عروبة الإخباري- قدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أول ملمح من ملامح سياسته الخارجية في لقائه مع صحيفة «وول ستريت جورنال» عندما قال إنه سيفكر بوقف الدعم عن الجماعات السورية المعارضة لنظام بشار الأسد.
وفي أول مقابلة له بعد انتخابه يوم الأربعاء علق على سؤال حول الحرب الأهلية السورية قائلاً «لدي رأي مختلف عن رأي الكثير من الناس في ما يتعلق بسوريا».
وأشار ترامب الى أنه قد يحول الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للمعارضة السورية ويركز جهوده على محاربة تنظيم «الدولة» الإسلامية. وقال «موقفي أنك تقاتل سوريا (النظام)، وسوريا تقاتل تنظيم الدولة وعليك التخلص من تنظيم الدولة. وروسيا الآن متحالفة بشكل كامل مع سوريا ولديها الآن إيران والتي أصبحت قوية بسببنا ومتحالفة مع سوريا». وأضاف «نحن الآن ندعم المعارضة ضد سوريا ولا نملك أية فكرة من هم هؤلاء الناس . وكان ترامب قد هاجم أثناء حملته الانتخابية إدارة أوباما ودعمها للمقاتلين السوريين. وحذر من تدخل الولايات المتحدة هناك، قائلا إنه لو هاجمت امريكا الأسد «فسننتهي بصدام مع روسيا ومحاربة سوريا.
ارتياح دمشق
وتمثل الجبهة السورية واحدة من الجبهات التي أعلن ترامب في حملته الانتخابية أنه سيجري عليها تعديلاً وأكد أنه سيركز جهوده على مقارعة تنظيم «الدولة» وهزيمته.
ومن هنا كان الجو الاحتفالي في دمشق حيث أعربت بثنية شعبان، مستشارة الرئيس الأسد في تصريحات للراديو الوطني العام «بي أن أر» في أمريكا أن الاسد «مستعد» للتعاون مع الرئيس الأمريكي الجديد.
وكتب ديكستر فيلنكز في مجلة «نيويوركر» عن الطريقة التي تعامل فيها النظام مع فوز ترامب. ففي سؤال الأسبوع الماضي وجهه صحافيون لوليد المعلم، وزير الخارجية السوري حول الانتخابات الأمريكية ومن يفضل أن يفوز رد المعلم ضاحكاً «آمل أن لا ينتخبوا أحداً» . وعلق فيلنكز قائلاً إن هذا لم يكن ما يفكر به رئيسه الأسد الذي كان راغباً بفوز ترامب.
ومع أن الرئيس المنتخب لم يعرض سوى سياسة خارجية عامة ولم يقدم إلا بعض الافكار المحددة خاصة في ما يتعلق بتنظيم «الدولة» وعلاقة الولايات المتحدة بالحلفاء والمنظمات الدولية القائمة على تقديم المصلحة الأمريكية على كل المصالح وعدم تحملها الأعباء المالية لقاء قيادتها للعالم إلا أننا لا نستبعد لو غير ترامب من أفكاره ومواقفه.
وأبدى في مقابلته مع «وول ستريت جورنال» بعضاً من المرونة حول قانون الرعاية الصحية الذي يعتبر من أهم إنجازات سلفه باراك أوباما.
ومع ذلك أكد الرئيس المنتخب ما يتعلق بسوريا أنه ليس مع التدخل الإنساني وإنقاذ أرواح المدنيين السوريين ولكن مع قتل الإرهابيين من تنظيم «الدولة» والجماعات الجهادية الأخرى التي قد تهاجم الولايات المتحدة. وقال «لا أحب الأسد مطلقاً ولكنه يحارب داعش، والروس يحاربون داعش وكذا إيران» حيث لخص مجمل السياسة الخارجية في جملة واحدة. ولهذا السبب فانتخابه قد يخفف الضغط عن النظام السوري إن أخذنا بعين الاعتبار العلاقة المتوقعة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وفي المقابلة نفسها قال إنه تلقى رسالة «جميلة» من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتم ترتيب محادثة هاتفية بينهما قريباً.
