عروبة الإخباري – أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أن الأردن يعتبر من أكثر الدول استضافة للاجئين في العالم، بمعدل 87 لاجئا لكل 1000 نسمة، وهو يمثل سادس أكبر بلد مضيف للاجئين عالميا.
وأضاف غراندي أن “الوضع في منطقة الركبان الحدودية مع سورية، يعتبر مسؤولية المجتمع الدولي، كون المنطقة تقع خارج الحدود الأردنية”، مشددا على أن الأردن أبدى تعاونا لإيجاد حلول للمدنيين العالقين هناك، والمطلوب “إيجاد حل يوازن بين تلك المتطلبات وتلبية الاحتياجات الإنسانية”.
وأشار في مؤتمر صحفي عقده في عمان أمس، قبيل مغادرته الأردن الذي زاره لمدة 3 أيام، إلى أنه يجري التباحث حالياً لإنشاء عيادة طبية على الأراضي الأردنية لاستقبال الحالات الحرجة من الضحايا المدنيين العراقيين جراء الحرب الدائرة لتحرير الموصل.
وتابع أنه وخلال لقائه الحالي والسابق مع المسؤولين الأردنيين، تم طرح مجموعة من الحلول لايصال المساعدات الى مخيم الركبان، مضيفا “نحن نسير بالاتجاه الصحيح، لكن الأمر يحتاج وقتا لكننا في الطريق إلى الحل”.
وتابع: “من ضمن الحلول المطروحة، تحديد مناطق جديدة لتسليم المساعدات الإنسانية والغذائية، بحيث نضمن أن تصل المساعدات إلى الأبرياء المستحقين، وليس لعناصر خطرة لديها نوايا سيئة”، معتبرا أن أصعب الحالات هي تلك التي “يختلط فيها الأشخاص الأكثر ضعفا وحاجة للمساعدة، مع العناصر المسلحة”.
وزاد أن “من ضمن الحلول التي يجري بحثها حاليا، إقامة عيادة طوارئ صغيرة على الجانب الأردني لتقديم المساعدة الطبية للحالات الحرجة”، معربا عن أمله بأن يتم إنشاء هذه العيادة قريبا.
ولفت إلى أن الأردن كان استقبل نحو 20 ألف لاجئ سوري من منطقة الركبان يقيمون اليوم في مخيم الأزرق ويتم إجراء التدقيق الأمني عليهم.
وأشاد المسؤول الاممي بما قام به الأردن من مساعدة إنسانية للاجئين السوريين، مؤكدا في ذات الوقت أنه “ليس من المنطقي أن تتحمل دول الجوار وحدها مسؤولية اللجوء التي هي أساسا مسؤولية دولية”.
ولفت الى أنه تم خلال الفترة الماضية إعادة توطين نحو 24 ألف لاجئ سوري للأردن في الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا ودول أوروبا، متوقعا أن يصل العدد إلى 50 ألف لاجئ.
وتابع: “لدى المفوضية الان طلبات لإعادة توطين 30 ألف لاجئ سوري في بلد ثالث، ورغم ذلك يبقى هذا الرقم متدنيا مقارنة مع العبء الذي تتحمله دول الجوار”.
وقال: “فيما تتجادل الدول الغنية على عدد اللاجئين الذين ستقوم بإعادة توطينهم، تتحمل دول الجوار الأقل دخلا العبء الأكبر في استقبال اللاجئين”.
وزاد: “لغاية الآن لم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار فيما يخص سورية، وهناك انقسام في المواقف حيال الأزمة، وفي الأثناء فإن السوريين يعانون ويموتون بسبب الحرب”.
وأضاف: “حاليا لا يوجد أفق لحل سياسي قريب، وهذا الأمر يعني تفاقم الأزمة الإنسانية السورية”، مضيفا “لا يمكن لدول الجوار استقبال عدد أكبر من اللاجئين، فقد تشبعت باللاجئين الذين يصل عددهم اليوم إلى نحو 5 ملايين لاجئ، وفي المقابل يوجد نحو 6.7 مليون نازح داخل سورية، وهذا العدد مرجح للارتفاع في حال استمرار النزاع”.
