عروبة الإخباري – تستعد رام الله لانعقاد المؤتمر السابع لحركة “فتح”، المقرر انعقاده في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وسط حراك “فتحاوي” نشط لضمان نجاحه.
وقال القيادي في “فتح”، اللواء الحاج خالد مسمار، إن “ترتيبات التحضير لعقد المؤتمر الحركي المهم باتت جاهزة ووصلت إلى مرحلتها النهائية، حيث تعمل كافة اللجان التحضيرية، اللوجستية والتنظيمية، بقوة لإنجاز مهامها على أكمل وجه”.
وأضاف مسمار إن “جدول أعمال المؤتمر زخم، حيث يتناول بحث الأوضاع الداخلية للحركة، والنظام الداخلي، والبرنامج السياسي، والبرنامج الوطني، عدا المشهد القائم في الساحة الفلسطينية المحتلة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني”.
وأوضح بأن “عقد المؤتمر حيوي ومهم جداً”، فيما يأتي “في ظل الظروف والتطورات الراهنة ضمن المشهد الإقليمي العربي والدولي، لاسيما إزاء مواقف الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، المهددة للوضع الفلسطيني والعربي، بما يجعل من الضرورة الخروج بتصورات مناسبة للمرحلة القادمة”.
ويناقش المؤتمر، الذي وصل عدد أعضاؤه إلى 1400 عضو، ملف المصالحة، وخطوات إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى الأحداث الجارية في النظام الإقليمي العربي، والساحة الدولية، فيما سيصار خلاله تجديد عضوية “مركزية فتح” والمجلس الثوري للحركة.
ووفقاً لجدول أعمال “المؤتمر السابع”، الذي ينعقد غداة سبع سنوات من التئام نظيره السادس العام 2009؛ فإنه يبدأ بجلسة افتتاحية، ومن ثم جلسة لإنتخاب رئيس للمؤتمر، يليه عقد جلسة لمناقشة التقارير المختلفة، ليصار بعدها إلى فتح باب الترشح.
و”يحق لكل عضو في المؤتمر ترشيح نفسه لأي موقع، وفق معايير محددة واردة في النظام الداخلي للحركة”، بحسب الحاج مسمار.
وعقب جلسات النقاش المكثفة، تجري انتخابات المجلس الثوري (يتم انتخاب 80 عضواً مباشرة ويضاف 20 عضواً من الأسرى في سجون الاحتلال و20 آخرين بالتعيين من القيادة)، واللجنة المركزية للحركة (18 منتخبين فيما تختار ثلاثة أعضاء آخرين)، وهما الإطاران اللذان يتم انتخابهما من أعضاء المؤتمر.
فيما “يتم انتخاب رئيس حركة “فتح” من قبل المؤتمر مباشرة”، وفق الحاج مسمار، الذي أوضح بأن “ذلك ما جرى في المؤتمر السادس، ووفق ما نص عليه النظام الداخلي للحركة، إلا أن المؤتمر سيد نفسه، فيما سيتم الاستمرار على هذا الأمر أم سيصار إلى التغيير”.
وقد بدأ أعضاء الحركة من قطاع غزة بالتوافد إلى رام الله لحضور المؤتمر، الذي من المفترض أن تلحق به خطوة اجتماع المجلس الوطني، الشهر المقبل، فيما قد يأذن إنجاز المصالحة بإجراء الانتخابات، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، العامة.
وفي الأثناء؛ “وجهت حركة “فتح” دعوات إلى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وكافة فصائل العمل الوطني في منظمة التحرير الفلسطينية، في مختلف أماكن تواجدها، بما في ذلك الموجودة في دمشق، لحضور المؤتمر”، وفق قول الناطق الرسمي باسم مؤتمر “فتح”، محمود أبو الهيجا.
وأضاف إنه “بتكليف من رئيس الحركة، الرئيس محمود عباس، وبقرار اللجنة المركزية للحركة، وجه مفوض العلاقات الوطنية في الحركة، عزام الأحمد، أمس، تلك الدعوات لحضور المؤتمر السابع للحركة”.
وأوضح أن “ذلك يأتي تكريساً للوحدة الوطنية، والتأكيد عليها، في إطار علاقات الأخوة، وتعزيزاً لهذه العلاقات”، مشيراً إلى أن “الفصائل رحبت بهذه الدعوة، واعتبرتها دعوة للمشاركة في صياغة برنامج العمل الوطني، الذي سيواجه تحديدات المرحلة المقبلة”.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد عكفت، مؤخراً، على تجهيز الملفات التي سيتم طرحها أمام المؤتمر، في مختلف القضايا المتعلقة بالمفاوضات والجوانب التنظيمية والتعبوية والفكرية، والعلاقات العربية والدولية، عبر المفوضيات المتعددة المجالات، مثل مفوضيات القدس، العسكرية الأمنية، الفكرية، التعبئة والتنظيم، والعلاقات الدولية.
فيما تزامن مع ذلك؛ مسعى بعض الأعضاء في “فتح” لعقد مؤتمر آخر للحركة، موازٍ للمؤتمر السابع، احتجاجاً على ما يعتبرونه “استثناء الكثيرين ممن تنطبق عليهم شروط العضوية من حضور” المؤتمر الذي “لا يمثل كل أبناء وأعضاء وكوادر حركة فتح”، بحسب قول النائب عن الحركة، أشرف جمعة، في تصريح أدلى به أمس.
من جانبه، أكد الحاج مسمار أن “فتح” حركة تحرر وطني كبيرة، حيث واجهتها، في مفاصل معينة من مسيرتها، الإشكاليات والخلافات، إلا أن الحركة كانت، وما تزال، تخرج منها بقوة وتعالجها بحكمة”، معتبراً أن مثل تلك التحركات “المكشوفة والفاشلة لن تؤثر مطلقاً على جسم الحركة”.
وكانت ألأنباء قد ترددت، مؤخراً، حول نقاشات داخل أطر اللجنة التحضيرية للمؤتمر بشأن العضوية وطبيعة المشاركة، والفئات المحددة والكفاءات، وبعض الأمور الفنية الأخرى، والتي تراوحت بين الدعوة لتوسيع دائرة المشاركة، تضييق نطاقها في هذا المؤتمر، الذي سيفرز قيادة جديدة للحركة.
ويتوجه رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، وأعضاء آخرين، مطلع الأسبوع القادم، من عمان إلى رام الله للمشاركة في المؤتمر.الغد