علاقة الحاكم بالمحكوم من نعم الله التي منَّ بها علينا في هذا الوطن، فكل طرف يحرص أن يكون داعماً للآخر، وسنداً له بالقيام بمسؤولياته، والاهتمام باختصاصاته والعمل من أجله.
وما شهدناه أخيراً، من لقاءات لولي ولي العهد قبل إعلان الموازنة، ما هو إلا تأكيد لذلك، من خلال نهج عوّدتنا عليه دولتنا منذ نشأتها، يشهد لها به تاريخها الزاهر ومجدها الحاضر، فعلى رغم تغيّر الظروف والآليات، لكن الهدف والغاية واحدة، وهي الحرص على الوطن ومكتسباته، ومعرفة التحديات المنتظرة والعمل على تجاوزها، وفق نهج تشاوري حكيم بين المسؤول والمواطن، غاية ثابتة لا تخضع لاحتمالية الإلغاء، وإن كانت تؤمِّن بشدة على نظرية التطور والتطوير.
ولأن لقاء ولي ولي العهد بشريحة متباينة من أبناء هذا الوطن، ضمت أطيافاً عدة، وتوجهات مختلفة، ومراحل عمرية متفاوتة، لقاء كان له أصداء وفهم أوضح، بملامح الفترة المقبلة، وبث روح التفاؤل بها أكثر، وربط أواصر الألفة بتقريب المسافات بين المواطن والحاكم، لتصب الفائدة والمصلحة في منبع واحد، ألا وهو وطن للجميع، ومواطن يعرف دوره جيداً، ومسؤول يخاف الله في رعيته، ولا يرضى لهم إلا بالأفضل.
وفي خضم هذه التفاعلات الحميمية، وإيماناً بسعة صدر ولي ولي العهد وقربه من الكل.. أتطلع كامرأة مواطنة، في بلد أكرمها وأعطاها الكثير، وتؤمن أن عليها واجبات كثيرة تجاه وطن يستحق أن تبذل له الغالي والنفيس. في خضم سيل هذا التغيير البنّاء، وعطفاً على النظرة الرفيعة من ولي الأمر تجاه المرأة عندنا، التي وصفها في أكثر من محفل، بأنها نصف المجتمع، فلن يدخر جهداً في منحها الفرصة، لتكون شريكة الرجل في صنع مستقبل واعد لوطن شامخ، فإني آمل وكثير من نساء وطني أن تحظى المرأة، بفرصة لقائه، ليسمع منها تساؤلاتها، لنطمئن من خلاله على المرحلة المقبلة، لأننا نحن من يستحق أن يعرف كل شيء يخص المرأة ومجتمعها، من صاحب القرار مباشرة، من دون انتظار ملامح ورؤى عامة، وتأويلات وأحاديث مبنية على افتراضات، من كل قريب أو بعيد!
نحن النساء خط الدفاع الأول في المجتمع، إذ إن مسؤولية الأسر مناطة بنا من كل اتجاه، تربية ورعاية وإنفاقاً أحياناً!
نحن النساء معززات مكرمات في وطننا، لأننا تحت قيادة حكيمة، وتحت ظل شريعة سمحة، لكن لا يزال هناك من يسيء فهم المسؤولية والتشريع، فيضع العراقيل، ليجعل أمرنا أكثر صعوبة، وكأننا نكرات لا يهتم بأمرهن!
هناك خوف منا، أكثر من خوف علينا من بعض أفراد المجتمع، ولن يزيل هذا الخوف إلا كلماتك وتطميناتك لنا، بأن كل شيء يخص المرأة السعودية ورفعتها إلى خير يمضي.
نحن ضد كل توجه يخرج بنا عن عرف ودين.. وضد الانجراف خلف رؤى تغريبية، أو ذات مقاصد لا تمت لثوابتنا ومعتقداتنا.. لذا اللقاء مع ولي الأمر كفيل بمنع كثير من هذه التجاوزات، والفوز برؤى واضحة تتيح لنا الحياة التي ننشد.
ولأن دولتنا دولة فتية، مقبلة على نهضة ومرحلة جديدة، ونحن النساء تجاوزنا النصف أفراداً، إلا أننا كمسؤولات فالمجتمع يعتمد في كثير من أموره على نساء مناضلات في يومهن كله.
نحن نريد كريم العيش في أمرنا كله.. لا نريد لأحد أن يحرمنا حقنا بلا حق، أو يجبرنا على تنازلات وتضحيات لا تستحق.. نحن بحاجة لتشريعات واضحة تكفل لنا صلاح أمرنا وتيسيره وابتعاده عن مواطن المنع والتضييق بلا سبب.
لا تزال كثير من بناتنا لا يجدن الوظائف على رغم تأهيلهن، ومع ذلك مازلن يمنحن الكثير من الإبداع والأفكار الخلاقة التي تتجاوز بهن كل العقبات، ليكنَّ مواطنات صالحات في بلادهن.
المرأة السعودية محل اهتمام العالم والمنظمات الدولية، ولا نريد لها إلا الصدارة والذكر الطيب، بعيداً عن كل الكذب والتهويل المنتشر هنا وهناك عنها، من خلال ممارسات فردية، أو من خلال حسابات خاطئة، وتفسيرات غير منطقية لأحاديث وتصريحات لا تمت لواقعنا بصلة.
كلنا شوق لأن يجد سموك الفرصة في اللقاء مع أخواتك وأمهاتك في المجتمع، لتسمع منهن مباشرة بعض ما يحتجنه وبعض ما يتمنينه.