القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني مسيرة خير وعطاء

عروبة الإخباري – تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة والقوات المسلحة – الجيش العربي، غدا الاثنين الموافق الثلاثين من كانون الثاني، بالعيد الخامس والخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني قائدنا الأعلى وراعي مسيرتنا، الحفيد الحادي والأربعين للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والابن الأكبر لجلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والأميرة الحسين.

ففي السابع شهر شباط عام 1999 فقدت المملكة أغلى الرجال باني الأردن الحديث المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، والذي ترك إرثاً طيباً وفرعاً أصيلاً في شجرة الخير الهاشمية، فتسلم نجله عبدالله الذي نذره لخدمة أهله ووطنه سلطاته الدستورية في اليوم نفسه بعد وفاة والده وبايعه الأردنيون في مشهد تاريخي عكس أصالة ورسوخ القيم الدستورية والمبادئ الأصيلة التي تربى عليها الأردنيون.

إن هذه المناسبة العزيزة هي محطة للاعتزاز بالمنجزات، والتطلع لغد حافل وهي محطة للاستذكار فحين أشرقت شمس يوم الثلاثين من كانون الثاني عام 1962 على ولادة جلالة الملك عبدالله الثاني في عرين العروبة وبيت الأردنيين في عمان حينها جاء صوت الحسين الوالد والملك الباني يزف للأردنيين البشرى بميلاد عبدالله, حيث قال المغفور له جلالة الملك الحسين: “لقد كان من الباري جل وعلا، ومن فضله علي، وهو الرحمن الرحيم أن وهبني عبدالله، قبل بضعة أيام، وإذ كانت عين الوالد في نفسي، قد قرت بهبة الله وأعطية السماء؛ فإن ما أستشعره من سعادة وما أحس به من هناء لا يرد، إلا أن عضواً جديداً قد ولد لأسرتي الأردنية، وابناً جديداً قد جاء لأمتي العربية”.

وقال الراحل الحسين، في خطابه، “مثلما أنني نذرت نفسي، منذ البداية، لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذلك فإني قد نذرت عبد الله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة, ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع، في صفوفكم وبين إخوته وأخواته، من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها، في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين، في جيش العروبة.

وتلقى جلالته بواكير علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966، وفي فترة مبكرة من عمره المبارك انتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا، وكانت مدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأميركية المحطة التالية التي أكمل جلالته فيها دراسته الثانوية.

ظلت المؤسسة العسكرية بعراقتها وتاريخها العابق بالأمجاد المؤسسة التي آثرها الهاشميون وعشقوا ميادينها، فالتحق جلالته بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1980، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها قلّد رتبة ملازم ثانٍ عام 1981، وعيّن من بعد قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13 / 18 في قوات الهوسار (الخيالة) الملكية البريطانية، وخدم مع هذه القوات في ألمانيا الغربية وإنجلترا، وفي عام 1982 التحق جلالة الملك عبدالله الثاني بجامعة أكسفورد لمدة عام، حيث أنهى مساقاً للدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط, وبعد عودة جلالته إلى أرض الوطن، التحق بالقوات المسلحة الأردنية، برتبة ملازم أول، وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الأربعين.

وتنوعت المدارس والمعاهد العسكرية التي تلقى جلالته التدريب فيها, ففي عام 1985 التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية, وبعدها بعام واحد شارك إخوانه مرتــبات اللواء المدرع / 91 صاحب السجل العسكري الحافل بالأمجاد والبطولات الخدمة فيه قائداً لإحدى السرايا المدرعة برتبة نقيب, كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجو الملكي الأردني، بعد أن تأهل جلالته قبل ذلك كمظلي، ومارس القفز الحر، وأظهر براعة كبيرة كطيار مقاتل على طائرات الكوبرا العمودية.

