عروبة الإخباري- تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية القصف الجوي الذي تنفذه طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب (شمالي سوريا)، وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقصف حلب بالوحشية نفسها التي اتبعها في قصف العاصمة الشيشانية غروزني.
وأضافت في مقال كتبه مارك غالوتي أن حلب -التي تعد من أقدم المدن التي سكنها الإنسان- تتحول إلى أنقاض، ويفر منها المدنيون أو يموتون تحت جدران منازلهم جراء القصف الجوي المتواصل منذ أيام.
وقالت إنه إذا أراد شخص أن يعرف الإستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا، فإنه من الحكمة أن يدرس الأساليب الخرقاء التي استخدمها بوتين خلال أول حرب يخوضها كرئيس هيئة أركان، وهي الحرب الشيشانية الدموية في الفترة من 1999 إلى 2000.
وأشارت إلى أن الحرب على غروزني أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف، وإلى أن الأمم المتحدة سبق أن وصفتها بأنها المدينة الأكثر دمارا على كوكب الأرض، وأن الحربين في الشيشان وسوريا يدللان على نهج بوتين الوحشي في القتال.
وتحدثت فورين بوليسي عن أصناف الأسلحة والصواريخ التي سبق أن استخدمت في قصف غروزني، وعن قدرتها التدميرية التي يمكنها أن تحول مباني المدن إلى ركام.
وأضافت أن بوتين ليس وحده المسؤول عن الحرب التي تعصف بسوريا، ولكن هناك دورا أيضا للرئيس السوري بشار الأسد، وتلعب إيران دورا مهما فيها، وأن السلام على طريقة النظام السوري يعتمد على النصر الناتج عن قوة النيران التي لا تقاوم، وأن حلب تعد المثال سيئ الحظ في هذا السياق.
وأشارت إلى أن موسكو ودمشق تواجهان استياء من جانب المجتمع الدولي جراء استمرار قصفهما الوحشي على مدينة حلب.
واستدركت بالقول إنه بالرغم من التشابه بين تكتيكات بوتين في الحربين الشيشانية الثانية والروسية، فإنه يعلم أن الحرب في سوريا تختلف، فسوريا بلاد واسعة والثوار فيها أكثر قوة ولكنهم أكثر انقساما، وأن المجتمع الدولي متورط في الحرب السورية بشكل كبير.
وقالت إنه إذا كان بوتين قد تعلم درسا من انتصاره على العاصمة غروزني، فإن هذا الدرس يتمثل في أن الحرب الوحشية تحتاج إلى وسائل وحشية للفوز فيها، واختتمت بالقول: واحسرتاه على سوريا.(الجزيرة نت)