عروبة الإخباري – شخص خمسة عشر إعلاميا عربيا صحافة الاستقصاء عربيا منذ ولادة شبكة أريج عام 2006 ، مستعرضين تجاربهم الاحترافية مع أريج والتحولات الجذرية التي أحدثتها صحافة الاستقصاء الممنهجة في تسع دول عربية.
وفي حوارية أدارها رائد الاستقصاء المتلفز في العالم العربي يسري فوده مساء أمس الخميس في إفتتاح ملتقى أريج في دورته التاسعة في فندق الموفيمبك بمنطقة البحر البيت، قارن المتحدثون بين الإعلام العربي سابقا وفضاءات الاستقصاء، الذي طورته شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصاء عربية.
وعرض الرواد التحديات والعقبات التي واجهتمهم لدى خوضهم غمار الاستقصاء، الفرص التي أتاحتها أريج منذ انطلاقها قبل عشر سنوات.
وشهدت جلسة الافتتاح حوارات بين المشاركين والمشاركات، المقدر عددهم بـــ 460 أريجيا من 16 بلدا عربيا وخبراء إعلام من عدّة دول غربية.
وذكرت مديرة أريج التنفيذية الزميلة رنا الصباغ في حفل الافتتاح أن عدد المشاركين تضاعف ثلاث مرّات تقريبا هذا العام، عن العدد في الملتقى الأول عام 2008، وذلك بفضل هيئات إعلامية وإنمائية دولية موّلت استضافة 150 مشاركا/ مشاركة من دول انتشار الشبكة.
الاعلامي المصري يسري فوده، أحد مؤسسي أريج وعضو مجلس إدارة سابق، رأى في مداخلاته أن تحقيقات الأريجيين التي كشفت قضايا الفساد، سوء إدارة واستبداد “كان يفترض أن تدفع حكومات في المنطقة إلى الاستقالة” لو أنها نفذّت في دول تحترم الديمقراطية ودور الإعلام.
وفي معرض حديثه عن تحقيق الزميل مصطفى المرصفاوي: “موت في الخدمة”، ذكّر فوده بأن المرصفاوي “دفع ثمن الاستقصاء وفقد وظيفته”، دون أن يؤثر ذلك على شغفه وعزمه على مواصلة هذا الدرب الشائك.
من جهته أوضح معد التحقيق المرصفاوي أن عمله “كشف حقيقة غير معروفة وكان لابد من توصيلها للناس” حتى لا تتكرر الإساءات.
الاعلامي مصعب الشوابكة، الذي سجّل رقما قياسيا بتنفيذه 12 تحقيقا خلال خمس سنوات، أوضح للمشاركين أن العقبات أمام الاستقصاء تتشابه بين غالبية الدول العربية؛ “صعوبة الوصول إلى المعلومات وهبوط سقف الحريات خصوصا عقب الردّة عن الحريات العامة بعد انحسار” ما يعرف بالربيع العربي.
دلوفان برواري من كردستان العراق، الذي حصد ثلاث جوائز وأنجز ثلاثة تحقيقات بإشراف أريج، رأى أن دخول الشبكة إلى العراق قبل ست سنوات كان أشبه “بقارب سريع ارتفع بالصحافيين فوق مستنقع من الفساد وانتهاكات حقوق الانسان”.
الصحافي المصري أحمد الشامي الحائز على خمس جوائز عربية ودولية، لفت إلى أن “الصحافيين العرب يحفرون بالصخر ويحاربون بحثا عن المعلومة وسط قلّة الإمكانيات” وعدم اهتمام وسائط الإعلام بالاستقصاء.
الصحافية التونسية مريم الناصري التي التحقت بست دورات تدريبية مع أريج وحازت جائزة أريج لحقوق الانسان عام 2015، أكدت أنها سعت لطرق القضايا الصعبة من أجل كشف الإساءات بحق الفئات المستضعفة.
وتتمحور جلسات الملتقى على مدى ثلاثة أيام، حول ضمان تحصين الملفات الإلكترونية، تدقيق المعلومات المتدفقة عبر الإنترنت وتتبع مسارات الأموال المختلسة إلى جزر الأمان الضريبي، مثلما تتعلق بتقنيات السرد القصصي بصريا، ودعم التحقيقات الاستقصائية بصور احترافية، وطرق عرض القصص عبر البيانات وسرد التحقيقات الاستقصائية الطويلة والقصيرة على المنصات مختلفة.
وستوزع في ختام الملتقى مساء السبت، جوائز على من أنجزوا أكثر التحقيقات تأثيراً هذا العام عن فئات المطبوع والمرئي بفئتيه (القصير-الطويل)، وجائزة خاصة لأفضل تحقيق استقصائي عابر للحدود. وفي هذا العام حددت أريج جائزة واحدة لكل فئة.