وتنوعت المهام والواجبات التي برع فيها جلالته بنشاطه وفطنته وحسن إدارته, فبالإضافة لخدمته كضابط متمرس في القوات المسلحة الأردنية فقد تولى مهام نائب الملك عدة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن البلاد, وصدرت الإرادة الملكية السامية في 24 كانون الثاني 1999، بتعيين سموه آنذاك ولياً للعهد، علما بأنه تولى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني 1962 ولغاية الأول من نيسان 1965.

ولجلالة الملك أربعة أخوة وست أخوات، وقد اقترن جلالته بالملكة رانيا في العاشر من حزيران1993م، ورزق جلالتاهما بنجلين؛ هما سمو الأمير حسين، ولي العهد، وسمو الأمير هاشم ، وبابنتين هما سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى .

وعلى خطى جلالة الراحل الكبير المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي ملك قلوب الأردنيين بسماحته ومحبته لتراب الأردن الغالي ورسوخ انتمائه لمبادئ الأمة وجهاده في الدفاع عن حقوقها سار جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، ومنذ جلوسه على العرش في التاسع من حزيران عام 1999 وهو يواصل المسيرة ملتزما بنهج والده الملك الحسين_ طيب الله ثراه_، في تعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي، وهو يجاهد لإيجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع للقضية الفلسطينية.

ويسعى جلالته نحو مزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية التي أرساها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين, وقد عمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي.

إن منتسبي القوات المسلحة – الجيش العربي، وهم يحتفلون بميلاد قائدهم الأعلى ورائد مسيرتهم، يجددون عهدهم الدائم على تمسكهم بمبادئهم النبيلة، التي قامت عليها الثورة العربية الكبرى، التي احتفل الوطن بكامل مؤسساته وعلى رأسها الجيش العربي بمرور مئة عام على انطلاقها.

ويتطلع نشامى ونشميات الجيش العربي مع أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة في هذه المناسبة، إلى مدى واسع من الانجازات ومستقبل مشرق بقيادة جلالة الملك، وسط تحديات تعصف بالمحيط وأزمات إقليمية تهدد الأمن والاستقرار، ويحرصون جميعاً على تماسك جبهتهم الداخلية كي يبقى الأردن واحة للأمن والحرية.

الجيش العربي عشق جلالة الملك عبدالله الثاني القوات المسلحة وميادين التدريب فيها فأولاها اهتمامه وأغدق عليها من جهده ووقته وفكره، فخطت خطوات واسعة في ميادين الاحتراف والتحديث ونالت التقدير والمهابة بمساهماتها في الجهد الإنساني الدولي.

فمنذ اللحظة الأولى لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته، لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً, فسعى جلالته إلى تطوير وتحديث القوات المسلحة لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه مثلما سعى إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث أصبحت القوات المسلحة الأردنية مثالاً ونموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح وقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما أولاها جلالة القائد الأعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه.

من جانب آخر فقد أثبتت القوات المسلحة الأردنية مشاركتها في ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة، واستطاعت أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة في كرواتيا وسيراليون وأثيوبيا وأرتيريا وهاييتي وتيمور الشرقية والكونغو وليبيريا وساحل العاج وأفغانستان وغيرها الكثير في مجال المستشفيات الميدانية العسكرية، وأصبح الجيش العربي الأردني يرفد الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمختصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين وتم إنشاء معهد تدريب عمليات السلام كمركز إقليمي وعالمي للتدريب.

وكانت التمارين المشتركة مع عدد كبير من جيوش العالم والإقليم ومن أبرزها تمرين الأسد المتأهب الذي نفذته القيادة العامة تعزيزاً لدور الجيش العربي وسمعته العالمية.

