عروبة الإخباري – أصبح بإمكان المسيحيين في إسبانيا مؤخرا استدعاء قسّ من أجل الاعتراف بالذنوب والخطايا بكل سهولة، وذلك عن طريق تطبيق جديد، يعمل بنفس الطريقة التي يستدعي بها الأشخاص سيارات “أوبر” للتنقل.
وذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أنه لحسن الحظ، تم إطلاق تطبيق جديد يُدعى “كونفسر غو”، يسمح للكاثوليك المذنبين طلب قس للاعتراف له بالذنوب بطريقة أسهل من طلب سيارة على تطبيق “أوبر” أو موعد غرامي على تطبيق “تندر”.
وأضافت الصحيفة أن الشخص أثناء تجوله في البلاد، قد ينتابه ذلك الشعور بالذنب، جراء الأخطاء التي يرتكبها، مثل: اشتهاء ما في يد الغير، أو عدم تعظيم اسم الرب، أو نسيان مكالمة والدته، أو حتى نشر الأخبار المزيفة التي أدانها البابا فرانسيس شخصياً مؤخراً، كل هذه الأخطاء تستلزم أن يعترف الشخص بها ليُكفّر عنها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التطبيق الذي طوَّره الأب ريكاردو لاتوري، يكشف موقع المستخدم ويرسم له طريق أقرب قسّ مسجل على الخدمة، ويمكن للمذنب أن يعترف في كنيسة أو في مكان عام، مثل مركز تجاري أو متنزه أو حتى في الشارع.
ويبدو أن هذا التطبيق يدخل في إطار جهود الكنيسة الكاثوليكية، للتقرب من جيل الهاتف الذكي، وقد نبَّه البابا فرانسيس كثيرًا الكهنة، للحرص على ضرورة منع المؤمنين من الشعور بالملل، والقرب منهم.
وبينما لاتزال الكاثوليكية ركيزة من ركائز الثقافة الإسبانية، من زينة عيد الميلاد في الميادين العامة للمناسبات الوطنية القائمة بشأن التقويم الميلادي، خلت الكنائس الإسبانية خلال العقود الأخيرة، وانخفضت المشاركة الفعّالة، حيث يقول 15% من الإسبان إنهم يذهبون إلى الكنيسة كل أسبوع.
ورأت المجلة أن الفائدة الأولى من التطبيق تظهر احتمالية وجود تعطش للاعتراف السهل في البلاد، حيث تم تحميل النسخة التجريبية من التطبيق من قبل آلاف الأشخاص، منذ أن أُطلق في سبتمبر.
وحتى الآن، سجل حوالي 100 قس في هذه الخدمة لكي يكونوا في صفوف حملة كهنة الاعتراف المنتظرة، مثل سائق أوبر، حيث يعطي التطبيق إشارة عندما يكون الكاهن متاحًا للاستماع إلى الخطايا.
كما يوفر التطبيق معلومات أساسية عن الكهنة، مثل الاسم وتاريخ الميلاد، وسنة السيامة، وتوجد أيضاً قائمة بالوصايا العشر، في حال كان الشخص بحاجة إلى الاطلاع على الخطايا التي ارتكبها منذ اعترافه الأخير.
وأعرب الأب لاتوري، عن أمله في توسيع نطاق التطبيق إلى أمريكا اللاتينية، بحلول العام القادم، لدعم السكان الكاثوليك، الذين انخفض عددهم من 90 % إلى 69% خلال السنوات الأخيرة، وذلك وفقًا لمركز بيو للأبحاث.