عروبة الإخباري- يتجه تنظيم «داعش» لإعادة ترتيب صفوفه بعد مقتل أبرز القيادات الميدانية للتنظيم التي رافقت تأسيسه، والذين ناهز عددهم الثلاثين قياديا بقصف قوات التحالف على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وتشير الأنباء والتوقعات إلى أن خمس شخصيات قيادية من الرعيل المؤسس ستضطلع بالدور الأهم في القيادة إلى جانب البغدادي، ثلاثة منهم يتولون مهام عسكرية وإدارية حساسة منذ فترة، وهم: إياد العبيدي المكنى بـ(أبي صالح حيفا) القيادي العسكري بالتنظيم، وإياد الجميلي القيادي الأمني، ومسؤول المهاجرين والحدود طراد الجربا (ابو محمد الشمالي).
وإلى جانب ابو لقمان الشواخ أمير الرقة فإن طراد محمد الجربا يعد أبرز القيادات التي ينتظر أن تضطلع بدور في الساحة السورية كنائب عن البغدادي، فالجربا السعودي الجنسية السوري الأصل جهادي قديم انتمى لتنظيم «القاعدة» في العراق منذ عهد ابو مصعب الزرقاوي عام 2005، وسبق له أن سجن في السعودية لعدة سنوات وخضع لبرنامج المناصحة، وبعد أن غادر السجن عاد لتنظيم «اداعش» في سوريا ليتولى مسؤولية الحدود وإدخال المهاجرين، ليتصدر اسمه قائمة المطلوبين في السعودية ويدرج كذلك على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية كأبرز الإرهابيين المطلوبين.
ويقول خالد القيسي الخبير في صفوف الجماعات الاسلامية والقيادي السابق في إحدى الجماعات المسلحة العراقية، إن قيادة التنظيم اختارت بالفعل الجربا ليكون نائبا عن البغدادي بعد مقتل العدناني، ويأتي بعده مباشرة وزير الإعلام في التنظيم الدكتور وائل الراوي القيادي البارز من الجيل المؤسس. ويعتقد القيسي أن الشمالي بات الرجل الثاني في التنظيم بعد مقتل الراوي، «تم تعيينه نائبا للبغدادي على الشام، ومسؤولا إداريا وماليا للتنظيم، وكانت لدى الشمالي علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة قبل التحاقه بالدولة».
أما ابو لقمان (محمد موسى الشواخ) الذي ينتمي لمدينة الرقة، فقد تم ترشيحه مؤخرا كناطق رسمي لـ»داعش» خلفا لأبو محمد العدناني، كما يقول القيسي، غير أن مسالة اختياره لم تحسم بعد إذ قد تدفع إلى شخص آخر.
ويعود القيسي ليستبعد الأنباء التي راجت من مواقع لناشطين سوريين عن مسؤولية أبو لقمان عن مقتل العدناني. ويؤكد أن «كل ما يشاع عن مسؤولية أبو لقمان عن مقتل العدناني هي أحداث مختلقة، فلا ننفي وجود خلافات سابقة بين العدناني وأبو لقمان، ولكن لم يكن للرجل يد في مقتل العدناني، وما يشاع مجرد أخبار كاذبة».
وتشير الأنباء الوادرة من المقربين من التنظيم أن اياد العبيدي والذي يشغل منذ فترة منصب العسكري العام للتنظيم في العراق بعد مقتل أبو مسلم التركماني، سيتولى مسؤولية التنظيم عن العراق كنائب للبغدادي، وهو قيادي قديم في تنظيم «القاعدة» معروف بـ(أبي صالح حيفا)، وعمل كضابط في النظام العراقي السابق، قبل أن يلتحق بـ»االقاعدة» ويسجن في معتقل «بوكا». ويضيف الباحث خالد القيسي «في سجن بوكا التحق بقيادة التنظيم وشرعييه لتتوسع دائرة ارتباطاته، وقد تدرج في المناصب العسكرية إلى أن تولى منصب رئيس المجلس العسكري خلفا لأبي مسلم التركماني، كما تمت توليته مؤخرا مسؤولية نائب البغدادي على العراق».
أما الشخصية الثالثة فهي ابو عبد الرحمن إياد حامد الجميلي، وهو من ضباط الأمن العراقي السابقين، ويقول القيسي إنه معروف بشدته وسعة علمه في المجال الاستخباري، وهذا ما يدفع البغدادي لتعيينه في منصب الأمين العام للتنظيم، خاصة أنه من المقربين للبغدادي منذ سنوات.
وسبق للإعلام المقرب من الحكومية العراقية أن أعلن عن مقتل العبيدي والجميلي عدة مرات في العامين المنصرمين، مما يعكس صعوبة التثبت من الأنباء عن التنظيم، وعدم دقة معظم الروايات الرائجة حول قيادات التنظيم في وسائل الإعلام.
ويبدو الشرعي البحريني تركي البنعلي أبرز المرشحين لموقع الشرعي العام، وذلك بعد انهاء فترة تجميده بأمر من القيادي السابق الذي استهدف بقصف للتحالف الدكتور وائل الراوي، والذي أدى مقتله لإدخال التنظيم في فراغ قيادي كما يقول خالد القيسي، الذي يوضح «الراوي المعروف بأبي محمد الفرقان، أصبح الشخصية الثانية في التنظيم بعد مقتل العدناني، وهو ذو خلفية علمية وجهادية، مهندس ومتخصص في العلوم الشرعية، كما أنه عاصر كل مراحل التنظيم منذ نشأته».(القدس العربي)