ولما كانت القوات المسلحة تحمل اسم” الجيش العربي”, فهي جيشٌ لكل العرب والمسلمين انطلاقاً من رسالتها الهاشمية الأصيلة فكانت وقفة الجار مع الجار في محنته وعسرته, فكان أن استقبلت قوات حرس الحدود في السنوات الماضية وعبر حدود المملكة اللاجئين الذين عبروا حدودها الشرقية والشمالية من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب، فمنهم المرضى ومنهم الجرحى ومنهم من قتل وهو يجتاز الحدود بحثاً عن الملاذ الآمن، ولم يتوان الجندي الأردني بأخلاقه النبيلة وصفاته الجليلة أن يمسح بيديه دموع طفل، وإنقاذ عاجز، ومساعدة شيخ طاعن في السن، ونساء أعياهن المسير والتعب والمرض والجراح.

وهنا سجل التاريخ لنشامى الجيش العربي موقفاً إنسانياً يضاف إلى رصيد سمعتهم وطيب منبتهم ورجولتهم، وولائهم لقيادتهم الهاشمية ولن ينسى العالم تلك الصور التي التقطتها عدسات كاميرات وسائل الإعلام والجندي الأردني يدفع بنفسه ودمه لينقذ طفلاً أو رجلاً أو امرأة.

وما زيارات جلالة قائدنا الأعلى الواحدة تلو الأخرى لقوات حرس الحدود يشاركهم ويعزز من معنوياتهم ويتلمس همومهم إلا محطة ناصعة من محطات رعاية واهتمام القائد بجنده في مختلف الظروف والأحوال.

لقد أولى جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القوات المسلحة – الجيش العربي كل رعاية وعناية في مختلف المجالات وقام برفدها بأحدث المعدات والأسلحة وسعى لتحسين مستوى معيشة منتسبيها, وكان همه الدائم أن يبقوا في أفضل مستوى ممكن ورسخ تواجدها العربي والإقليمي من خلال المشاركة في التمارين المشتركة حيث حضر جلالة الملك عبدالله الثاني، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وعدد من قادة ورؤساء الدول العربية والإسلامية، العرض العسكري لقوات الدول المشاركة في تمرين “رعد الشمال”، في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن, وتابع جلالته على هامش مؤتمر ومعرض معدات العمليات الخاصة سوفكس 2016 تمريناً عسكرياً ليلياً، نفذته إحدى وحدات العمليات الخاصة المشتركة، وبإسناد مباشر من طائرات سلاح الجو الملكي والطائرات العامودية المقاتلة, واشتمل التمرين، الذي حضره عدد من وفود الدول الشقيقة والصديقة على عمليات التجريد الجوي بهدف عزل الأهداف المخصصة للقوات الأرضية من خلال قصف طائرات الـ F 16 والطائرات العامودية المقاتلة للأهداف المخصص لها.

كما تابع جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس جمهورية بولندا، أندريه دودا، تمريناً عسكرياً نفذته إحدى وحدات العمليات الخاصة المشتركة، في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة.

كما سلّم جلالة الملك عبدالله الثاني علم جلالة القائد الأعلى كأعلى درجة تكريم عسكري في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي لعدد من تشكيلات ووحدات ومديريات الجيش العربي, تكريما لما يبديه منتسبو هذه الوحدات من شجاعة وما يبذلونه من تضحيات وخدمات للوطن والمواطن, وتلك هذه المناسبات احتفالات القوات المسلحة بمئوية الثورة العربية الكبرى تحت الرعاية الملكية السامية.

وضمن التوجيهات الملكية السامية في إطار رعاية جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة لأسر شهداء الوطن من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية, وجه جلالة القائد الأعلى، رئيس هيئة الأركان المشتركة لإنشاء صندوق لدعم أسر شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، إضافة إلى الدعم الذي يقدم حاليا لهذه الأسر، حيث أمر جلالته بتخصيص 5 ملايين دينار من موازنة الديوان الملكي الهاشمي للصندوق, وقال جلالة الملك خلال لقائه في قصر الحسينية رئيسي مجلسي الأعيان والنواب وأعضاء المكتب الدائم في المجلسين أنه لا مكان في أجهزتنا أو وزاراتنا أو مؤسساتنا لمن لا يحترم شهداءنا ولا يقدر تضحيات أبنائنا.

