لك الفرصة لتبدأ عملك من جديد الآن، فهل ستبدأه في الأردن؟” وقد أجاب ما نسبته 60% منهم بالنفي، الأمر الذي أثار دهشتنا”. وأضافت: “نواصل في “إنديفر الأردن” بحثنا عن رواد أعمال من ذوي التأثير العالي لضمهم إلى شبكتنا – وهم أولئك الذين يديرون مشاريع أعمال مبتكرة وواسعة النمو، ويمتلكون القدرة على توفير الثروة المادية وخلق فرص العمل في الأردن. ويمثل ذلك بالنسبة لنا تحدياً بارزاً، فالعديد من مؤسسي الشركات التي تنطبق عليها هذه المعايير إما أنهم قد انتقلوا بالفعل من الأردن، أو يفكرون بشكل جدي بالانتقال إلى أسواق أكثر ملاءمة لأعمالهم”.
وشاركت في الاستقصاء 125 شركة أردنية مختلفة من حيث حجم الأعمال والقطاعات، وعند سؤال أصحاب هذه الشركات حول ما إذا كانوا يفكرون بنقل أعمالهم إلى الخارج أم لا، أبدى 72% منهم رغبتهم في الانتقال، في حين أشار 45% من هؤلاء إلى أنهم لن يكتفوا بنقل مقراتهم الرئيسية فحسب، بل أيضاً عملياتهم بشكل كامل. وعلى حسب القطاع، أشار 15% فقط من رواد الأعمال العاملين في القطاع التكنولوجي إلى أنهم لا يفكرون بالانتقال، علماً بأن الردود الصادرة عن الشركات التابعة لقطاع التكنولوجيا شكّلت حوالي نصف الردود التي جمعها الاستقصاء.
وفي نظرة معمّقة حول الأسباب التي تدفع أصحاب الشركات للبقاء في الأردن، وجد الاستقصاء أن السبب الرئيسي وراء ذلك يتمثل في أن “الأردن هو الوطن”، فيما أوضح ثلث المشاركين أن أحد الأسباب وراء اختيارهم للبقاء هو كون الأردن مكاناً مناسباً لاختبار وتجربة أعمالهم، كما أشار حوالي ربع المشاركين – ومعظمهم من قطاعي التكنولوجيا والخدمات المالية – إلى أن انخفاض تكلفة رأس المال البشري هو أحد الأسباب التي تستدعيهم للبقاء. إضافة إلى ذلك، لفت ربع المجيبين عن السؤال إلى أن معرفتهم المعمقة بالسوق المحلي تجنّبهم التفكير بنقل مقراتهم أو عملياتهم إلى الخارج.
وأوضحت منّاع قائلة: “في ضوء ارتفاع الأسعار، وتزايد هجرة العقول والكفاءات العلمية والفنية إلى الخارج، يخسر الأردن بشكل متسارع ما كان يعتبر بيوم من الأيام ميزته التنافسية. ومن خلال هذا الاستقصاء، تبين لنا أن المشاركين استبعدوا إمكانية تحسّن الأوضاع الاقتصادية وتطوير قطاع ريادة الأعمال في الأردن على المدى القصير، حيث أشار أكثر من 36% منهم إلى أن الأوضاع الاقتصادية تحتاج إلى أكثر من خمس سنوات لتبدأ بالتحسّن، كما قال 27% من المشاركين أنهم لا يتوقعون أن تشهد الأوضاع أي تحسن قبل عشر سنوات من الآن”.
وتابعت: “يتطلب إجراء أي تحسينات على بيئة ريادة الأعمال الحالية الدعم والجهود الجماعية والالتزام طويل الأجل من قبل كافة الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص، فضلاً عن وجود استراتيجية حكومية شمولية تُنفذ وفق أطر وسياسات متوافقة. وعندها فقط، سنتمكن من تعزيز ثقة رواد الأعمال والمستثمرين وتطوير قدراتهم لإنشاء شركات تتخذ من الأردن نقطة انطلاق لأعمالها”.
وتتمحور مهمة منظمة “إنديفر الأردن” حول العمل على تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وبعيد المدى ورفد السوق المحلي بفرص عمل نوعية، من خلال تطوير شركات ريادية ذات أثر إيجابي وملموس على المجتمع. وتقوم المنظمة بمنح ريادي الأعمال الدعم اللازم من خلال شبكتها التي تضمّ 25 مكتباً منتشراً في كافة أنحاء العالم، وتوفر لهم فرص التواصل مع قياديين وخبراء عالميين في مجال الأعمال، إلى جانب أدوات أخرى تساعدهم في الوصول إلى آفاق جديدة من النجاح المتواصل.