وبوتين كما نعرف هو حليف الأسد، ولهذا السبب كانت الأجواء في دمشق احتفالية. إلا أن دولاً أخرى تنظر بحذر للخطوة الأولى التي سيتخذها ترامب في مجال السياسة الخارجية.
نحن بحاجة لأمريكا
وفي هذا السياق حذر الأمين العام لحلف الناتو الرئيس المنتخب من التحديات التي يواجهها الأمن الدولي والأوروبي منذ جيل كامل. وكتب جينز ستولتنبرغ في صحيفة «أوبزيرفر» أن «الاعتماد على النفس ليس خياراً، لا لأوروبا أو أمريكا».
وذكر المسؤول عن أكبر حلف دفاعي أمني أوروبي بالتضحيات التي قدمتها الدول الأعضاء في مرحلة ما بعد 9/11 حيث ساهمت في الدفاع عن الأمن الدولي. وقال إنه بدلاً من «تعميق الخلافات» بين الـ 28 دولة عضواً في الحلف فالوقت هو وقت «التمسك بما يوحدنا» في «ظل قيادة أمريكية» قوية.
وعبر ستولتنبرغ عن مخاوفه في ضوء ما أعلنه المرشح الجمهوري أثناء حملته الانتخابية عن الناتو الذي وصفه بالبالي وطرح أسئلة حول علاقة أمريكا معه لو انتخب رئيساً وفيما إن قدمت له الدعم إن تعرضت دولة عضو لهجوم. وكتب الأمين العام يقول «نواجه أعظم التحديات للأمن منذ جيل. وهذا ليس هو وقت مساءلة قيمة الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة».
وأضاف أن المرة الوحيدة التي فعل فيها الناتو بنده القاضي بحق الدفاع عن النفس كان بعد تعرض الولايات المتحدة لهجمات 9/11 الإرهابية في عام 2001 و»لم يكن هذا مجرد فعل رمزي، فقد تحمل الناتو مسؤولية العمليات في أفغانستان. وخدم مئات الألوف من الجنود الأوروبيين في أفغانستان. ودفع أكثر من 1.000 جندي حياتهم ثمناً لعملية كانت رداً مباشراً على هجوم ضد الولايات المتحدة.
واعترف ستولتنبرغ، الذي عمل رئيساً للحكومة النروجية بأن حلفاء أمريكا في الناتو بحاجة لزيادة مساهمتهم وهو مطلب دعا إليه ترامب في أثناء الحملة الانتخابية، خاصة أن أمريكا تدفع نسبة 70% من نفقات الحلف.
إلا أن رئيس الناتو كتب قائلا «من الطبيعي أن تكون هناك خلافات بيننا إلا أن القادة على جانبي الأطلنطي وداخل الطيف السياسي طالما اعترفوا بأهمية الصلات التي توثق بيننا. فتاريخنا المشرف هو عبارة عن تحديات مشتركة واجهناها معا .
وأضاف «من السهل التعامل مع الحرية والأمن والإزدهار الذي نعيشه كأمر مفروغ منه. ففي هذه الأوقات غير الواضحة فنحن بحاجة لقيادة أمريكا القوية ونريد من أوروبا حصتها من العبء. وفوق كل هذا فعلينا الإعتراف بأهمية العلاقة بين أوروبا وأمريكا والتي لا يستغنى عنها».
جيش أوروبي
وتعلق الصحيفة أن تدخل الأمين العام لحلف الناتو يأتي بعد أيام من الصدمة التي أحدثها انتخاب ترامب ويعبر عن قلق عام داخل الدوائر العسكرية الأوروبية من الرئيس الأمريكي الجديد. خاصة أن المرشح الجمهوري قال في تموز/يوليو إن الناتو غير قادر على التعامل مع الإرهاب وأنه مستعد لإخبار أي دولة لا «تسد» ديونها لأمريكا «مبروك، ستدافعين عن نفسك .