كما شهد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة مراسم عسكرية مهيبة جرت في صرح الشهيد، لدفن رفات أحد شهداء الجيش العربي حيث جرت مراسم نقل الرفات من مقبرة لشهداء الجيش العربي في موقع النبي صموئيل في مدينة القدس، وأعيد افتتاح الصرح ضمن احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى.

واستذكر الأردنيون بهذه المناسبة شهداء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن وطنهم وأمتهم ومبادئ الأردن السامية والنهضة العربية الذين سطروا أسماءهم في سجل الشرف والبطولة.

وضمن الرعاية الملكية السامية للمتقاعدين العسكريين الذين قدموا وما زالوا يقدمون، وجه جلالته بتعزيز دور المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وإعادة النظر بقانونها وهيكلتها والعمل على بناء المحافظ الإقراضية الخاصة بالمؤسسة ودعم المشاريع الإنتاجية للمتقاعدين، بالإضافة إلى وضع برامج تدريب متخصصة للمتقاعدين ومساعدتهم في إيجاد فرص العمل المناسبة لهم. ورعى الاحتفال بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى الذي أقيم تكريماً واعتزازاً بما بذلوه من بطولات وتضحيات وعطاء في خدمة الوطن، وذلك ضمن احتفالات المملكة بذكرى مئوية الثورة العربية الكبرى.

الجيش العربي … والتنمية القوات المسلحة الأردنية تعتبر من أكبر وأقدم المؤسسات الوطنية في الأردن، فهي بالإضافة لقيامها بدورها الرئيس في الحفاظ على سلامة واستقرار الأردن وأمنه الوطني فقد حققت نجاحاً في الإسهام بدور بارز وفاعل في ميادين التنمية من خلال المشاركة بشكل جاد في تخطيط وتنفيذ العديد من المشاريع من أجل تحقيق حياة أفضل للشعب الأردني، فالواجب الرئيس للقوات المسلحة بموجب الدستور هو الحفاظ على أمن واستقرار الوطن من أي تهديد خارجي أو داخلي، ولكن للأمن مفهوماً واسعاً إذ أنه لا يعني فقط التهديد المباشر للحياة بل إن مفهومه يتعدى ذلك ليشمل الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن البيئي، والقوات المسلحة تدرك تماماً وتعي مساهمتها في تنمية المجتمع وبناء اقتصاد الوطن بما يصب في النهاية في تحقيق الأمن الوطني بمفهومه الشامل .

ويمكن إجمال مشاركتها في المجال التنموي بما يأتي: المساهمة في تهيئة القوى البشرية تستوعب القوات المسلحة الأردنية في مختلف أسلحتها وصنوفها وبشكل مستمر مئات الآلاف من أبناء الوطن للقيام بتنفيذ مهامها سلماً وحرباً وذلك بحكم المسؤوليات الهائلة الملقاة على عاتقها، حيث تتولى تعليم وتدريب وتربية من ينخرط في صفوفها ضباطاً وأفراداً بخطط وبرامج تأسيسية ومتوسطة ومتقدمة، ويكاد يكون هذا التدريب مستمراً طيلة الخدمة العسكرية.

الرعاية الطبية والصحية تساهم الخدمات الطبية الملكية بدرجة كبيرة في تقديم الرعاية والعناية الطبية في البلاد من خلال تقديم الرعاية الطبية الوقائية والعلاجية لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية وبقية الأجهزة الأمنية وتوفير التأمين الصحي لجميع المنتفعين من ذويهم (أي ما يعادل ثلث سكان المملكة) وذلك من خلال مستشفياتها المنتشرة في أنحاء الوطن. وكذلك فإن المستشفيات الطبية العسكرية الميدانية تمتد لتشمل الكثير من المناطق النائية وتقوم بمعالجة كل أبناء الأردن الموجودين في تلك المناطق دون استثناء.

