عروبة الإخباري- تسربت خلال الأيام الأخيرة بعض الوثائق والمعلومات الهامة التي تشير إلى اغتيال رفسنجاني وأن الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد كان على علم مسبق بعملية الاغتيال.
وترجمت وثيقة صوتية لمسؤول إيراني مقرب من الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد يتحدث فيها عن الاجتماع الشهير الذي تم منذ عدة أشهر، والذي جمع بينه وبين المرشد خامنئي.
المسؤول الإيراني الذي تحدث عن حذف رفسنجاني من الساحة السياسية في البلاد يدعى محمد رضا منتظر القائم؛ وهو يشغل منصب المنسق الإعلامي لحملة نجاد الانتخابية، حيث قال إنه عندما اجتمع نجاد مع خامنئي، حضر الاجتماع بعض الشخصيات المقربة من نجاد كالسيد بقايي وروشنفكر،
ولكن بعد انتهاء الاجتماع طلب المرشد مجددا من نجاد أن يعود للقائه، وحينها طلب منه أن لا يكون نشاطه ونشاط تياره السياسي في البلاد في إطار حملة انتخابات الرئاسة، لأن رفسنجاني صحته متدهورة جدا، ولا يمكن أن يبقى لفترة طويلة، مضيفا أن عليك أن تتهيأ (نجاد) لرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني بعد نهاية رفسنجاني.
وأضاف محمد رضا منتظر القائم في التسجيل الصوتي المسرّب، إن نجاد بعد انتهاء لقائه مع خامنئي، أبلغ جميع اللجان الانتخابية في المحافظات الإيرانية بما دار بينه وبين المرشد، وبعد ذلك تحولت جميع لجانه الانتخابية إلى مراكز لنشاط وعمل في إطار مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، حيث يريد نجاد أن يكون للمجمع مكتبا في كل المحافظات في إيران.
ويقول الصحفي الإيراني روح الله زم إن “رفسنجاني في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن وفاته كان يتمتع بصحة جيدة، وحضر كالعادة إلى دوامه في مجمع تشخيص مصلحة النظام. وبعد انتهاء دوامه طلب أن يذهب لممارسة رياضة السباحة في مجموعة كوشك المخصصة للمسؤولين الإيرانيين شمال طهران”.
ويضيف روح الله زم، بأنه وفقا لمزاعم حراسة رفسنجاني، وهم بالطبع من ضباط المخابرات، فإنه شخصيا هو من طلب من الحراس أن لا يدخلوا معه إلى المسبح، وهو من أمر بإيقاف جميع الكاميرات، وهذا الأمر يحدث لأول مرة في مجموعة كوشك الرياضية، حيث لم يطلب رفسنجاني ذلك سابقا.
وأكد روح الله زم بأنه “تم خنق رفسنجاني تحت الماء حتى الموت، وهو ما يحمل رسالة واضحة هي أن على الآخرين أن ينتبهوا حتى لا يحدث لهم ما حدث لرفسنجاني؛ في إشارة إلى الإصلاحيين المعارضين لسياسة المرشد والحرس الثوري في البلاد”.
وبعد مرور عدة أيام على إعلان وفاة رفسنجاني، قالت صحيفة “اعتماد” الإيرانية نقلا عن مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني أحمد مازني، إن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام توفى خلال السباحة داخل المسبح عكس ما روج له الإعلام الإيراني، حيث قالت وسائل الإعلام الرسمية إن صحته تدهورت بعد عودته من العمل إلى المنزل، وأنه توفى في المستشفى”.
ويقول بعض المراقبين للشأن الإيراني ممن تتواصل معهم “عربي21” في الداخل، إن “السنوات الماضية شهدت تصاعد حدة الصراع بين رفسنجاني من جانب، وخامنئي والحرس الثوري من جانب آخر. ويبدو أن المرشد أراد التخلص من رفسنجاني قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد “.
ويوصف رفسنجاني في إيران بصانع الرؤساء، بسبب دوره في تنصيب خامنئي نفسه، وأيضا دوره في انتخاب الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني. ويقول الإصلاحيون إن رفسنجاني كان العقل المدبر لنجاح الإصلاحيين وروحاني في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
إغلاق جميع مكاتب رفسنجاني في ايران
على صعيد متصل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية اليوم عن إغلاق جميع مكاتب رفسنجاني ومكاتب مستشاريه في البلاد.
وقال مرتضى الويري، أحد مستشاري رفسنجاني لوكالة “إيلينا” الإيرانية إنه تم إغلاق جميع مكاتب رفسنجاني من قبل السلطات الإيرانية بالشمع الأحمر.
وأضاف الويري لوكالة “إيلينا” إن مكاتب ياسر هاشمي، نجل رفسنجاني ورئيس مكتبه، ومكتب علي محمد بشارتي، ومكتب المستشار عباسي فرد ورستكاري؛ جميعها أغلقت دون سابق إنذار .
ونشرت بعض الصفحات التابعة للتيار الإصلاحي الإيراني نقلا عن مسؤولين في مجلس بلدية طهران القول إنه صدرت بعض الأوامر من قبل جهات عليا لتنظيف شوارع العاصمة طهران من صور رفسنجاني، ومصادرة جميع اللوحات والبنرات التي تحمل صورا له.
وينتقد الإصلاحيون عدم إطلاق اسم رفسنجاني على شارع في العاصمة طهران أو المحافظات الإيرانية الكبرى تكريما له، كما فعلت السلطات الايرانية مع المسؤولين الأقل مكانة منه، أو مع شخصيات غير إيرانية كالشيخ نمر النمر أو رجل الدين الشيعي النيجري إبراهيم زاكزاكي الذي تملأ صوره المدن الإيرانية.(عربي 21)