ورد ستولتنبرغ على التصريحات هذه وقال إن الناتو يلعب دورا مهما في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ويقوم بتعزيز قوة الشركاء والحلفاء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لمواجهة الإرهاب. وحذر أيضاً من أن روسيا أصبحت أكثر «حزماً» في السنوات الأخيرة.
ويجب التعامل مع الحشود العسكرية الروسية على الحدود الغربية كتهديد حقيقي يجب على الغرب الرد عليه. وعبر ترامب عن استعداده لأن يبني علاقة قوية مع بوتين وهاجم من كانوا وراء تدهور العلاقة مع الكرملين.
وكتب ستولتنبرغ «لقد قمنا بتطبيق أكبر تعزيز لقواتنا منذ الحرب الباردة. وقوت الولايات المتحدة من التزامها ونشرت لواء مدرعاً في أوروبا الشرقية وأرسلت معدات عسكرية وإمدادات لدعم عمليات تعزيز في المستقبل. وهذا ردع وليس عدواناً، ولا نريد استفزاز نزاع ولكن منعه».
وأضاف «لا يمكن مقارنة الفرق التابعة للناتو ذات الأعداد التي لا تتجاوز الألوف بالفرق الروسية وعشرات الألوف من الجنود فيها والتي ترابط على الجانب الآخر من الحدود. وردنا هو دفاعي ومناسب. ولكنه يرسل رسالة غير خاطئة: فهجوم ضد واحد منا سيقابل برد من الجميع».
وتأتي تصريحات ستولتنبرغ في التأكيد على أهمية أمريكا في الحفاظ على أمن اوروبا بعد تصريحات في الأسبوع الماضي للمفوض الأوروبي جين- كلود يونكر والذي أكد أن أمريكا ليست قادرة على ضمان أمن الأوروبيين على المدى البعيد «وعلينا فعله بأنفسنا»، و»أضاف لهذا السبب نريد بداية جديدة في مجال الدفاع الأوروبي ومتابعة هدف إنشاء جيش أوروبي.
وعلق وزير الخارجية البريطاني السابق جاك ستروك منتقداً كلام المفوض الأوروبي بأنه تعبير عن «النرجسية» وأن تصريحات كهذه ستبعد ترامب عن أوروبا.
ومع ذلك علمت «أوبزيرفر» عن خطط فرنسية وألمانية للبحث في خطة الجيش الأوروبي المشترك.. وقال نوربرت روتغين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ الألماني أن التعاون الأوروبي أصبح أكثر أهميةً بعد انتخاب ترامب. وحذرت نيكول املين، من لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي من أنه لم تعد تعرف وجهة العالم بعد انتخاب ترامب.
بانتظار التعيينات
ويظل الحديث عن وجهة السياسة الخارجية في عهد ترامب مرهوناً بشكل إدارته القادمة خاصة الخارجية. وهناك أسماء بدأت تبرز من عهد جورج دبليو بوش ومنها جون بولتون أحد رموز المحافظين الجدد في تلك الفترة والمرشح لمنصب وزير الخارجية. وفي مقال كتبه تيد غالين كاربنتر، الباحث في معهد كاتو والمحرر المساهم لمجلة «ناشونال إنترست» تحدث فيه عن مواقف دعاة الدولية في السياسة الخارجية الأمريكية وأن انتخاب ترامب سيقوي من ساعد فلاديمير بوتين الذي يراه البعض مهندس انتصار ترامب، كما وسيزيد من قوة الصين على حساب اليابان وكوريا الجنوبية. وفي المقابل يرى المحللون الداعون إلى إعادة النظر بتحالفات الولايات المتحدة أن مكالمة ترامب لرئيسة وزراء كوريا الجنوبية وأكد فيها على التزام واشنطن للدفاع عن بلادها تعبر عن تخليه عن شعاراته الانتخابية. ويرى كاربنتر أن الرؤساء الأمريكيين لا يقومون بتغيير السياسة بشكل عشوائي ولكن بطريقة متدرجة ومدروسة. ويقول إن التكهنات حول السياسات في الصحافة متعجلة. فلا أحد يعرف ما هو موقف ترامب من أوروبا ولا جنوب شرق آسيا أو أي منطقة اخرى لأن الإدارة لم تتشكل بعد. وكل ما لدينا هي تصريحات قدمها المرشح قبل انتخابه.