وتساهم الخدمات الطبية في تفعيل دور الأردن إقليمياً ودولياً عن طريق إرسال الفرق الطبية ومستشفيات الميدان لمناطق الكوارث والصراع في العالم .

وضمن الرعاية الملكية للقطاع الصحي افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مستشفى الملك طلال العسكري في محافظة المفرق، والذي باشر باستقبال المرضى في مختلف أقسامه، وبسعة 150 سريرا, والذي يعد أحد إنجازات الخدمات الطبية الملكية، والذي سيخدم أبناء محافظة المفرق والمناطق المجاورة من خلال تقديم الخدمات الطبية الكاملة وبكفاءة، حيث تم تجهيزه بجميع الأجهزة المتطورة ورفده بجميع الاختصاصات, كما افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مستشفى الأميرة هيا بنت الحسين العسكري في عجلون، الذي يخدم ما يقارب نصف مليون نسمة في محافظتي عجلون وجرش، ويتسع إلى 150 سريرا, ويعد المستشفى المقام على مساحة تقدر بحوالي 43 ألف متر مربع، ضمن الخطة الاستراتيجية للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، لتنفيذ توجيهات جلالة القائد الأعلى، لتغطية جميع محافظات المملكة بالمستشفيات والمراكز الطبية التابعة للخدمات الطبية الملكية.

ورعى جلالة الملك عبدالله الثاني، انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للخدمات الطبية الملكية، والذي يعتبر من أهم وأبرز المؤتمرات الطبية التي تعقد على مستوى الشرق الأوسط.

وسلّم جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة علم جلالة القائد الأعلى إلى مديرية الخدمات الطبية الملكية، التي يعود تأسيسها إلى عام 1941.

التعليم والثقافة

القوات المسلحة دعامة وركيزة أساسية في نشر الثقافة في أرجاء الوطن , فالقلم والسيف هما العزيزان ،وحينما يلتقيان يلتقي الفكر والقوة هذا في حده الحد بين النور والظلم ، وذاك في حده الحدُ بين الجد واللعب, ومن هنا تساهم مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية وجامعة مؤتة وكليات التمريض والكليات الفنية ومعهد اللغات ومعهد تكنولوجيا المعلومات وغيرها من المعاهد والمدارس والجامعات في تقديم خدمات تعليمية واجتماعية مميزه لشرائح واسعة من المجتمع الأردني من أبناء العسكريين وأبناء البادية.

إضافة لتوفير السكن الداخلي ووجبات الطعام المجانية في جميع المدارس المقامة في المناطق النائية ومناطق البادية, وتقديم خدمات تعليمية لأبناء المجتمع الأردني في مجال محو الأمية ودورات الحاسوب واللغة الإنجليزية, وتوفير التعليم الجامعي لأبناء العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وأبناء المتقاعدين العسكريين وأبناء الشهداء، من خلال تطبيق نظام المكرمة الملكية السامية والإشراف على تنفيذ المكرمة الملكية لأبناء العشائر والمدارس ذات الظروف الخاصة، والإشراف على تدريس مادة العلوم العسكرية في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة وكليات المجتمع من خلال دائرة التعليم الجامعي التابعة لمديرية التعليم والثقافة العسكرية.

العلوم والتكنولوجيا والتصنيع العسكري للقوات المسلحة الأردنية دور بارز في مجال العلوم والتكنولوجيا ويظهر هذا الدور جلياً واضحاً من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير(KADDB) كمؤسسة مستقلة ضمن القوات المسلحة لتعمل كنواة لصناعة المهمات والمعدات العسكرية والمدنية لتغطية حاجة الأردن والأسواق المجاورة ، وقد حقق المركز نجاحات باهرة في مجال الدراسات والتصميم والإنتاج الفعلي لعدد من الآليات التي أُدخل قسم منها إلى الخدمة في القوات المسلحة و عرض هذه المنتجات في المعارض العسكرية العالمية, وكذلك فإن مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير يساهم بتدريب مهندسين وفنيين من خلال مشروعات المركز ورفد الأسواق المحلية بهذه الخبرات كما تقوم بعقد دورات تدريبية للمهندسين والفنيين بالمركز.

