عروبة الإخباري – اختتم المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع مبادرة «أجيال المستقبل»، امس ورشة العمل التدريبية الثانية والتي استمرت يومين تحت عنوان «لو كنت أعرف»، لمجموعة من طلبة الثانوية العامة المتوقع التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي هذا العام.
وتضمن اليوم الأول للورشة زيارة ميدانية إلى المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، حيث تحدث الأب رفعت بدر، مدير المركز، للطلبة عن تاريخ حوار الأديان في الأردن ودور مركزه في هذا المجال مشددًا أننا «لم نعد نكتفي بالحديث عن الحوار، فهذا تحصيل حاصل في حياتنا اليومية، إلا أننا نحتاج إلى المرحلة التي تليها وهي مرحلة التعاون البنّاء أو المواطنة».وأضاف الأب بدر أن «الأردن هو على الدوام أنموذج في الأخوّة والتعاون وقد صدّر العديد من المبادرات والرسائل العالمية التي يقودها جلالة الملك» مؤكدًا أنه «لا يمكن أن نقول إن هنالك دينًا إرهابيًا، وكل عمل إرهابي هو خروج عن الدين ومعارضة له». وأشار الأب بدر إلى الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك، التي تؤكد أن الأردن دولة مدنية بمعنى أنه يتم التعامل مع الجميع على أساس القانون والمساواة مستذكرًا أن الأردن احتضن العديد من اللاجئين إليه بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له نتيجة تمسّكهم بدينهم.
كما زار الطلاب المشاركون المعهد العالمي للفكر الإسلامي، حيث تحدث إليهم مدير المعهد في الأردن الدكتور رائد عكاشة، ، حول تاريخ وأهداف ونشاطات المعهد مبينًا أنه «مؤسسة فكرية علمية خيرية مستقلة تعمل في ميدان الإصلاح الفكري والمعرفي، باعتبار ذلك واحدًا من منطلقات المشروع الحضاري الإسلامي المعاصر، ويوجه خطابه إلى العلماء والمفكرين والباحثين وجمهور المثقفين للعمل على إصلاح الفكر والمنهجية الإسلامية على مستوى الأمة». وتحدث رئيس المجمع الكنسي اللوثري في الأردن وفلسطين القس «سامر عازر» في جلسة حول «أنا والآخر وفن التعبير عن الذات»، قائلاً إن الجوهر الذي يدعو إلى محبة الناس وكل الناس لا يختلف في القرآن الكريم والكتاب المقدس، غير أن المشكلة تكمن في أن الكثيرين يريدون تفسير النصوص الدينية حسب أهوائهم، سواء في المسيحية أو الإسلام مشيرًا إلى أن تصنيف الناس حسب أديانهم أدخل المنطقة في صراعات عرقية وطائفية. وأكّد القس عازر أنه لا يجوز لأي كان تفسير النصوص الدينية، فالنص جامد لا يتكلم، لكن دور رجال الدين المختصين هو جعل هذا النص ينطق ويتكلم، لا كما يريد رجال الدين أنفسهم وإنما عبر الرسائل التي يحملها هذا النص داخله.
وحذر المستشار الأكاديمي للمعهد الملكي الدكتور عامر الحافي، الطلبة من التفكير المحدود داعيًا إياهم إلى النظر في ضخامة الكون وعدد مجراته الهائل.
واشتمل اليوم الثاني للورشة على جلسة تدريبية عن قيمة الحوار ومعرفة الآخر ومهارات التواصل الاجتماعي نفذها المدرب إياد أبو غوش، منسق مبادرة «أجيال المستقبل»، الذي أكّد أن الطلاب في حال دخولهم مرحلة الجامعة سيترتب عليهم قيادة الجيل القادم من أجل بناء وخدمة المجتمع. وزار الطلبة المشاركون في الورشة جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، حيث التقوا عميد شؤون الطلبة الدكتور رامي سالم وعددًا من موظفي الجامعة وطلابها، الذين قدموا للمشاركين إيجازًا عن تاريخ الجامعة وتطورها وأهدافها وبرامجها ومجتمعاتها الأكاديمية والإبداعية والاجتماعية. وفي جلسة حوارية، ضمن الورشة، بعنوان «أنا والجامعة»، قال الدكتور عامر الحافي ان العالم يتكون من الأنا والآخر، فهناك علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بالآخر الإنسان، وعلاقته مع الآخر الطبيعة، وعلاقته مع الخالق مؤكدًا ان كل ما يفعله الإنسان من خير ضمن هذه المحاور الأربعة فهو خير لله، ومساعدة الإنسان للآخر هي تجسيد لعلاقة رائعة مع الخالق دون أي داع لتوصيف هذه العلاقة. وفي ختام الورشة قامت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية، الدكتورة ماجدة عمر، بتوزيع الشهادات على الطلبة المشاركين في الورشة.