عروبة الإخباري- اتجهت الأنظار للمناظرة الثالثة والأخيرة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، أمس الأربعاء.
وتأتي المناظرة قبل نحو 20 يوما من انطلاق الانتخابات، حيث تواصل المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض تقدمها في الاستطلاعات.
ويخوض ترامب المناظرة من موقع دفاعي بعد الاتهامات التي وجهتها إليه أكثر من ست نساء بالتحرش الجنسي وهو ما يصر على نفيه. لكنها تأتي بعد نشر تسجيل كان له وقع كارثة على حملته، وهو يتباهى فيه عام 2005 بكلام بذيء ومهين بأسلوبه في التحرش بالنساء اللواتي يريدهن ولو بدون موافقتهن مستفيدا من نجوميته.
في المقابل تخوض هيلاري كلينتون المناظرة من موقع قوة بحسب ما أظهرت استطلاعات الرأي. وأصبحت تملك الآن 46,3٪ من نوايا الأصوات مقابل 39٪ لترامب بحسب آخر معدل لاستطلاعات رأي على المستوى الوطني. كما أنها تتقدم في غالبية الولايات الأساسية التي تعتبر حاسمة لنتيجة الانتخابات.
وفي ما يعكس التوتر بين الجانبين أفادت بعض وسائل الإعلام بأن كلينتون طلبت تعديل طريقة دخول العائلات إلى القاعة لكي لا يلتقيا. وهكذا يتم تجنب مصافحة مساء الأربعاء بين بيل كلينتون وميلانيا ترامب.
ودعا ترامب والدة خبير معلوماتي قتل في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، إلى حضور المناظرة، وكذلك دعا الأخ غير الشقيق لباراك أوباما، مالك.
وكان ترامب دعا في المناظرة الثانية نساء يتهمن الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالتعدي عليهن جنسيا، سعيا لإرباك منافسته.
وكما في المناظرتين السابقتين، استعدت كلينتون – وزيرة الخارجية السابقة في الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما – لأيام، بعيدا عن الأنظار في فندق قرب منزلها بضاحية نيويورك، إذ يرى واضعو استراتيجية حملتها أن لهذه المواجهات تأثيرًا حاسما على السباق.
أما ترامب، فواصل جولاته الانتخابية الاثنين الماضي وأول أمس الثلاثاء، مكتفيا بتخصيص بضع ساعات في اليوم للتحضير للمناظرة التي يتوقع أن يتابعها عشرات الملايين من الأمريكيين، ولو أنه من الصعب كسر الرقم القياسي الذي سجلته المناظرة الأولى إذ تابعها 84 مليون مشاهد، وفق الإحصاءات المعلنة آنذاك.
وقال المحلل الاستراتيجي الجمهوري تشارلي بلاك، في تصريح صحافي: «تشكل هذه المناظرة فرصة هامة بالنسبة لترامب للعودة إلى دائرة المنافسة مجددا، وذلك من خلال طرح قضايا هامة وذات فعالية كبيرة، وفي مقدمتها فرص العمل».
وفي السياق ذاته، قال الخبير في معهد بروكينغز جون هوداك، في تصريح صحافي، إن «كلينتون متقدمة إلى حد كبير، وعليها أن تتفادى مهاجمته، وأن تتصرف بالأحرى مثلما فعلت في المناظرتين السابقتين، أي أن تبقى هادئة وتتفادى الهجمات وتدع دونالد ترامب يدمر نفسه».
وأوضح: «عليها أن تتوخى الحذر وعدم القيام بأي شيء يمكن أن يعيدها إلى الخلف، وأفضل وسيلة لذلك هي اعتماد موقف هادئ بعيدا عن الصخب».
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تحظى هيلاري كلينتون بشعبية متزايدة لدى النساء والأقليات، ويشير متوسط استطلاعات الرأي إلى حصولها على حوالي 46٪ من نوايا التصويت، مقابل 39٪ لدونالد ترامب.
وجرت المناظرة مساء أمس الأربعاء (الخميس الساعة 1:00 ت غ) في جامعة نيفادا في ولاية «لاس فيغاس»، وقد وصل المرشحان إلى الموقع مساء الثلاثاء.
ولطالما شكلت المناظرات الانتخابية بين المرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة محورا أساسيا في السباق إلى البيت الأبيض.
وجرت المناظرة الأولى بين المرشحين أواخر الشهر الماضي، فيما جرت الثانية أوائل الشهر الحالي، وذلك تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.(وكالات)