التدريب الفني والمهني تساهم القوات المسلحة الأردنية في توفير التدريب الفني والمهني لقطاعات واسعة من المجتمع الأردني بفضل توفر المعاهد والكليات والمدارس الفنية في القوات المسلحة وفي مختلف التخصصات (طيران، اتصالات، ميكانيك، إنشاءات، هندسة مدنية ومعمارية، هندسة إلكترونية ومختلف المهن الطبية….الخ ). كذلك تنفيذ مشروع التدريب الوطني بالتعاون مع وزارة العمل وبمشاركة القطاعين العام والخاص بواسطة الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب .

حماية البيئة تقوم القوات المسلحة بدور بارز في حماية البيئة من خلال إدراكها بأن الأمن البيئي جزء من الأمن الوطني، ويظهر هذا الدور من خلال زراعة الأشجار الحرجية والمثمرة في جميع مناطق وجود الوحدات العسكرية، للمحافظة على الغطاء النباتي ، ووضع تعليمات خاصة لحماية البيئة وتطبيقها بشكل حازم من قبل جميع التشكيلات والوحدات، والتعاون التام مع جميع المؤسسات الحكومية والخاصة المهتمة بالبيئة مثل وزارة البيئة وجمعيات البيئة المختلفة والتركيز على استخدام الطاقة المتجددة ودعم جميع مشروعاتها.

الإسكان والإنشاءات

ساهمت القوات المسلحة منذ نشأتها في مشروعات تطويرية عديدة كفتح الطرق والجسور والمطارات والسدود ومشروعات المياه والكهرباء، وتعمل القوات المسلحة من خلال مديرية مؤسسة الإسكان والأشغال العسكرية على تخطيط وتنفيذ العديد من المشروعات السكنية والإنشائية العسكرية والحكومية ويظهر ذلك من خلال تخصيص أراض من أراضي القوات المسلحة لأغراض الحدائق العامة، الأندية الشبابية، المشروعات الاستثمارية الضخمة.

الزراعة والري

تقوم القوات المسلحة وبالتعاون مع كل من وزارة الزراعة ووزارة المياه والري في تنفيذ العديد من المشروعات الزراعية الوطنية التي تساهم في رفد هذا القطاع الهام الذي يساهم في رفع الدخل القومي وتقوم كذلك بإنشاء السدود الركامية وصيانتها وإزالة حقول الألغام لاستغلال الأراضي للزراعة, وتساهم في عملية الحصاد المائي الذي ينفذه سلاح الهندسة الملكي في عمق الصحراء الأردنية.

القطاع الصناعي وبتوجيه من جلالته يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن لأن يصبح الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات حتى يتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وتلبية احتياجاته، فجاء دخول القوات المسلحة في مجال التصنيع والتطوير في المجالات الصناعية العسكرية وبالتعاون مع بعض القطاعات الصناعية الدولية والعربية والوطنية من خلال مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير الذي أنشئ عام 1999 كخطوة على طريق بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة في إطار التخطيط لأن يصبح هذا المركز مؤسسة صناعية تجارية تساهم في تلبية احتياجات القوات المسلحة والسوق التصديرية.

وقام المركز بتطوير عدد من الشراكات الاستراتيجية مع عدة جهات عالمية وعربية وشارك في المعارض العسكرية الدولية (سوفكس الأردن، وايدكس الإمارات العربية المتحدة) من خلال عرض صناعاته العسكرية التي لاقت قبولاً كبيراً.

