عروبة الإخباري – عرض رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري مفهوم العولمة وتطورها بالمجالات المختلفة والاتفاقيات والمؤسسات الدولية المؤطرة للتبادل التجاري بين مختلف بلدان العالم، وركز على تطبيق مفهوم العولمة الصحية بأنواعه المختلفة ومنها السياحة العلاجية.
جاء ذلك خلال محاضرة القاها الحموري السبت في نادي الفيحاء تحت عنوان “العولمة الصحية والسياحة العلاجية في الأردن”.
ولفت الحموري الذي يرأس المجلس العالمي للسياحة العلاجية الى ان العولمة الصحية تشمل انتقال المرضى من بلد الى اخر وكذلك مقدمي الخدمات الصحية لعلاج المرضى وللتدريب، فضلا عن توسع المؤسسات الصحية بإنشاء فروع دولية، وتصدير الخدمات ومنها التطبيب والأشعة والجراحة عن بعد وغيرها.
وقال ان من الاسباب التي تشجع المرضى على الانتقال من بلدانهم الى بلاد أخرى للحصول على الخدمات الصحية، سهولة حصول المريض على المعلومات من خلال تكنولوجيا الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي، والتنقل والسفر، وعدم توفر الخدمة وطول مدة الانتظار للحصول على الخدمة في بلد المريض، واسعار الخدمات الصحية، فضلا عن التشريعات والقوانين وسمعة الاطباء والمستشفيات في البلد المستقبل.
وركز الحموري على قصة نجاح القطاع الصحي الأردني في الوصول الى مراتب متقدمة في خارطة السياحة العلاجية الدولية وأهم مزايا القطاع التي جعلت الأردن يتبوأ المرتبة الأولى في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واشار في هذا السياق الى حصول الأردن على جائزة أفضل مقصد للسياحة العلاجية في العام 2014 مثلما انتخب لرئاسة المجلس العالمي للسياحة العلاجية في العام 2015.
ومن أهم أسباب نجاح قطاع المستشفيات الخاصة بحسب الحموري السمعة الجيدة في تقديم خدمات علاجية متميزة بأسعار منافسة تقل كثيراً عن مثيلاتها في المنطقة والعالم، وكذلك توفر الكوادر الطبية والتمريضية الأردنية المؤهلة تأهيلاً عالياً والملتزمة بتقديم أجود الخدمات الطبية للمرضى مشيرا الى ان المستشفيات الأردنية مزودة بأحدث الأجهزة والتكنولوجيا الطبية وبكثرة مما أدى الى انعدام قوائم الانتظار بما يتيح للمرضى الحصول على الخدمات التشخيصية والعلاجية في أقصر وقت ممكن والذي يعد من النقاط الهامة للمرضى.
ومن العوامل الجاذبة أيضاً تطبيق معايير الجودة الدولية، وحصول 25 مستشفى اردنيا على الاعتمادية الدولية والوطنية، والدرجة العالية في التصنيف الدولي من حيث الأمن والأمان، وانفتاح الأردن على العالم حيث انه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع دول العالم وهذه مزية قل نظيرها في العالم، ووجود المنتجعات الصحية وخاصة اكبر منتجع صحي في العالم وهو البحر الميت.
واستعرض الدكتور الحموري الدور الكبير الذي لعبه القطاع الصحي الأردني في استيعاب أعداد كبيرة من الجرحى والمرضى من الدول العربية التي عانت من ويلات الحروب.
وأكد أهمية السياحة العلاجية في الاقتصاد الوطني اذ ان ايرادات القطاع تشكل 6ر3 بالمئة من الناتج القومي الاجمالي، كما ان الاستثمار في قطاع المستشفيات الخاصة يزيد في قيمته على 3 مليارات دينار، فيما تبلغ نسبة المستشفيات الخاصة 60 بالمئة من إجمالي عدد المستشفيات في المملكة وهذه نسبة ينفرد بها الأردن عن معظم دول العالم، مثلما يشغل 35 الف من العاملين الأردنيين في مختلف التخصصات الفنية.
وحذر الحموري من أن يفقد الأردن موقعه المتميز كمقصد اول للسياحة العلاجية على مستوى الاقليم, “حيث ان اعداد المرضى العرب والاجانب تراجعت بنسبة 35-40 بالمئة من بداية عام 2016 بسبب فرض تأشيرات الدخول على عدد من الجنسيات وارتفاع الكلف التشغيلية على المستشفيات لأسباب كثيرة منها ارتفاع اسعار الكهرباء ورفع ضريبة الدخل من 14بالمئة الى 20 بالمئةـ فضلا عن التنافسية الشديدة من دول اخرى مثل تركيا ودبي حيث تدعمهم حكوماتهم في ترويج دولهم لاستقطاب المرضى العرب الذين كانوا يقصدوا الاردن للعلاج”.