عروبة الإخباري – واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، هجومه الدبلوماسي على الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي، على خلفية القرار 2334، الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الضفة والقدس المحتلة.
فبعد سلسلة اجراءات اتخذها في نهاية الاسبوع الماضي، اصدر نتنياهو تعليمات لاستدعاء سفراء دول مجلس الأمن في تل ابيب، لتوجيه توبيخ لحكوماتهم، كما ألغى نتنياهو زيارة رئيس الحكومة الأوكرانية الى إسرائيل. وفي المقابل، أعلن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، عن وقف أي نوع من الاتصالات مع السلطة الفلسطينية باستثناء التنسيق الأمني. وأعلنت بلدية الاحتلال في القدس أنها ستصادق بعد غد على بناء 5600 بيت استيطاني في المدينة.
وكان نتنياهو قد افتتح جلسة حكومته الأسبوعية قائلا، “إنني أشاطر مشاعر أعضاء الحكومة بالغصب والإحباط حيال قرار غير متوازن ومعادي جدا لدولة إسرائيل تم تبنيه بشكل غير لائق في مجلس الأمن. بناء على المعلومات المتوفرة لدينا، لا شك لدينا بأن إدارة أوباما قد بادرت إلى تمرير هذا القرار ووقفت وراءه ونسقت صيغه وطالبت بتمريره. ويأتي هذا في خلاف صارخ للسياسة الأميركية التقليدية التي التزمت بأنها لن تحاول فرض شروط للتسوية النهائية وأي موضوع يتعلق بها في مجلس الأمن. وكان هناك أيضا التزام واضح من قبل الرئيس أوباما نفسه في عام 2011 بالامتناع عن اتخاذ مثل هذه الخطوات”.
وأضاف نتنياهو، “سنعمل كل ما يلزم كي تتجنب إسرائيل أضرار هذا القرار المشين وأقول للوزراء إنه يجب التصرف بشكل يتحلى بالرشد وبالمسؤولية وبرباطة الجأش، في الأفعال وفي الأقوال على حد سواء. أطلب من الوزراء التصرف بشكل يتحلى بالمسؤولية. طلبت أيضا من وزارة الخارجية إعداد خطة عمل حيال الأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى سيتم طرحها أمام المجلس الوزاري المصغر في غضون شهر وحتى هذا الحين سنبحث اتخاذ خطوات أخرى”.
وأعلن نتنياهو لاحقا، عن قراره، بصفته وزيرا للخارجية ايضا، استدعاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي لها تبادل سفاء مع إسرائيل، لتوجيه التوبيخ لحكوماتهم، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية، دونها امتنعت عن التصويت، وعلى الرغم من الاتهامات المباشرة للإدارة الأميركية، بأنها قد حثت الدول على دعم القرار.
وقال الوزير زئيف إلكين، في حديث لوسائل إعلام إسرائيلية، إن واشنطن ضغطت على أوكرانيا كي تصوت الى جانب القرار، رغم أن هذه الدولة تعتبرها إسرائيل صديقة لها. وأعلن نتنياهو أمس، عن الغاء زيارة رئيس الوزراء الأوكراني فلاديمير غرويسمان الى إسرائيل. وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية حقيقة أن غرويسمان يهودي وصديق لإسرائيل، ورغم ذلك فقد تم الغاء زيارته.
وكان نتنياهو قد قرر في نهاية الاسبوع، اتخاذ سلسلة من الاجراءات من بينها، استدعاء سفيري إسرائيل فورا للتشاور، من نيوزلندا والسنغال، ومنع دخول سفيري هاتين الدولتين غير المقيمين، الى إسرائيل. كما أوقفت إسرائيل كافة المساعدات المخططة للسنغال، واعلنت عن الغاء زيارة وزير الخارجية السنغالي الى إسرائيل، التي كانت مخططة بعد ثلاثة أسابيع.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية المتطرفة، عن مصادر في بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، قولها إن ما يسمى “لجنة التنظيم والبناء” في البلدية، ستصادق نهائيا في جلستها يوم الاربعاء على بناء 5600 بيت استيطاني في المدينة، في ثلاثة أحياء استيطانية قائمة. 5200 بيت منها في حيين استيطانيين في جنوب المدينة، وأقرب الى مدينتي بيت لحم وبيت جالا، و400 بيت في حي استيطاني في الشمال.
وقال رئيس اللجنة المستوطن مئير ترجمان، إنه لا يتأثر من قرار مجلس الأمن، وتمنى أن تمنح الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، الدعم لبناء المزيد في المدينة.