قطاع السياحة تساهم القوات المسلحة في تشجيع السياحة الداخلية والخارجية عن طريق توفير الأمن والاستقرار داخل البلاد, مما يخلق مناخاً ملائماً لنمو وتطوير السياحة ويظهر هذا الدور من خلال حماية المواقع السياحية من العبث ومكافحة عمليات تهريب التحف الأثرية، كما تساهم بالترويج للأردن سياحياً واقتصادياً من خلال المشاركة بالدورات والبعثات والوفود والمشاركة بالمعارض الدولية ومشاركة مؤسسة تشجيع الاستثمار, ضمن جناح مركز الملك عبدالله الثاني بالمعارض العسكرية الدولية.

مديرية المؤسسة الاستهلاكية العسكرية تأسست أول سوق استهلاكية عسكرية عام 1952 وخلال 63 عاماً استطاعت القوات المسلحة ومن خلال أسواقها الاستهلاكية المنتشرة في كافة أرجاء الوطن في المحافظات والألوية والأقضية والريف والبادية إضافة إلى الأسواق المتنقلة في المناطق النائية, توفير كافة احتياجات المواطنين من المواد الأساسية ومتطلبات العائلة الأردنية من كافة المواد الاستهلاكية وبأسعار تناسب الجميع.

القوات المسلحة وإدارة الأزمات نظراً لخبرتها الواسعة في مجال قوات حفظ السلام الدولية وتعايشها في بيئات مختلفة من حيث الطقس، والأرض، والسكان، واللغات، والثقافات, فقد أثبتت القوات المسلحة الأردنية، بأنها أم المؤسسات الوطنية، والقادرة بما تملكه من قوى بشرية، ومعدات، وخبرات على التعامل مع كافة الظروف الجوية، والطبيعية.

الإعلام العسكري تساهم مديرية التوجيه المعنوي مساهمة فاعلة في التنمية من خلال القيام بواجباتها التي يتم إنجازها عن طريق تنفيذ النشاطات والجهود المختلفة في مجال القطاع المدني وعلى الصعيدين الرسمي والخاص لتحقيق مهمة نشر التوعية الوطنية وترسيخ مبدأ الولاء والانتماء وإدامة الروح المعنوية وتنمية الإرادة ومواجهة الأفكار المغرضة والإشاعات بلغة العقل والحوار العلمي الهادف والتركيز على ثوابت الرسالة التاريخية وإيجاد جيل واعٍ قادر على حمل الرسالة ومواصلة المسيرة.

وتشمل النشاطات التي تقوم بها مديرية التوجيه المعنوي إلقاء المحاضرات وعقد الندوات وإقامة المعارض العسكرية وتزويدها بالوثائق والصور بهدف ترسيخ الانتماء وتعميق الولاء والإيمان بالرسالة التاريخية وقيادتها الهاشمية إضافة إلى الاتصال والتواصل مع المؤسسات التعليمية والثقافية والأندية الشبابية خاصة المدارس والمعاهد والجامعات والنوادي الرياضية والثقافية بهدف ترسيخ الصلات بين القوات المسلحة والقطاع المدني وتفعيل نشاطات هذه الجهات بإقامة المعارض والقاعات الهاشمية الدائمة وتزويدها بالوثائق والصور والبوسترات، وتنظيم الزيارات الميدانية للمواقع العسكرية والرحلات الجامعية لتتبع مسار الثورة العربية الكبرى ومشاركتهم في احتفالاتهم بالتعاون مع موسيقات القوات المسلحة.

إضافة إلى الاتصال مع قادة الفكر والرأي من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات والمعاهد ومديري التربية والمدارس والمعلمين والمعلمات وتقديم المساعدات لهم بطباعة أو شراء بعض مؤلفاتهم، ونشر مقالاتهم في مجلة الأقصى وإجراء المقابلات معهم في برنامج (جيشنا العربي) أو من خلال برامج إذاعة القوات المسلحة المختلفة.

