عروبة الاخباري _ كتب سلطان الحطاب _ قتل اطفال المدارس بالقصف الجوي على اليمن اثار المجتمع الدولي من جديد, واذا كانت حادثة واحدة اميركية مفجعة نشرت صورها اذنت بوقف الحرب الاميركية على فيتنام , فان قتل اطفال المدرسة الاخير يجب ان يوقف هذه الحرب على اليمن فورا .
وان يجري اسقاط ورقة التوت التي تغطي الغزو على اليمن باسم الشرعية , فدم الاطفال و هدم المدارس والمستشفيات أسقط الورقة وكشف طبيعة العدوان , والى ان يجلس نيرون ليبكي على افعاله في حرق روما , فان القيادة اليمنية الحالية عليها التوقف لمراجعة ما يجري حتى لا تصبح الحرب المستمرة و المشتعلة مجموعة من الاخطاء المتصلة التي تدمر كل شيء .
على ماذا تقوم الشرعية لتبسط سيطرتها ؟ هل على شعب يجري افناؤه أم على مدن و قرى يجري حرقها و هدمها ؟ ما هي هذه الشرعية ؟ هل هي شرعية القتل و الدمار ؟ اليست الشرعية الحقيقية هي من اجل حماية الشعب و مكاسبه و مدخراته ؟ اليس الشعب هو من يمنح الشرعية ويمنعها حين تبنى على اسس سليمة؟
ما الضير في وقف الحرب وترك اليمنيين يقررون من سيختاروا ليمثلهم بعيدا عن القصف والقتل والابادة , وبناء التحالفات .
لم اقرأ عن شرعية قامت على قتل ابناء الشعب الذي ارادت ان تمثله , او تقوم باسمه الّا اذا اعتبرنا هتلر صاحب شرعية أو حتى موسيليني أو نيرون , الشرعية تقوم من التوافق والرضا والاجماع و مصالح الشعب كله من البناء والتنمية و صناديق الاقتراع تقوم من التراب الوطني وحواضنه الداخلية , الشرعية ليست من النباتات التي تزرع في شرفات البيوت او تلك النباتات التي لا جذور في الارض لها لتشبه الطحالب التي تنمو فوق الماء .
حان وقت انقاذ اليمن لان اليمن دفعت الكثير من لحم اطفالها و دمائهم ومن المشاهد التي نراها كل يوم حيث تقتات الطائرات العسكرية المقاتلة التي تقصف اليمن على جثث الاطفال والنساء والمدنيين باسم محاربة العدو ؟؟!!
لماذا يجري قتل الشعب على ارضه باسم الشرعية ومن الذي يعرب جملة الشرعية او يضع لها تعريفا , وكيف تعطى الشرعية للذئب حين يدخل صفوف القطيع او ينفرد بالعزل , ولماذا لا يفهم الذين يقفون وراء شرعية خائبة ان اليمنيين لن يستسلموا وانهم سيقاتلون باظافرهم وايديهم وما يملكون من سلاح لدفع السكين عن اعناقهم ودفع امكانية بيعهم في اسواق النخاسة .
من الذي يتكلم عن الشرعية وهو لا يملك منها شيئا خاصة عندما يستعين بالخارجي على قتل شعبه .
ما زلنا نذكر عبر التاريخ حين اختلف ابناء صلاح الدين الايوبي بعد ان حرر القدس من الفرنجة ( الصليبيين ) , كيف اختلف شاور مع ضرغام وذهب احدهم ليستعين بالفرنجة ويعيد ادخالهم الى فلسطين ويبيعهم ما كان صلاح الدين قد حرره من اجل الكرسي.
الشعب اليمني لا يقبل ان يحكمه من يأتي من الخارج او من يستعين بالخارج او من يستقوي بالخارج ليفرض سيطرته عليه.. ذلك لم يحدث في الماضي وهو لن يحدث في المستقبل فاليمن لم يعرف استعمارا في تاريخها يبسط سيطرتها على كل ارضها ولا حتى من العثمانيين الذين احتلوا معظم الارض العربية من محيطها الى خليجها فقد ظلت اليمن خارج اطار ذلك الاحتلال.
الشرعية الحالية المدعاة مفقودة وهي اوهن من بيت العنكبوت ولن تكتب لها الحياة حتى وان انتصرت على دماء اطفالهم ولا يغفرون لمن يهدم مدارسهم ويجوع نسائهم.
مجزرة قتل اطفال المدرسة اليمنية امس الاول وصمة عار في جبين الغزاة وعلى العالم ان ينهض للدفاع عن شرفه وكرامته وانسانيته امام هذه الحالة الهمجية القذرة التي لا تفرق بين الطفل المدني والمقاتل .. فالارواح في اليمن تحصد باسم الشرعية وباسم صناعة الاعداء .
هل الذين يدعمون ما يسمى بالشرعية في اليمن هم شرعيون ؟؟ وهل لديهم فائض من الديمقراطية وممارسة الانتخابات والمجالس التشريعية والبرلمانات وتداول لسلطة، حتى تؤرقهم الحال ويريدون الدفاع عن ديمقراطيتهم حتى لا تصاب فيقاتلون في اليمن ؟؟ .
اي حالة هذه والذين ينصبون انفسهم للدفاع عن الشرعية لا يعرفونها ولم يمارسوها في بلادهم ولا يؤمنون بها .. إنهم يتاجرون بقميص عثمان ويرفعون المصاحف على اسنة الرماح وينشرون اسلاما لم تعرفه المذاهب .
واذا كانت الشرعية تسند من الخارج فإنها تكون قد فقدت عذريتها وشرعيتها لمجرد انها راودت الاغيار عن نفسها ونامت في فراشهم. والذين يخشون ايران عليهم ان يقاتلوها بانفسهم وليس لآخر طفل يمني باسم مقاتلة ايران.. ايران الى جوارهم وهي على بعد مرمى حجر منهم فلماذا عليهم ان يأتوا الى اليمن لقتل اليمنيين باسم مقاتلة الايرانيين.
الم يكن اليمن في حلف رباعي مع العراق والاردن ومصر وقد تصدى للايرانيين خلف العراق دون تدخل هؤلاء الذين كانوا يومها اصدقاء ايران واصدقاء الشاه واصدقاء سيد الشاه .. لماذا يفطنون الان ان اليمنيين ليسوا عربا وليسوا احرارا وليسوا مسلمين وانه يجب مقاتلتهم لفرض الشرعية عليهم ومنع ايران عنهم.
مقولات الشرعية وتبريراتها لا تقنع حتى طفلا فلتتوقف هذه المهزلة وليأخذ الغزاة وكلاءهم ويرحلوا فأرض اليمن لا تخلع من أمن باليمن وعروبتها واسلامها الحقيقي.