ولا تعتبر دليلاً للسياسات التي سيتبناها الرئيس المنتخب عندما يصل إلى البيت الأبيض. وما يهم في كل هذا هي التركيبة التي سيؤول إليها شكل الإدارة. ويذكر الكاتب بموقف مشابه أثناء تشكيل حملة جورج دبليو بوش، فقد تحدث في خطاب له بمكتبة ريغان عام 1999 عن أهمية تبني سياسة خارجية حذرة ومتواضعة. وحظي خطابه بقبول لدى المعلقين ولكن سياسة بوش أصبحت توصف بكل شيء إلا الحذر والتواضع. ويرى أن هجمات أيلول/سبتمبر 2001 ربما لعبت دوراً في تحول سياسة بوش، إلا أن الإشارات كانت سابقة عندما عين بول وولفوويتز، نائباً لوزير الدفاع ودوغلاس فيث وسكوتر ليبي وغيره من المحافظين الجدد الذين كانوا مصممين على شن «حرب صليبية» في الشرق الأوسط.
ولو لم تحدث هجمات أيلول / سبتمبر لانتظر العالم الهجوم مدة أطول ولكانت إيران الهدف بدلا من صدام العراق. ولهذا السبب علينا مراقبة من سيقع عليه الاختيار لكي يكون وزيراً للخارجية في الإدارة الجديدة.
ولو اختير من ضمن الشخصيات التي خدمت في عهد بوش فسنكون في وضع للتكهن بأن إدارته ستكون اكثر تدخلاً في مجال السياسة الخارجية من فترة كلينتون وبوش واوباما. وسيتم اتخاذ القرار بطريقة فردية وليس جماعية خاصة لو تولى بولتون منصب الخارجية. ولو اختار ترامب شخصيات لا خبرة لديها أو غير معروفة فستكون إشارة مشجعة.
وعلينا مراقبة تعيينات من الجيوب الداعية للواقعية مثل «ديفنس برايويرتيز» و»إندبندنت إنستيتيوت» وكذا من جامعة نوتردام وجورج ميسون ومدرسة ليندون جونسون للشؤون العامة في جامعة تكساس ومدرسة بوش في جامعة تكساس إي أند أم. وتحرك كهذا يعني أن ترامب يريد ضخ دماء جديدة في الدبلوماسية الأمريكية ويرغب بإحداث تغييرات مهمة في السياسة الخارجية.
كيسنجر يعلق
وفي ظل التكهنات حول مسار الدبلوماسية الامريكية تحدث عجوزها، وزير الخارجية في عهد نيكسون هنري كيسنغر عن «ثورة» أمريكا وشكلها في المرحلة المقبلة في مقابلة مطولة ستنشر في مجلة «ذا أتلانتك» الشهر المقبل وأجراها جيفري غولدبيرغ على مدار الاشهر الماضية. وفي الجزء المنشور على موقع المجلة تحدث كيسنغر عن قضايا تتعلق بمستقبل علاقة أمريكا مع روسيا وصعود الصين والفوضى في الشرق الأوسط.
وبعد ظهور النتائج يوم الأربعاء تحدث الكاتب عبر الهاتف مع كيسنغر لكي يأخذ رأيه بما حدث. وقال إنه كان يتوقع فوز كلينتون.
