عروبة الإخباري – علقت إسرائيل أمس تعاونها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بعد أن تبنت القرار الأردني الفلسطيني، القاضي بعدم وجود أي صلة لليهود في المسجد الاقصى المبارك، والحرم القدسي الشريف.
وكان وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، قد اعلن عن وقف التعاون من اليونسكو، فيما اعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية، القرار أنه “هذيان”.
من جهتها رحبت الرئاسة الفلسطينية بقرار اليونيسكو واعتبرته رسالة واضحة لواشنطن، الداعمة كليا لإسرائيل.
وقال الوزير بينيت، الذي يتزعم تحالف أحزاب المستوطنين “البيت اليهودي”، إنه أصدر أوامر الى أعضاء اللجنة الإسرائيلية في اليونيسكو، بعدم اجراء اي تعاون مهني مع المنظمة، بما في ذلك عقد لقاءات مع مسؤولي المنظمة، أو المشاركة في المؤتمرات الدولية، التي تعقدها اليونيسكو. وقال الوزير، “لن يتم عقد أي تعاون مهني مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب”.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على موقعها في شبكة الانترنت، إن اللجنة الإسرائيلية لدى اليونيسكو، تمثل عدة وزارات إسرائيلية، مثل التعليم والثقافة والعلوم، وأيضا سلطة الآثار، وهي بمثابة هيئة استشارية للحكومة لتحدد سياسات تعاملها مع اليونيسكو، ومع برامجها العامة. وأضافت الصحيفة، إنه على ضوء هذا، وعلى الرغم من البيان الحاد الذي أطلقه بينيت، “إلا أنه لا توجد أي أهمية عملية لقراره”، وسبب هذا الاستنتاج، حسب الصحيفة، أنه لا توجد في الأسابيع المقبلة، أي نشاطات مشتركة بين اللجنة الإسرائيلية واليونيسكو. وأشارت الصحيفة، إلى أن قرار بينيت، لن يسري على التعاون مع الأعضاء في منظمة اليونيسكو، في مجال الاهتمامات التي تعنى بها المنظمة.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، بيانا قال فيه، إن “مسرح العبث في اليونسكو يتواصل. لندع أنهم لا يقرأون الكتب المقدسة “التوراة”، ولكني أقترح على اعضاء اليونسكو ان يزوروا بوابة تيتوس في روما، حيث سيرون ما جلبه معهم الرومان الى روما بعد أن خربوا وسلبوا ونهبوا بيت المقدس في جبل البيت قبل 2000 سنة. سيرون هناك، منحوتا على بوابة تيتوس شمعدانا ذا الشموع السبعة، والذي هو رمز الشعب اليهودي وأنا أقول لكم أيضا رمز دولة اليهود في عصرنا. وبعد قليل ستقول اليونسكو ان القيصر تيتوس هو الآخر عني بالدعاية الصهيونية. ولكني اؤمن أن الحقيقة التاريخية أقوى، والحقيقة ستنتصر. ونحن اليوم نعنى بالحقيقة”، حسب بيان نتنياهو.
وتابع نتنياهو قائلا، “أن يقال ان ليس لإسرائيل صلة بجبل البيت والحائط، هو كالقول ان ليس للصين صلة بالسور الصيني، والقول ان ليس لمصر صلة بالأهرامات، “في هذا القرار السخيف فقدت اليونسكو القليل من الشرعية التي بقيت لها”.
وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، إن “أعياد اسرائيل كلها تشهد على الصلة التي لا تنقطع بين شعبنا وبين بلاده ولا يمكن لأي محفل او هيئة في العالم ان تأتي لتقول ان لا صلة بين الشعب اليهودي وبلاد إسرائيل والقدس. هيئة تفعل هذا فإنها ببساطة تحقر نفسها”.
وقال الوزير غلعاد اردان من الليكود ان “شعب اسرائيل الذي على مدى الفي سنة يوجه صلاته نحو المكان المقدس، يحتاج الى إذن من اليونسكو حول صلتنا التاريخية بجبل البيت وبالحائط”. وقالت الوزير ميري ريغيف ان “اليونسكو اتخذت قرارا لاساميا معيبا. اذا كان هذا معيار اليونسكو، فينبغي مراجعة كل مواقع التراث العالمي التي أعلنوها”.
وانضم نواب المعارضة الصهيونية الى الحكومة بمهاجمة اليونيسكو، إذ قالت النائبة شيلي يحيموفيتش، من حزب “العمل” في كتلة “المعسكر الصهيوني”، إن “قرار اليونسكو معيب، يزور التاريخ لأغراض سياسية ومصاب باللاسامية”. وقالت زميلتها في الحزب النائبة ميراف ميخائيلي ان “القرار يعد فضيحة، ويدل على أن من صوت له كان مخدرا، وهذه لاسامية فاخرة على نحو خاص”.
فلسطينيا، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن القرارات الدولية المستمرة ضد الاحتلال وسياساته ومن ضمنها قرار منظمة “اليونسكو” الأخير بشأن القدس والمسجد الأقصى، تشكل رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي بأنه لا يوافق على السياسة التي تحمي الاحتلال وتساهم بخلق الفوضى وعدم الاستقرار.
وأَضاف أبو ردينة في تصريح صحفي، أن هذا القرار يؤكد ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بمراجعة سياساتها الخاطئة المتمثلة بتشجيع إسرائيل على الاستمرار باحتلالها للأراضي الفلسطينية. وأضاف، كذلك هي رسالة مهمة لإسرائيل بضرورة إنهاء احتلالها، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها المسيحية والإسلامية، وإنهاء سياستها التي لا تساهم سوى في استمرار أجواء ومناخات سلبية انعكست على المنطقة، وهي مرفوضة من قبل المجتمع الدولي.
كما رحبت حكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله بالقرار. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي: إن هذا القرار يدين الاحتلال ويعبر عن الرفض الدولي لخطواته كافة، ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته.
وأضاف المحمود، أن منظمة اليونسكو بما تمثله من ضمير عالمي في حماية التراث الثقافي الإنساني، وبما تحمله من رسالة إنسانية وثقافية وسياسية تضيف اليوم قرارا مهما إلى قراراتها الرافضة للاحتلال، والتي تؤكد على الاعتراف بالوضع التاريخي والديني والثقافي الحقيقي والطبيعي في مدينة القدس العربية عاصمة دولة فلسطين، إضافة إلى رفض وإدانة المنظمة الأممية للانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال للمواقع الأثرية والدينية
“اليونسكو” تغضب الاحتلال بانتصارها للقدس
19
المقالة السابقة