عروبة الإخباري – مجدي التل-استوفى العرض البحريني جزيرة الجوري” من تأليف واخراج عبدالله ملك، شروط المسرحية ومختلف عناصرها ونهض على تميز الاخراج في التعامل مع فضاء الصحراء.
المسرحية التي اتكأت على اسلوبية الرمز وقدمت ضمن عروض ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته الثانية مساء امس الجمعة في منطقة الكهيف بالشارقة، تحدثت عن شخصيتي رجل وزوجته الحامل من جزيرة يطلق عليها اسم جزيرة الجوري خرجا منها للوصول الى اقرب مستشفى لتضع زوجته حملها الذي اطلقا عليه اسم “الجوري” فتداهمهما عواصف الصحراء الرملية وتفرق بينهما في الوقت الذي تستنفر قبيلتهما باقي القبائل للتضامن والبحث عنهما لاسيما وان شخصيات غريبة عن المكان تتحدث بلغات غير عربية محملة بنوايا غير محمودة تجول في المنطقة في سيارات دفع رباعي حيث ينصرف بعضهم بعد ان قاموا باللهو والغناء، فيما يبقى منهم شخصيتا رجل وإمرأة في المكان ليجدا الزوجة مستلقية خلف تلة رملية صغيرة ويحاولان التعرض والاساءة اليها، لينضم اليها لاحقا زوجها الذي تاه عنها اكثر من مرة فيما تلاحقه باقي افراد جماعة “الغرباء” في الوقت الذي تصل نجدة القبائل من الفرسان الخيالة والتي كانت اولها شخصيتا بدوي وخادمه اضفيا ايقاعا من الكوميديا الخفيفة على العرض، ليتصدوا جميعا لهؤلاء الغرباء ويطردوهم وينقذوا الرجل وزوجته.
وفق المخرج ملك في توظيف قدرات فريق التمثيل في العرض المسرحي الذي جاء محملا بالاسقاطات السياسية التي تشير الى ما تتعرض له مملكة البحرين الشقيقة من استهدافات عدائية وتضامن اشقائها من دول الخليج العربي والدول العربية الاخرى معها في الدفاع عن سيادتها علاوة على المضامين التي تدعو الى وحدة دول الخليج العربي على وجه الخصوص والامة العربية بشكل عام في مواجهة تحديات الراهن العربي.
كما وفق المخرج في توظيف العديد من المحمولات التي عبرت عن رسائل العرض ومنها العواصف الرملية التي تهب على شخصيتي الزوجين وتفرق بينهما بما تحمل من مدلولات ليست بعيدة عن ما تشهده الساحة العربية من عواصف سياسية واقتتال واعداء يتربصون للانقضاض على الامة العربية، والتيه الذي يسود المنطقة وابناءها وشجرة النخيل التي تموضعت في منتصف الحيز المكاني للعب حيث طلبت الزوجة من زوجها اثناء هبوب العاصفة الرملية ان يتمسك بها للدلالة على ضرورة التمسك بالجذور والارتباط بالارض .
كما وفق المخرج في توظيف الاضاءة بشكل متقن ساهمت في تحديد حيزات مكان اللعب المسرحي وخلق فضاءات مسرحية متعددة وضبط التزامن بين حركتي الاضاءة والممثلين والاستعراضيين والانتقال من لوحة الى اخرى ومن مشهد الى اخر، كما ان اللوحات الحركية التي قدمها الاستعراضيون المشاركون في العرض المسرحي جاءت ملبية للسياق ومعبرة عن العديد من المضامين، علاوة على عنوان العرض الذي جاء محملا بالدلالات .
وشارك في التمثيل الفنانون عبدالله السويد احمد المبارك وخليل المطوع وسامي رشدان وخالد جناحي وسودابة خليفة وشريفة طالب علاوة على عدد من الاستعراضيين، والاضاءة مازن كمال.