وحذر من أن التحدي الأكبر لترامب لن يأتي من الدول بل من «الجماعات غير الدول التي قد تقوم بهجمات إرهابية لأنها تعرف أن ترامب سيرد على هجوم إرهابي بطريقة تناسبهم. ورأى كيسنغر أن انتخاب ترامب قد يساعد على بناء تماسك بين دور أمريكا الخارجي وسياستها المحلية «وأعتقد أن الرئيس الجديد لديه فرصة للمواءمة بين الأمرين، أمامه فرصة، والأمر يعود إليه». ودعا للتوقف عن النقاش حول قدرة الرئيس المنتخب على الحكم ومنحه فرصة. واستبعد التعاون معه كما فعل مع البقية «ولو جاء لرؤيتي فسأفعل. وتوقع وزير الخارجية السابق إمكانية تواصل في السياسة الخارجية. وأكد أن الصين وروسيا ستدرسان الفوز وستردان عليه. وفي هذا السياق رفض الحديث من أن ترامب اعتذاري لبوتين. فقد رد على كلام الأخير الذي أثنى فيه عليه ليس إلا. ولكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تتفاعلان في مناطق لا يستطيع أي منهما التحكم بعناصر وظروف المواجهة مثل أوكرانيا وسوريا.
وأكد أن السياسة الخارجية العالمية توقفت خلال ا الأشهر الستة الماضية بسبب الانتخابات الأمريكية وستعود لتدرس الموقف بعد «الثورة» الأمريكية وستتحرك على مستويات عدة بناء على الدراسة هذه. وهذا الوضع لا يشمل الجماعات غير الدول التي قد تقوم باستفزاز رد فعل أمريكي «كيف تضعف موقفنا الدولي». أما عن رد فعل إيران فيقول «قد تتوصل إيران لنتيجة ـ صحيحة – أن الاتفاق النووي أصبح هشاً الآن ولكنها ستعبر عن تصميم أمام الضغوط وهي تدرس ترامب، ولا أحد يعرف شيئاً عن سياسته الخارجية ولهذا فكل واحد سيقوم بالدراسة أو «موجة من الدراسة» هذا أدق.
رد من الطبقة المتوسطة
ويعتقد أن فوز ترامب كان رد فعل الطبقة الوسطى الأمريكية على هجمات المثقفين ضد قيمها. ونصح كيسنجر ترامب بأن يظهر أنه على قدر المسؤولية وأن يظهر أنه يعكس طبيعة «الثورة». وفي لقائه المطول تحدث كيسنجر عن غياب النقاش الحقيقي بمجال السياسة الخارجية. وأن العالم يعيش «فوضى» اليوم.
ورغم نقد كيسنجر المتحفظ لأوباما وانزعاجه من عدم اتصاله به ومن بعض آرائه في السياسة الخارجية إلا أنه كان متضايقاً من الطريقة التي انتقد فيها أوباما بعض القادة في العالم «ما يثير الدهشة من أوباما هي الطريقة التي تعامل بها شخص ذكي مثله مع نظرائه باحتقار كما بدا في مقالك»، «شخص في موقع كهذا عليه ان ينمي حساً من التواضع.
وقال إن اللاعبين في الصين والشرق الأوسط وأوروبا أمام اتخاذ قرارات حاسمة. فالصين يجب أن تتخذ قراراً حول مكانها في العالم وروسيا بشأن أهداف المواجهة وأوروبا حول مسارها. وعن قرار أوباما عدم ضرب سوريا عام 2013 قال «أعتقد ان الخط الأحمر هو وفوق كل شيء، أمر رمزي، وكان قراراً غير حكيم في ظل المشهد المتناقض. ولكنه كان عرضاً لمشكلة أعمق. فالحلول العسكرية يجب أن تستخدم بناء على تقدير نجاحها ويجب أن لا تكون تسوية بين قوى محلية متنافسة.
وعن جهود وزير الخارجية جون كيري لبناء حكومة ائتلافية قال كيسنجر إنه يحترم جهوده ولكنه أشار لأهمية تحديد العامل المهم وهو من سيقوم بحل الخلافات بعد ذلك. كما ان نشوء حكومة لا يضمن شرعيتها.