وتابع: “العالقون ليسوا فقط في الركبان، فهناك نازحون آخرون عالقون داخل سورية، ونحتاج لمزيد من وقف إطلاق النار والهدنة لإيصال المساعدات للمدنيين العالقين داخل مناطق النزاع، كما الحال في حلب”.
وحول أوضاع اللاجئين داخل الأردن، شدد غراندي على أن الأردن “دفع ثمن استقبال هذه الموجات من اللاجئين بكرم، ما أثّر على الاقتصاد والتنمية”.
وتحدث المسؤول الأممي عن التطورات الإيجابية في ملف اللاجئين السوريين، قائلا إنه تم إصدار نحو 32 ألف تصريح عمل للسوريين في الأردن خلال الأشهر القليلة الماضية، منهم من حصل على فرص عمل جديدة، ومنهم من صوب وضعه، إلى جانب ارتفاع نسب التحاق الأطفال السوريين بالمدارس الأردنية.
وتطرق إلى مخرجات مؤتمر لندن للمانحين، الذي عقد في شباط (فبراير) الماضي، معتبرا أنه وفر حلولا ريادية، حيث تم التركيز على تحقيق التنمية في المجتمعات المضيفة لتجاوز أثر ازمة اللجوء، بحيث تكون المساعدات ذات أثر في تحسين نوعية حياة اللاجئ السوري، وكذلك المواطنين في المجتمعات المضيفة، بما يضمن تحقيق التنمية الاقتصادية وخلف فرص العمل والرفع من كفاءة التعليم.
وتابع: “في العام الحالي تم تحقيق نتائج أفضل فيما يتعلق بالحصول على موارد لتمويل المساعدات لسورية، حيث بلغت نسبة تمويل نداءات الأمم المتحدة للأزمة السورية 53 %، وهذا تقدم أفضل من الوضع في العام الماضي، كما أنه افضل بكثير من حال بعض النداءات لدول أفريقية لا يصل التمويل لها إلى 20 % من قيمة النداء”.
لكنه استطرد قائلا: “رغم ذلك، ما نزال نسعى إلى توفير كامل قيمة التمويل، لضمان فعالية تطبيق برامج الأمم المتحدة”.
وحول الوضع في الموصل، قال إن المفوضية “مستعدة لإيواء نحو 150 ألف نازح محتمل، جراء العملية العسكرية في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق”، مؤكدا أن “7500 شخص فقط حتى الآن غادروا مناطق مجاورة للمدينة”.
وتابع: “سيكون لدى المفوضية خلال يومين أو ثلاثة، 30 ألف خيمة تكفي 150 ألف نازح قد يفرون من الموصل، وسنؤويهم هناك، وثمة حلول أخرى أيضا لمن يحتمل أن يفروا نتيجة عملية عسكرية تقوم بها القوات العراقية منذ أسبوع لاستعادة الموصل من سيطرة تنظيم داعش”.
وبين أن هناك 7500 نازح من أطراف الموصل هربوا إلى مناطق أخرى تم فيها تقديم العون لهم، وهناك نحو ألف شخص عبروا إلى مخيم الحسكة في سورية”.
ولفت إلى إشكالية إيجاد أماكن لإيواء عدد كبير من النازحين، قائلا إنه يجري حاليا التباحث مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان حول هذا الأمر، خصوصا مع وجود نحو ثلاثة ملايين نازح، بينهم نحو مليون في إقليم كردستان”.
وكان غراندي أنهى أمس زيارته إلى الأردن، حيث التقى خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء هاني الملقي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ووزير التنمية الاجتماعية وجيه عزايزة، كما التقى عددا من عائلات اللاجئين السوريين المقيمين في عمان، ومخيم الأرزق.
وتعد هذه الزيارة الثانية لغراندي إلى الأردن منذ توليه مهامه كمفوض للاجئين.
المفوض الأممي يؤكد أن المملكة سادس أكبر بلد عالميا في استضافة اللاجئين
9
المقالة السابقة