عروبة الإخباري- انطلقت مشاورات تشكيل حكومة جديدة في المغرب بزخم جديد حرك المياه الراكدة في صفوف أحزاب الغالبية والمعارضة، في ظل ترقب شديد لما ستؤول إليه جهود رأب الصدع بين الحزب الإسلامي وكتلة أحزاب الحركة الوطنية. ودشّن رئيس الوزراء المكلّف عبد الإله بن كيران مشاوراته بعقد أول اجتماع أمس، في مقر حزبه «العدالة والتنمية» مع الأمين العام لحزب «الحركة الشعبية» محند العنصر وذلك بحضور رئيس المجلس الوطني للحزب الحاكم سعد الدين العثماني. وتُعدّ «الحركة الشعبية» ذات المرجعية الأمازيغية قريبة من ناحية المرجعية من حزب رئيس الوزراء المكلّف على اعتبار أن «العدالة والتنمية» انبثق من رحم «الحركة الشعبية الدستورية» التي أسسها الدكتور عبدالكريم الخطيب.
وقال العنصر في تصريح للصحافة عقب انتهاء الاجتماع أنه «كان لابد من القيام بجولة لتقييم مشاركة حزبنا في الحكومة المنتهية ولايتها وعرض للأفق المستقبلية». ورفض العنصر تأكيد مشاركة حزبه في حكومة يقودها بن كيران. واعتبر أن الحزب أمامه «خيار الاستمرار في الغالبية ذاتها»، شرط تعزيز مكانة حزبه في الحكومة المقبلة.
وعلّق بن كيران على شروط العنصر بالقول: «أمضينا ساعة ونصف الساعة ولم أسأله عن شروطه» ما فُسّر على أنه تقارب في وجهتي نظر الحزبين يمهد لمشاركة «الحركة الشعبية» في الحكومة.
وحصل الحزب الأمازيغي في الانتخابات الاشتراعية الأخيرة على 27 مقعداً، ليحتل المرتبة الخامسة. وقالت المصادر إن بن كيران يرغب في تجديد غالبيته الأولى التي شكلها عقب حراك الربيع العربي الذي مهّد لتعديل الدستور في العام 2011، وكانت تشمل أحزاب «الاستقلال» (46 مقعداً) و«الحركة الشعبية» (27 مقعداً)، و«التقدم والاشتراكية» (12 مقعداً). وفي حال تمّ له ذلك سينجح في تأمين غالبية برلمانية تضم 210 من أصل 395 مقعداً.
واجتمع بن كيران لاحقاً مع زعيم حزب «التقدم والاشتراكية» نبيل بن عبد الله. ويُعتبر لقاء بن كيران وبن عبد الله بروتوكولياً نظراً إلى ارتباط الحزبين بتحالف متين.
في المقابل، تترقب الأوساط السياسية موقف حزب «الاستقلال» الذي يتزعمه حميد شباط من مسألة المشاركة في تحالف حكومي يرأسه بن كيران. وكان الحزب المحافظ بعث إشارات إيجابية لرئيس الوزراء المكلّف «لناحية العمل لما فيه مصلحة الوطن»، ولم يبد شباط اعتراضاً شخصياً على مسألة المشاركة في الحكومة، مؤكداً أن« علاقاتنا طيبة ولا مشكل لدينا مع رئيس الوزراء». لكن الصحافة المغربية تحدثت عن ضغوط يتعرض لها شباط تهدف إلى إبعاده عن تشكيلة بن كيران. وذكرت تقارير صحافية إن حزب «الأصالة والمعاصرة» يتحرك لنسف عقد «تحالف تاريخي» بين حزب «العدالة والتنمية» وأحزاب «الكتلة» من خلال حضه على جمع تحالف لدعم «ترشيح الاتحاد الاشتراكي» المعارض لرئاسة مجلس النواب. لكن الحزب الذي حلّ ثانياً في الانتخابات بحصوله على مئة ومقعدين نفى تورطه في مثل تلك التحركات. ويدور صراع قوي حول رئاسة مجلس النواب، فيما جرى تقليد أن يؤول المنصب إلى الغالبية منذ التناوب الذي قاده الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي على عهد الملك الراحل الحسن الثاني عام 1998. وقالت المصادر إن العدالة والتنمية يفكر بترشيح العثماني، لرئاسة الغرفة الأولى للبرلمان، لكنه قد يترك ذلك المنصب لأبرز حلفائه بعد الاتفاق على الحقائب الوزارية مع الأحزاب المرشحة مشاركته السلطة.(الحياة)