وتسعى المديرية إلى إدامة الاتصال مع الجهات الإعلامية بما فيها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون, ووكالة الأنباء الأردنية (بترا), والصحف المحلية, والمواقع الإلكترونية وتزويدها بالأخبار العسكرية والصور والأفلام، والتقارير على اختلاف أنواعها ذات العلاقة بالمناسبات الوطنية المختلفة خاصة في ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش وعيد الاستقلال وذكرى التعريب وعيد الجلوس الملكي ومعركة الكرامة وغيرها، كما يتم التنسيق للإشراف على نشاطات وزيارات الصحفيين التابعين لوكالات الأنباء الأجنبية ذات الإقامة الدائمة أو المؤقتة في البلاد عندما تستدعي الظروف للحصول على الأخبار العسكرية أو زيارة مناطق ضمن مواقع المسؤولية لتشكيلات أو وحدات عسكرية.

كما تفتح القوات المسلحة نافذتها الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال هذه المديرية حيث تقوم بإدارة المحتوى الإعلامي لموقع القوات المسلحة الأردنية وصفحة الفيس بوك للتواصل مع كافة أطياف المجتمعات المحلية والإقليمية والعالمية وبالتعاون مع مديرية تكنولوجيا المعلومات وعلى العنوان التالي www.jaf.mil.jo.

واليوم يفخر الأردنيون بمنجزات مليكهم، فمنذ أن تسلم سلطاته الدستورية وهو يسعى بكل ما أوتي من جهد لتعزيز مكانة المملكة حتى غدت دولة متميزة في هذا الإقليم المضطرب.

ويسعى جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى نموذج متميز في الإصلاح لتحقيق العدالة والحرية والمساواة، ويرسخ جلالته مفهوم الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتفاهم لكي يبقى الوطن بمنأى عن الانقسام والتشرذم.

إن ميلاد جلالة قائدنا الأعلى هو ركيزة أساسية في تاريخ الدولة الأردنية ومسيرة من الإنجاز والتطور ومعنويات عالية تميزنا بها عن سائر الجيوش لأن قائدنا الأعلى في قلوبنا جميعا فهو نعم الأب والأخ والصديق والقائد تربينا على حب الهاشميين ولن نرضى إلا بهم سادةً وملوكاً وقادة فهم أهلها كابراً عن كابر, وسيبقى شعار الجيش العربي يزين جباهنا بلونه الذهبي ومعانيه السامية ومنه نستمد العزم والعمل، أما الاحتراف والتميز فهما عنوانان آخران لهذا الشعار، ففيه يُحتَضَنُ التاج الملكي بسيفين متقاطعين يرمزان للقوة والمنعة، كما يحتضن التاج الملكي والسيفان المتقاطعان إكليل الغار الذي يرمز إلى البطولة ويدل على الخير والسلام، وبوسط الشعار هناك عبارة (الجيش العربي) التي تتضمن معانٍ قومية ووطنية سامية, ومن يقرأ بتأن مضامين وأبعاد هذا الشعار فإنه سيصل في النهاية إلى حقيقة راسخة أن رجال هذا الجيش جنود متميزون ومحترفون سواء على الصعيد القتالي أم الإنساني, ويمكن استخلاص مبادئ الجندية من خلال قراءة قسم الشرف العسكري الذي ُيقسم بحروفه كل من انضم لصفوف القوات المسلحة.

“أقسم بالله العظيم ، أن أكون مخلصاً للوطن والملك، وأن أحافظ على الدستور، والقوانين والأنظمة النافذة وأعمل بها، وأن أقوم بجميع واجبات وظيفتي، بشرف وأمانة وإخلاص دون أي تحيز أو تمييز وأن أنفذ كل ما يصدر إلي ، من الأوامر القانونية، من ضباطي الأعلين”.

وفي العيد الخامس والخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني نضرع إلى العلي القدير أن يحفظ جلالة قائدنا الأعلى وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية ونجدد العهد بان نبقى حماة للوطن وسياجا منيعا في وجه الطامعين.

وكل عام والوطن والقائد بألف خير.

شاهد أيضاً

الصفدي: يجب أن يواجه نتنياهو عواقب حقيقية

عروبة الإحباري – قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي إن الحكومة الإسرائيلية، احتلت …

اترك تعليقاً