عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – تحل الذكرى العطرة لمولد باني الاردن ومطلق امكانيات ابنائه ليكون وطنا مميزا في منطقة لم تعرف الاستقرار منذ نشوء دولها..
نتحدث عن الحسين الراحل العظيم الذي نذر عمره لشعبه ووطنه وامته والانسانية وكان الاقدر في التعامل مع الاردنيين والاقرب لنبضهم وأدرك امالهم وامانيهم، فقد امتلك المفاتيح السحرية لكيفية التعامل وظل قريبا منهم يعيش بينهم ويثقون به يقربهم ويمحضونه حبهم طوال مسيرته وحتى يوم وفاته التي شهدت اكبر جنازة في العصر حضرها شرق العالم وغربه ومشى فيها القادة والزعماء كل يعتز بعلاقته مع الحسين وتعامله معه..
لم يوضع الحسين على الورق حتى الان وما زلنا بعد رحيله الطويل الذي لم يغب فيه عن ذاكرتنا ونفوسنا نحس بلحظة السخونة والالم لرحيله وربما كان هذا السبب في ان كتابة شخصية الحسين وتاريخه على الورق لم تقم بعد.
وأسأل لماذا يرحل الحسين ولم يكتب عنه ما يصل الى مستوى دوره واشراقه هذا الدور في تاريخ الاردن والعرب والعالم.. ولماذا جرى الاكتفاء بكتب اجنبية عرفته عن بعد او بكتب كتب بداية عهده ولم تحط بشخصيته الواسعة العميقة ودوره التاريخي في وطنه وامته.
ما زلت اتطلع لكتابة شافية ووافية عن الحسين تعطيه حقه وتفيه فضله.. وما زلت ارى ان الكتّاب الاردنيين والعرب مقصرين في تخليد قادتهم المعاصرين ووضع سيرهم على الورق.
في هذه المناسبة فإن دعوتي ان يكتب الحسين على الورق وان تقوم موسوعة الحسين لتشمل مسيرته منذ الولادة حتى الرحيل وان تتناول كل جوانب حياته بالتفصيل وفي مختلف النشاطات فقد ملأ حياة الاردنيين ولم تعرف اجيال كاملة منهم زعيما غيره له كل ذلك التأثير عليهم.
ادعو لذلك وادعو لقيام لجنة ملكية لكتابة تاريخ الحسين وتراثه وما انجز وان تدون مبادراته ومواقفه ما عرف منها وما لم يعرف.
ان مشروع كتابة الحسين هو مشروع وطني رائد يمكن ان نجمع فيه كل مكونات شخصيته الغنية وان تدلي كل الشخصيات التي عرفته برأيها..
علينا ان نطلع الاجيال الاردنية كلها على شخصية الحسين ودورها واهميتها في بناء الاردن وان يؤسس للراحل هذه الموسوعة اضافة الى متحف مميز لعرض كل مقتنياته.
لقد طال زمن انتظارنا وما كتبناه عنه جميعنا لا يتناسب مع هذه الشخصية العظيمة التي بقيت جوانب واسعة منها غير معرف بها بما يكفي.
تمر الذكرى الجديدة وكلنا امل ان يعرف اجيالنا اكثر فأكثر بالحسين ودوره فينا فقد كتبنا على الاخرين بأكثر مما كتبنا عن هذه الشخصية الملهمة وهذا التحدي نضعه امام المفكرين والكتاب والمثقفين والجامعات.
فهل نحيي ذكرى ميلاده القادمة وقد جسدنا شيئا من هذا..
ما زلت فينا ذكرى عطرة وانجازات ملموسة!! في ذكرى ميلاد الحسين العظيم
15
المقالة السابقة