عروبة الإخباري – مازالت أوضاع اللاجئين السوريين في مخيم الأزرق “مخيزن الغربية” على حالها منذ افتتاحه قبل 32 شهراً، فالمخيم الذي أنشئ على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب من قضاء الأزرق بمحافظة الزرقاء لا تتوفر فيه الكهرباء، ودورات المياه فيه شحيحة بل أسست لتكون مشتركة بين اللاجئين، والفراغ الشديد في أوقات اللاجئين الذين لا يجد معظمهم ما يشغله فيه.
وتسبب عدم توفر الإمكانات المادية في تأخر افتتاح المخيم الذي بدأت فكرة إنشائه في العام 2012 بهدف الاستعداد لتدفق اللاجئين الجدد ولتلافي السلبيات الموجودة في مخيم الزعتري، سيما البنية التحتية والتنظيم والنواحي الأمنية، حيث تم افتتاحه رسمياً في الأول من أيار (مايو) 2014، وشكل نقلة نوعية مقارنة بمخيم “الزعتري”.
وبلغت كلفة إنشاء المخيم 45 مليون دولار، تضمنت تعبيد الشوارع وإنشاء بيوت جاهزة، حيث لا توجد فيه خيمة واحدة، إضافة إلى المستشفيات وأنظمة المياه وعدد من مباني الشرطة، وأنظمة البنية التحتية، حيث يدار المخيم بإشراف مديرية شؤون اللاجئين السوريين، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ويقطن المخيم نحو 22 ألفا 54 % منهم ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما وتبلغ مساحته نحو 14 كيلومترا مربعا، ويشتمل على 8029 غرفة بلاستيكية (كرفان) ومستشفى يتسع لمئة وثلاثين سريرا، ومدرستين تتسع كل منها لخمسة آلاف طالب وطالبة على فترتين، بالإضافة الى ملاعب للأطفال، ومكتبة، ومراكز الدعم النفسي والاجتماعي التي يتم من خلالها مساعدة المتضررين نفسيا واجتماعيا.
في البداية لم يعكر صفو اللاجئين المقيمين في المخيم إلا الظروف الجوية الصعبة للمخيم المقام على اراضي الزرقاء في منطقة جغرافية حارة و”موحشة جدا”، كما وصفها لاجئون سوريون التقتهم “الغد” خلال جولات ميدانية في المخيم على مدار العامين الماضيين، لكن عدم توفر الكهرباء فاقم معاناة سكانه وفرض تحديات جمة على القائمين عليه، سيما ما يتصل بملف الأمن في المخيم.
ولطالما أطلق اللاجئون في كل مناسبة صيحات “استغاثة” للمطالبة بتحسين نوعية الحياة، وتوفير الكهرباء، للتخلص إلى حد ما من حالة العزلة التي تفرضها حياة المخيم، من خلال تشغيل أجهزة التلفاز ومتابعة أخبار بلادهم، وشحن هواتفهم النقالة للتواصل مع العالم الخارجي، غير أن شحن الهواتف وجدت طريقها إلى الحل بعد أن تم تسليمهم أجهزة شاحنة تعمل على الطاقة الشمسية وتستخدم للإنارة وشحن الهواتف فقط”.
ويقول اللاجئ السوري في مخيم الازرق شادي سرحان ان الاوضاع في الازرق لم تتغير منذ عامين، فالمخيم الموحش ومايزال من دون كهرباء، ومعظم اللاجئين في المخيم يعانون من فراغ الاوقات، مطالبا بإنشاء برامح تشغيل للاجئين على غرار ما تقوم به بعض المنظمات الدولية من برامج موجهة للسيدات كالخياطة والتريكو التي اسهمت بمساعدة هؤلاء النسوة وأسرهن.
وقال اللاجئ عبدالمنعم عمران ان الهم الاكبر للاجئين في الازرق هو عدم وجود شبكة كهربائية، ما يفرض عليهم حالة من العزلة ومشكلة دورات المياه المشتركة، اضافة الى بعد السوق التجاري عن العديد من القطاعات السكنية، وارتفاع الاسعار فيها.
وفي مطلع أيار (مايو) العام الماضي وخلال احتفال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السوريين الذكرى الأولى لميلاد المخيم أعلن نائب المفوضية في الأردن بول سترومبرغ عن تخصيص 17 مليون دولار من النفقات المقدرة والبالغة قرابة 24 مليون دولار، لإنشاء شبكة كهرباء داخل المخيم، لكن الشبكة الكهربائية لم تر النور بعد.
وعادت المنظمة بعد هذا الاحتفال بشهر واحد وقالت إنها ستشرع الشهر المقبل بإنشاء مزرعة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بحيث يبدأ إنتاجها مطلع الصيف المقبل، مبينة أنه وبحلول العام الدراسي الجديد، وعندما يذهب الأطفال السوريون في الأزرق الى مدارسهم ستتوافر اضاءة للطرق ولمنازلهم، غير أن الصيف جاء وانقضى وحل الشتاء ولم تأت الكهرباء بعد.
ورغم الاتصالات العديدة بالناطق الإعلامي لمديرية شؤون اللاجئين السوريين في المفوضية السامية للأمم المتحدة في الأردن محمد الهواري، الا انه لم يرد على أسئلة “الغد” حول الشبكة الكهربائية واستعدادات المفوضية لاستقبال فصل الشتاء بل وحتى عدد الإحصاء الأحدث لعدد اللاجئين في المخيم.
ورغم أن اللاجئين السوريين أكدوا مراراً إنهم لم يكونون يحلمون قبل قدومهم من سورية أن يكون اللجوء نزهة وإقامة مجانية في فندق”، لكنه لم يتوقعوا أيضا، أن يكون “من دون ماء وكهرباء وبدورات مياه مشتركة”.
مخيم الأزرق.. ما يزال دون كهرباء ودورات المياه مشتركة
26
المقالة السابقة